«عقدة» .. حصن تاريخي وطبيعة سياحية جاذبة
تحتضن قرية عقدة غربي حائل بخمسة كيلو مترات إمكانات طبيعية وسياحية هائلة، بجانب تاريخها الكبير، حيث يرجع تاريخ هذه القرية إلى آلاف السنين. وتعد ضاحية عقدة أحد أبرز المصايف والمتنزهات الجميلة التي تحتضنها منطقة حائل وتقع وسط مرتفعات جبال أجا الشاهقة غرب حائل وتمر بها الأودية والشعاب ذات التربة الحمراء اللون التي تسمى" البطحاء"، واشتهرت عقدة قديما بضرب الأمثال في جمال تربتها وحلاوة مائها العذب مما أكسب القرية التميز.
وأصبحت من أبرز المصايف البرية التي يقصدها عامة المتنزهين من داخل حائل وخارجها لما تمتاز به القرية من موقعها القريب من المدينة والأماكن الطبيعية الجذابة. وشكلت تلك المناظر البرية الطبيعة الخلابة والجميلة مقصداً للمتنزهين. ورغم ما حظيت به القرية من الشهرة الواسعة على مستوى السعودية بجوها البارد صيفا ومناظرها الطبيعية وتكوينات جبالها الصخرية اللافتة للأنظار واحتضانها المتنزهين والزوار في جميع الأوقات.
ويتجاوز زوارها الألفي شخص يوميا في فترة الصيف للتمتع بجوها وطبيعتها إضافة للنخيل الكثيف الذي ينتشر في جميع أرجاء أرضها والشلالات الطبيعية التي تنحدر من أعلى الجبال وتصب أثناء هطول الأمطار والعيون الجارية في أعلى الجبال، إلا أنها ورغم توافر جميع عوامل الجذب السياحي إلا أنها تفتقد أيضا للمزيد من المقومات والمتطلبات الضرورية لتدخل بها هذه القرية للمنافسة على أفضل القرى السياحية البارزة في السعودية، فهذه القرية تحتاج لوجود مستثمرين يستغلون مقوماتها السياحية.
ويعتمد سكانها في معيشتهم على الزراعة التي كانت مصدر رزق أهالي هذه القرية التي تحيط بها الجبال من جميع الجهات باستثناء مدخل القرية الوحيد والمقفل قديما بسور حجري كبير بني وسط الوادي من قبل أهالي القرية كسد لمنع السيول من الخروج خارج القرية لإمكانية الاستفادة منها لتغذية آبارهم وسقي مزارعهم، وكان لا يستطيع أحد الدخول إليها إلا عن طريق ممر صغير من بين جبلين يسمى بـ"النشيب" تمر عن طريقه الجمال التي تحمل المؤونة من وإلى القرية ويستخدمها أهالي القرية في تنقلاتهم إلى مدينة حائل التي تبعد عنها مسافة خمسة كيلو مترات، وكان ذلك قبل زحف البنيان، وكانت تستغرق السيارات القديمة للمرور من هذا الممر الضيق جدا ساعات طويلة بسبب ضيق الممر المتعرج، حيث يحتك هيكل المركبة بهذا الممر الذي يتسع عرضه لثلاثة أمتار ويضيق ليصل إلى مترين وطوله 30 مترا تقريبا، وتم إسقاط هذا السور واستبداله من قبل وزارة الزراعة ببناء ثلاثة سدود في آخر القرية لحفظ مياه الأمطار من الضياع إلا أنه للأسف لم يستفد أهالي القرية من هذه السدود بالشكل الكافي؛ فالمياه أصبحت ضعيفة جدا في المزارع رغم هطول الأمطار بكثافة بسب بعد هذه السدود عن منتصف القرية. وأشار عزيز بن سعود السلحوب أحد أعيان القرية إلى أن القرية تتميز بمميزات ومقومات سياحية بجمال طبيعتها ومناظرها الطبيعية، وهذه المميزات جعلت عقدة من أفضل مناطق السياحة في حائل، ولكن ينقصها الشيء الكثير مثل قلة المياه التي تقف عائقا في القرية لإحياء الممتلكات من النخيل والأشجار، فأهالي القرية يعتمدون بشكل كلي على الأمطار للاستفادة منها للسقي والزراعة، فخدمة مياه المشروع لم تصل للقرية رغم قربها من خزان المشروع الذي يقع على مدخل القرية فالقرية بحاجة ماسة إلى خدمة مياه المشروع الحكومي فجميع أهالي عقدة يعتمدون حاليا في ظل قلة الأمطار على شراء المياه لسقي مزارعهم؛ فيوميا تتوافد صهاريج المياه على القرية لبيعها عليهم، فهاجس خدمتي الجوال ومياه المشروع حلم أهالي عقدة الذي يراودهم منذ سنوات طويلة، فأتمنى من المسؤولين في المياه الاستجابة لنداءات أهالي القرية وتحقيق حلمهم.
وبين أهمية طريق عقدة الرئيس والضرورة القصوى لازدواجيته الذي يسبب خطرا كبيرا على سالكيه بسبب ضيقه ووجود المنحنيات الخطرة فيه, فازدواجية الطريق مطلب رئيس لأهالي وزوار القرية، وحول الاستفادة من بعض أراضي القرية في تسليمها أو تأجيرها لهيئة السياحة. وأضاف، أن جميع أراضي عقدة مملوكة بصكوك وبقرارات ومن الصعب تسليمها لهيئة السياحة، وكذلك من الصعب تثمينها؛ لأن كل أرض من أراضيها يشترك في ملكيتها عشرات الأشخاص وغالبيتهم متوفون وورثتهم متفرقون، فمن الصعب جدا السيطرة وإحصاء ملاك عقدة، واستطرد قائلا: أنا أؤيد وأطالب باستثمار بعض الأراضي والممتلكات من قبل أصحابها سواء بالشقق السكنية والفنادق والمحال التجارية والمدن الترفيهية والمتنزهات الطبيعية التي بلا شك سترفع من اقتصاد القرية الذي يعتمد على الزراعة فقط.