حجاج يدونون ذكرياتهم على جبل عرفات

حجاج يدونون ذكرياتهم على جبل عرفات

في يوم عرفات سكب الحجاج العبرات الصادقة في لحظة اعتراف وانفصال عن الواقع والتصاق بالسماء، وتعالت في مكة كلها أصوات التلبية والدعاء والبكاء ــــ هذه هي الأصوات التي تتعالى اليوم من على جبل الرحمة، يرفعها حجاج بيت الله الحرام بعد أن منّ الله عليهم بأداء فريضة الحج بعد سنوات من الصبر والأماني، في عرفات الطاهرة جبل الرحمة الذي وقف عليه رسول الله ــــ صلى الله عليه وسلم.
وعلى صعيد عرفات وقف حجاج بيت الله الحرام من 188 دولة بثياب واحدة وبهدف واحد وفي مكان واحد، على الرغم من تعدد جنسياتهم ولغاتهم وأعراقهم، وعلى الرغم من المشقة والعناء نتيجة ارتفاع جبل الرحمة وشاخصه الأبيض عن سطح الأرض، يحرص كثير من الحجاج على صعود الجبل معرضين أنفسهم لمخاطر السقوط فجبل الرحمة يصل ارتفاعه إلى 300 متر، وعدد درجات السلم المؤدية لقمته 110 درجات، أما الشاخص الأبيض الذي جرى له العديد من الترميمات فيصل طوله إلى سبعة أمتار وكانت تعلق عليه قديما فوانيس مضاءة للدلالة، ويحرص الحجاج على الوقوف على هذا الجبل اقتداءً بسنة المصطفى ــــ صلى الله عليه وسلم ــــ عندما وقف في حجة الوداع.
وقمة جبل عرفات تشهد في كل عام بعض القصص والمشاهد للحجاج الذين يقومون بكتابة أمنياتهم على الشاخص، فالحاج الباكستاني شيراز حنيف، رغم بلوغه التسعين من عمره، إلا أنه أصر على صعود الجبل وكتب أمنيته بالعودة إلى دياره سالما مغفور الذنب، ومثله كثير من الحجاج صغاراً وكباراً نساءً ورجالاً كل يكتب أمنيته، فهذا الحاج فهيم شوكت من تركيا كتب (لن أنسى رحلتي لعرفات)، فيما كتبت الحاجة صفية مصطفى من مصر على الشاخص الأبيض (يارب وحد المصريين)، فيما كتب حاج من شرق آسيا، وقف هو وزوجته يدعوان الله أن يرزقهما بمولود يملأ حياتهما سعادةً، وربما يستطع أن يحج معهما في الأعوام المقبلة.

الأكثر قراءة