ضياع الأطفال في الحج .. الأفارقة والقادمون من جنوب آسيا أكثر «التائهين»

ضياع الأطفال في الحج .. الأفارقة والقادمون من جنوب آسيا أكثر «التائهين»

يتزايد أعداد الأطفال التائهين كل عام في موسم الحج بصورة متكررة، وتمثل عبئا إضافيا على الحجاج ممن يتعرض أطفالهم للضياع، وبالطبع على الجهات الرسمية في السعودية.
وربما يكون لعب الأطفال مع كبر مساحة بيت الله الحرام والزحام الشديد وانشغال الوالدين بأداء مناسك الحج وكثرة المصلين وعدم مراعاة الآباء تعليمات الجهات الأمنية سبباً في ضياع الأطفال من ذويهم.
واللافت في الأمر أن غالبية الأطفال الذين يتعرضون للضياع في الحج كل موسم من جنسيات محددة من إفريقيا وآسيا.
ورغم الجهود الرسمية والتطوعية في التقليل من هذا الأمر، وإعادة الأطفال التائهين لذويهم، ورعايتهم خلال فترة ابتعادهم عن أسرهم، إلا أن ذلك لم يفلح حتى الآن في القضاء على تقليل فرص الضياع وتسريع إعادة الأطفال لذويهم.
وفي هذا الإطار، يجري معهد بحثي سعودي دراسة لمعرفة أسباب انحصار ضياع الأطفال من جنسيات محددة من الأفارقة وجنوب آسيا بصفة مستمرة ومتكررة.
وتسعى الدراسة لتحديد الآثار الفردية أو المجتمعية الناتجة عن هذه الظاهرة وصولاً لدور مقترح للجمعيات والمؤسسات الحكومية والأهلية للحد من هذه الظاهرة.
ويقوم على إجراء الدراسة معهد أبحاث الحج والعمرة في جامعة أم القرى بالتعاون مع جمعية المرشدات السعوديات خلال موسم حج هذا العام.
وقال الدكتور عماد الدين شلبي الباحث الرئيس للدراسة إنه في بعض الأحيان وفي بعض التجمعات في المواسم المختلفة ومن أهمها موسم الحج ونتيجة الزحام واختلاف اللغات يحدث ضياع لبعض الأطفال من جنسيات معينة، لذا تطلب الأمر دراسة تلك الظاهرة لتحديد أسبابها والتعرف على المشكلات أو الأخطار التي قد يواجها هؤلاء الأطفال.
وأشار إلى أنه تبين من خلال الدراسة زيادة عدد الأطفال التائهين سنوياً من جنسيات محددة من الأفارقة وجنوب آسيا أثناء الحج ووجود مشكلات اجتماعية واقتصادية تترتب على هذه الظاهرة إلى جانب وجود مراكز لتقديم الرعاية لهؤلاء الأطفال.
وأفاد الدكتور شلبي بأن الدراسة تقوم على الإجابة على عدة تساؤلات منها ما أسباب ظاهرة الأطفال التائهين أثناء الحج؟ وما أسباب انحصار أغلبية ضياع الأطفال في جنسيات محددة من الأفارقة وجنوب آسيا بصفة مستمرة ومتكررة؟ وما دور الجمعيات الأهلية والمؤسسات الحكومية للحد من هذه الظاهرة؟ وما الدور المقترح للجمعيات الخيرية والمؤسسات الحكومية في الحد من الظاهرة.
يشار إلى أن 16 قائدة ومرشدة يعملن خلال موسم حج هذا العام في إرشاد الأطفال التائهين في المشاعر المقدسة، حيث يتحدد دورهم في استقبال الأطفال التائهين في موسم الحج في المشاعر المقدسة والاعتناء بهم ورعايتهم منذ استقبالهم وحتى موعد تسليمهم لذويهم.
وتشارك المرشدات في إعداد الدراسة البحثية، وتتضمن تلك المشاركة توزيع نحو 500 استمارة استقصائية حول ضياع الأطفال في المشاعر، وأسبابه، والحلول الممكنة لتلافي هذه المشكلة، تمهيدا لإعداد دراسة تسهم في اتخاذ إجراءات فاعلة نحو الحد من هذه الظاهرة.

الأكثر قراءة