«بلاكبيري» تسوق نفسها لـ «جوجل» و«سامسونج» و«إنتل» و«سيسكو»

كشفت مصادر مطلعة عن محادثات تجري بين ''بلاكبيري'' الكندية وعمالقة صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في الوقت الذي أكدت فيه قرب الشركة إلغاء اتفاقية الاستحواذ المبدئية التي أعلنت عنها منتصف الشهر الماضي مع شركة ''فيرفاكس'' بقيمة تتجاوز أربعة مليارات دولار.

وذكرت مصادر قريبة من ''بلاكبيري'' لرويترز أن الشركة الكندية تعاني من صعوبات مالية، وتجري حالياً محادثات مع بعض شركات، منها ''سيكسو'' و''جوجل'' و''إس أيه بي'' (SAP)، وذلك بغية بيعها بعض أجهزائها أو جميعها، حسبما نقلت وكالة ''رويترز'' عن مصادر مطلعة.

#2#

ويبدو أن هذه الصفقة قد تكون بديلا من الموافقة المبدئية التي أعلنت ''بلاكبيري'' عنها في أيلول (سبتمبر) الماضي لعرض الاستحواذ المقدم من شركة ''فيرفاكس'' (Fairfax) المالية الكندية التي تعتبر أكبر المساهمين في الشركة.

حيث وافق مجلس إدارة الشركة – التي تتخذ من مدينة واترلو بمقاطعة أونتاريو الكندية مقراً لها – على عرض الاستحواذ المقدم من شركة ''فيرفاكس'' (Fairfax) المالية الكندية، وهو العرض الذي يقترب من نحو خمسة مليارات دولار أمريكي، ولكن العرض واجه بعض التشكيك من ناحية القدرة على التمويل.

وتقدمت ''بلاكبيري'' بطلب التعبير مبدئياً عن الاهتمام بالاستحواذ من المشترين الاستراتيجيين المحتملين، الذين يتضمنون أيضا كلا من: ''إنتل'' و ''إل جي'' و''سامسونج''، وذلك خلال الأسبوع الجاري. وقالت المصادر إنه ليس من الواضح أي الشركات ستكون مهتمةً بعرض ''بلاكبيري''، إلا أن هذه الشركات كانت مراراً تبدي اهتماماً بشبكات الشركة الكندية الآمنة، وبراءات الاختراع التي تملكها، غير أن الشكوك حول قيمة الأصول تبقى هي القضية، حسبما قالت مصادر ''رويترز''.

ورفضت كل من ''جوجل'' و''إنتل'' و''سيسكو'' و''إل جي'' و''إس أيه بي'' التعليق وتأكيد المحادثات الجارية بينهم وبين ''بلاكبيري''، ولكن المزايدين المحتملين يتخوفون من حجم مبيعات ''بلاكبيري'' التي انخفضت أخيراً كثيراً، حيث كشفت الشركة قبل أيام خلال الإعلان عن مبيعات الربع الثالث من 2013، أنها خسرت قرابة مليار دولار.

يُشار إلى أن ''بلاكبيري'' واجهت خلال الفترة الماضية صعوبة في الحصول على حصة جيدة من سوق الهواتف الذكية في ظل المنافسة التي تواجهها على مستوى الشركات من شركتي ''سامسونج'' و''أبل''، وعلى مستوى أنظمة التشغيل من نظامي ''أندرويد'' و''آي أو إس''. الجدير بالذكر أن شركة ''بلاكبيري'' تم تأسيسها عام 1984 على يد الكنديين ''مايك لازاريدس'' و''جيم باليسلي'' تحت اسم ''ريسيرش إن موش'' (RIM)، وذلك قبل أن يتم تغيير اسم الشركة في وقت سابق هذا العام كخطوة غير ناجحة من إدارة الشركة لإنقاذها من موقفها المتعثر، وكان أول هواتف الشركة تم إصداره في عام 1999 تحت اسم ''بيجر 850'' Pager 850. خسرت ''بلاكيبري'' في الربع الثاني من العام الجاري مليار دولار أمريكي، كما أعلنت عن استغنائها عن 35 في المائة من الموظفين لديها، ورغم ذلك ما زالت الشركة تملك قيمة سوقية كبيرة بفضل الخدمات وبراءات الاختراع التي تملكها حتى الآن، التي تقدر بنحو 100 مليار دولار أمريكي بحسب تقييمها في العام 2007.

ومن جهة أخرى ذكر موقع Cnet أمس أن مارفن بيرلستاين – أحد المُستثمرين في ''بلاكبيري'' – رفع دعوى قضائية ضد الشركة الكندية، وفي شكواه، اتَّهَم بيرلستاين ''بلاكبيري'' بأنَّها تُصرِّح ببيانات كاذبة في تقاريرها وتكذب على المُستثْمرين.

وتستند دعوى بيرلستاين القضائية – التي بلغت عدد صفحاتها 35 صفحة – على ما قام ثورستن هاينز – الرئيس التنفيذي لشركة ''بلاكبيري'' – بتأكيده في 27 أيلول (سبتمبر) من العام الماضي حينما ذكر في بيان الشركة أن ''بلاكبيري'' لا تزال قوية من النّاحية الماليّة''، وأنها ''ستظل قوية ومُبتَكِرَة، وستكون مُنافِسَاً كبيراً في عالم الحوسبة المُتَنَقِّلَة على المُستوى العالمي''.

لكن بدا أن بيان هاينز صار مُتناقضاً هذه الأيّام بعدما قال: ''إن الشركة ليست على ما يُرام''، وقال بيرلستاين: ''إن هذه هي حقيقة الأمر، وإن نظام ''بلاكبيري'' 10 ليس مقبولاً من غالبية المُستخدمين، وقامت الشركة بتسريح 4500 موظف إثر ذلك على نحو 40 في المائة من إجمالي موظفي الشركة''.