صناعة الفرق مابين ذكاء الفكرة وفكر الذكاء .. طلال السحلي أنموذجا

صناعة الفرق مابين ذكاء الفكرة وفكر الذكاء .. طلال السحلي أنموذجا

صناعة الفرق مابين ذكاء الفكرة وفكر الذكاء .. طلال السحلي أنموذجا

إن الإقتناع الشخصي النابع من إرادة ذاتية متحررة من أي ظغط والخالية من أي أهداف شخصية سواءً كانت مادية أو معنوية بفكرة ما يجعلها هدفا رئيسا يلزم تحقيقه بل يعتبر تحقيقه تحديا يجب إنجازه.

ذكاء الدعوة التي تبناها مدير عمليات الأمن الصناعي بالمنطقة الغربية بشركة أرامكو السعودية الاستاذ طلال منصور السحلي أنها جاءت منطلقة من الرغبة وكما هو معروف فإن الرغبة أهم عناصر الدافعية للإنتاجية وهي أي الرغبة تفضي إلى تبني الفكرة ما يوجد مناخ تفاعل خصب بين الفكرة المطروحة وبين المتلقى او المستهدف من هذه الفكرة. هذا التفاعل الجاد يعمل آليا للإرتقاء ببلورة الفكرة نظريا إلى تطبيقها عمليا عبر فلسفة عمل تعتمد على استراتيجية حاذقة تتجاوز درجة التميز وصولا إلى مرتبة الجودة التي هي أعلى مراتب الإنجاز.

ذكاء آخر يحسب لصاحب هذه الفكرة هو توحيده لهدف أعضاء هذه الفكرة الراغبين بها وجعله ينبع من احتباجاتهم الذاتية ويصب في مصلحتهم الشخصية ألا وهو سلامتهم وسلامة ذويهم مما يوجد دافع آخر قوي يربط الأعضاء بالفكرة بإعتبارها أصبحت متطلب معيشي كيف لأنها أحد أسباب بقائهم وبقاء عائلاتهم بسلامة بعد مشيئة الله وهذا الدافع الداخلي هو ما يجعل هدف هذه الفكرة تحديا قويا بجعله سلوكا ذاتيا ممارسة وإلتزاما بل هذه الممارسة تولد أفكاراً جديدة تصب في قالب هذه الفكرة العام ويدعم استمرارها واهمية الالتزام بتطبيق بنودها.

كذلك نرى ذكاء آخر الا وهو ذكاء الخطاب ودهاء التسويق للفكرة حيث جعلها تحسب للمتلقي بترك حرية الأنضمام وجعله خياراً حراً غير إلزامي ليعطيها المزيد من الاقتناع بل الإيمان بهدفها وهذا له بعدا هاما في عملية الإلتزام بها وتطبيقها بشكل دائم مما يعطيها الشرعية والاستدامة.

وإذا ما نظرنا بعين العدل والحيادية وجدنا هذه الفكرة أنموذجا لذكاء الفكر في طرح منتج ما وجعله رائجا ومطلوباً وأقرب ما يمكن أن توصف به هذه الفكرة الذكية إنها (جرأة الأمل) نعم فنحن نرى كم هائل من الحوادث المميته يوميا ولكن لا عبرة ولا تقدم في مسألة الحد من هذا الهدر البشري والمالي. فولدت هذه الفكرة من رحم الإحباط لتحمل أسم (جرأة الأمل) في محاولة عسى ولعل أن تلامس هذه الفكرة فكر متلقيها.

الجمال في هذه الفكرة أنها ولدت من رحم التصرفات السلبية لسلوكياتنا اليومية ليس في قيادة المركبات بل في شتى مناحي السلامة عموما، وهذه السلوكيات الغير مقبولة هي السبب المباشر في حدوث حوادث تصل في درجة خطورتها الوفاة أو الإصابة المقعدة ناهيك عن الخسائر المادية التي تثقل كاهل المجتمع وتؤثر سلبا في خطط التنمية وتربك جدولة الخطط المستقبلية والمشروعات الحيوية لان فقدان العنصر البشري سواءً بالوفاة أو الإصابة المقعدة هو أسوأ كارثة ليس على أسرة المصاب وإنما على الدولة ككل.

والأستاذ طلال إذ يتبنى هذه الفكرة فإنه يؤصل عامل السلامة في شخوص أعضاء هذه الفكرة بجعل سلوكيات السلامة عنصرا ثابتا في تصرفاتهم اليومية بل شحذ هممهم للبحث عن مكامن الخلل في السلامة وتلافيها ونشرها من خلال التفاعل بين أعضائها مما يحتم الاخذ بمبدأ السلامة كشعار ثابت لا يقبل أي جدل ومن ثم نقل هذه الثقافة إلى الاسرة ثم كامل محيط المجتمع الامر الذي يولد شريحة نخبوية في مجال الالتزام بمبدأ السلامة وهذا هو الهدف الاسمى من ولادة هذه الفكرة.

إن حجب الثناء مع الاستحقاق ظلم وعليه فلا بد من شكر مهندس هذه الفكرة ألا وهو سعادة الاستاذ طلال بن منصور السحلي الذي صنع الفرق وهزم اليأس المنبثق من عدم المبالاة المستشري في نفوس الناس بطرح هذه المبادرة سعيا منه لمخاطبة الفكر الحي ومحاولة استنهاض الهمم المحبطة من طغيان السلوكيات السلبية، بفتح باب الأمل من جديد لإحراز نجاحات تبدد دياجير الإحباط ألا تتفقون معي على أنها جرأة الأمل.

الأكثر قراءة