الصيانة كمان وكمان
مرّت سنوات كثيرة على هذا الملف الشائك والغريب الذي يقتص من ميزانية الرئاسة العامة لرعاية الشباب أكثر من الثلث ما يقارب 420 مليون ريال، وفي رواية أخرى لأحد وكلاء الرئاسة في مداخلة هاتفية مع برنامج ''خط الستة'' أنها تقارب مبلغ 640 مليونا وهو، أي هذا الرقم، كفيل ببناء خمسة ملاعب بقيمة 89 مليونا التي حددتها الرئاسة نفسها للمنشآت التي تم إقرارها حديثا ويزيد منه مبلغ ليس بالقليل ''يكفي'' أن يوضع في صندوق الصيانة الثري، ومع ذلك لا يزال هذا البند المقر للصيانة يساهم في تقليص وإضعاف مبلغ الميزانية الكلي، وأيضا لا يعمل على صيانة المنشآت. ألا تعتقدون معي أنه ملف غريب؟!
أعترف بأن منظر ملعب خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز في بريدة شكله ''لا يسر الناظرين'' فهو كان مجرد أرضية خضراء للعب كرة القدم وما حولها ينطبق عليه وصف ''على الحديدة '' فكل شيء فيه تحت الإنشاء التي كانت ساعة البداية فيها قبل الموسم الماضي. وعلى الجانب الآخر وصلت نسبة الانتهاء من إنجاز منشأة خادم الحرمين في جدة إلى الاكتمال، والفرق بينهما أن الأخيرة بدأت من الصفر والأولى لا تزال في الصفر وهي مجرد تصليحات وليست إنشاء!
في جدة أيضا يلعب ناديا الأهلي والاتحاد كل مبارياتهما بنظام الذهاب من غير إياب والسبب أن التحسينات التي تم إقرارها قبل ثلاثة مواسم لملعب الأمير عبد الله الفيصل لم يتم البدء فيها إلا في الموسم الماضي على وعد أن يكون هذا الموسم تقام فيه المباريات. الآن نحن في خضم الموسم وهم ما زالوا ينتقلون من تاريخ موعد إلى تاريخ موعد آخر لعل الحظ يصادفهم في أحد أرقامهم المبعثرة.
لا أجد تفسيرا لمن تتكرر أخطاؤه وتكثر تبريراته إلا فقده الكفاءة التي تستطيع إرسال رسائل لكل المتابعين لعمله بأن العمل قائم حتى لو كان ببطء، وقد يعذر على البطء نظرا لكثافة التركة الماضية، ولكن أن يكون في كل لحظة زمنية في رياضتنا نكتشف فيه أنه على حاله فهذا يعني أن ''العمل بالبركة'' هو أقرب وصف!