بين ماجد وسامي .. مختار فلاتة

في الأمس القريب طالعتنا بعض الصحف المحلية بإحصائيات مقدمات عقود اللاعبين خلال فترة التسجيل الحالية التي ضختها الأندية خلال الشهرين الماضيين في حسابات اللاعبين البالغة أكثر من نصف مليار ريال سعودي، وهذا الرقم الكبير هو جزء من قيمة التكاليف المالية التي تتكبدها خزائن الأندية السعودية خلال الموسم الرياضي، كما أنك تستغرب من اختفاء نجوم السوبر ستار من الملاعب السعودية هذه الأيام مع تدنٍ واضح في المستوى الفني في مشاركات الفرق محلياً وخارجياً وحتى على صعيد المنتخبات.
معاناة الأندية مادياً تنحصر في سببين: الأول في عدم وجود آلية واضحة للصرف على تعاقدات النادي التي يبرمها مع بداية كل موسم فيتم التعاقد مع لاعبين محدودي الإمكانات بمبالغ خيالية بناءً على ما تواجهه إدارة الأندية من ضغوط جماهيرية وإعلامية فترضخ لتحقيق رغباتهم وتقع في فخ السماسرة، أما السبب الآخر فيتمثل في عدم وجود منهجية فنية تجمع بين حسن الاختيار وقدرات النادي المادية ناهيك عن عدم وجود أدوات التقييم التي تحدد مدى تأثير هذا اللاعب على مستوى الفريق فنياً وتوافقه مع الطريقة التكتيكية التي ينتهجها المدرب في المباريات، ولعل هذا أحد الأسباب الرئيسة في فشل معظم صفقات الأندية السعودية.
من السهل على معظم الأندية في دوري عبد اللطيف جميل توفير مبلغ 30 في المائة من قيمة عقد لاعب جديد، ولكن من الصعب أن يستطيع النادي الالتزام بالبقية من قيمة مقدم العقد لوجود متطلبات مالية متكررة أثناء الموسم، مما يجعل معظم الأندية تواجه أزمة التأخير في تسجيل اللاعبين المحترفين قبل بداية الموسم، فيتحول الأمر من الالتزام المادي المتفق على استحقاقه في تاريخ معين إلى جدولة ترهق الأندية أثناء الموسم وتكبد ميزانياتها أحمالاً تفوق طاقتها، ثم تبدأ رحلة المعاناة والتشكي من قبل رئيس النادي وأعضائه بسبب قلة الموارد المادية.
متى تتحول الحلول العشوائية والارتجالية في الأندية إلى عمل مؤسسي يخضع لوجهة نظر المتخصصين وأصحاب الخبرة ولا يتم اتخاذ أي قرار إلا بعد دراسة مستفيضة ويتوافق مع قدرات النادي المالية والاستثمارية؟
سمعنا قبل سنتين عن تشكيل لجنة الخصخصة وملفاتها الاستثمارية وخبرائها الأجانب ورؤساء الأندية من رجال الأعمال، ولم يستكمل هذا المشروع الحضاري الذي كان ولا يزال حلم أي رياضي يتطلع لتطوير آلية العمل الإداري في الأندية، نحن نؤمن بأن الخصخصة ستولد الكوادر المؤهلة في بناء منظومة عمل الإداري الاحترافي المتوافقة مع متطلبات الاتحاد الآسيوي والدولي وتحت إشراف قانوني بعيداً عن الاجتهادات الفردية.
من يعشق التاريخ والإحصائيات فيجب أن يعرف أن اللاعب النجم مختار فلاتة هو اللاعب الوحيد الذي سجل سوبر هاتريك مع فريقين مختلفين، ففي مباراة الوحدة أمام الحزم موسم 1431 سجل سوبر هاتريك وكذلك في مباراة الاتحاد أمام الشباب في افتتاحية الموسم الرياضي الحالي، وقد وضع اسمه كنجم في قائمة هدافي السوبر هاترك بتسجيله أربعة أهداف خلال 16 دقيقة محتلاً المركز الثاني بعد النجم الكبير ماجد عبدالله الذي يعتبر صاحب الأفضلية بتحقيق رقم قياسي زمني خلال 14 دقيقة عندما سجل سوبر هاتريك في مرمى الروضة موسم 1409، وكذلك نجم نادي الوحدة علاء كويكبي هو الآخر كرر المشهد موسم 1425 بتسجيله سوبر هاتريك في 19 دقيقة في مرمى أحد، أما مدرب الهلال الحالي النجم الدولي الكبير الكابتن سامي الجابر فقد سجل هو الآخر سوبر هاتريك في مرمى الرائد في موسم 1410 خلال 24 دقيقة، كما أن نجم خط الهجوم الهلالي ناصر الشمراني سجل اسمه كذلك في القائمة في موسم 1428 عندما سجل أربعة أهداف في مرمى الوطني خلال 25 دقيقة، ولا أنسى نجم الاتحاد الأبرز حمزة إدريس الذي كرر السيناريو نفسه في موسم 1420 في مرمى الوحدة خلال 32 دقيقة، أما نجم نادي الشباب عيسى المحياني فقد ضمته القائمة عندما سجل موسم 1426 في مرمى أبها عندما كان مقيداً في كشوفات نادي الوحدة. هذه بعض الإحصائيات التي تخص معظم اللاعبين المحليين في الدوري السعودي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي