عالم مليء بالمجانين
لن تخلو الكرة الأرضية في لحظة من اللحظات من المجانين والمعتوهين الذين لا يمكن تبرير أفعالهم. كما لن يتوقف الشر والأشرار عن محاولاتهم لزعزعة وضرب كل ما من شأنه إرباك حياة البشر. ولعل آخر وأغرب قصص ونوادر المعاتيه، قصة الرجل الذي قدم من سيراليون وألقي القبض عليه في أحد مطارات الولايات المتحدة، الذي وجد في حذائه قطعة يورانيوم خام، كعكة صفراء، وهي ''مسمومة وملوثة'' كان ينوي بيعها لمجانين طهران. وهذا ''السيراليوني'' التحفة كان يتصفح الإنترنت ووجد إعلانا في أحد مواقع الإنترنت عن رغبة إيران شراء ألف طن من اليورانيوم الخام، فانساق وراء الإعلان واتجه إلى الولايات المتحدة لمقابلة السمسار ''المفترض'' الذي كان يتفاوض نيابة عن الإيرانيين، والحقيقة أن هذا السمسار ليس إلا رجل أمن متخف استدرج هذا المعتوه حتى سقط في شر أعماله. والقصة رغم غرابتها إلا أنها تدل على أن أي شيء في عالمنا هذا يجب أن يتوقع.
وسيراليون دولة تشتهر ''بالمال القذر''، حتى إن شبهات تهريب الألماس تحوم حول عدد من رؤساء الوزراء السابقين. كما أن هذه الدولة شهدت عددا من الانقلابات الدموية في التسعينيات للسيطرة على الموارد الطبيعية فيها. وليس غريبا أن يخرج علينا رجل من سيراليون بقطعة يورانيوم مخبأة في حذائه، فتاريخ هذه الدولة يشير إلى أن هذه العينة من الناس كثيرة في سيراليون، لكن الغريب فعلا أن يكون اليورانيوم متوافرا بطريقة يسهل على مجنون امتلاكه، فاليورانيوم مادة ذات خطورة عالية متى وقعت في يد الشخص الخطأ، وعلى المجتمع الدولي مسؤولية عالية في حمايته ومنع وصوله إلى الأشخاص الخطأ. الحقيقة أنه لم تعد إيران تلفت انتباه عاقل، كما لم يعد هناك من ينساق وراءها سوى معاتيه من أمثال هذا السيراليوني الذي خبأ يورانيوم في حذائه. وجنون هذا السيراليوني يذكرني بجنون وزير الاتصالات الإيراني الذي صرح بأن وسائل الاتصالات الحديثة ستمكنه من التقاط صوت المهدي، ما سيحرج كل من ينكره، وسيؤمن العالم كله بالمذهب الشيعي حينها.
ومن أمثلة الساسة المجانين القذافي، صدام حسين، بشار الأسد، الخميني، خامنئي، زعيم كوريا الشمالية كيم إيل، كلهم عينات لمجانين توافرت لهم إمكانات دولة، والنتيجة كوارث إنسانية لن تنساها البشرية ما بقيت الحياة على وجه الأرض. آخرون لا يقلون تفاهة وجنونا، أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وغيرهما الكثير من الإرهابيين وتجار المخدرات والمارقين. وبالمثل هناك مجانين يمارسون الاقتصاد كرئيس ستاندرد تشارترد الذي لا يختلف كثيرا عن هذا السيراليوني ''ذي الحذاء''، والقائمون على ''إتش إس بي سي'' الذين وجدوا لأنفسهم أسبابا وأعذارا للتعامل مع تجار المخدرات والإرهابيين وغيرهم من سقط متاع الدنيا. حتى مهنة الطب ابتليت بمجانين لم يردعهم خلق ولا دين عن سرقة ومن ثم المتاجرة بأعضاء البشر ''والعياذ بالله''.
إن حادثة تهريب اليورانيوم في حذاء رجل معتوه تأتي كتأكيد على ضرورة أن تكون هناك رقابة دولية أكثر صرامة على هذا المعدن الذي قد يساء استخدامه متى وقع في يد رجل أو حكومة معتوهة. لن تتوقف الحوادث التي تروى عن قصص ونوادر المجانين، والأكيد أن هؤلاء المجانين بهذه الحال بقرار شخصي منهم نتاج شرٍّ تمكّن من نفوسهم، شرٍّ غيَّب كل ذرة من عقولهم، والمحزن في الأمر أن أفعال هؤلاء المجانين ستكون سببا في معاناة كثير من الأبرياء والأطفال والنساء مع الأسف الشديد. لا بد من ضرب هؤلاء بكل قوة، لا بد من جعلهم عبرة لكل من تسول له نفسه أن يسير في طريقهم. لا بد من تطمين الناس أن أمثال هؤلاء تحت الرقابة الشديدة، لا بد من السعي لإنهاء النماذج المخربة التي لا تتولد عن أفعالهم سوى الكوارث والمآسي. لا بد من فضح هؤلاء وتشتيت شملهم.