العمل التطوعي النسائي مهدد بالتوقف في السعودية
رغم حداثة العمل التطوعي في المجتمع السعودي إلا أن الفتيات استطعن تجاوز الصعوبات المختلفة سواء من المجتمع أو الإجراءات وتكوين فرق تطوعية حققت أهدافها بنجاح.
وشهدت الفترة الأخيرة تزايد الفرق التطوعية النسائية بشكل خاص، وقيام عدد من الجهات بدعم التطوع، وظهور معاهد لتدريب المتطوعين والمتطوعات، إلا أن العمل التطوعي ما زال يعمل بشكل غير منتظم، فالجهات الداعمة للعمل التطوعي تعمل بشكل فردي ولا توجد لها مظلة موحدة.
وقال لـ ''الاقتصادية'' مصدر في جمعية شباب مكة للعمل التطوعي: إن هناك تزايداً للعمل التطوعي للفرق النسائية في مختلف المجالات، وإن الفتيات يمثلن 35 في المائة من مجمل المتطوعين بالجمعية، وإن الجمعية تعتبر المظلة الأولى للأعمال التطوعية حتى يسير العمل التطوعي بشكل منظم ومنهج واضح يهدف إلى تدريب المتطوعين وتعريفهم بالعمل التطوعي وكيفية تكوين الفرق التطوعية لتعمل تحت مظلة الجمعية.
#2#
وأوضح أن العمل التطوعي يحتاج إلى مظلة تشمل جميع الأعمال التطوعية والفرق التطوعية لمساعدتها على الاستمرار، فكثير من الفرق تتوقف نتيجة ضعف المعلومة وعدم جاهزية الفريق أو تكرار الفكرة لأكثر من فريق، وهو ما يحتاج إلى توحيد الجهود المبذولة.
وتابع المصدر: ''كارثة سيول جدة 2008م كانت البذرة الأولى للعمل التطوعي، حيث كان للمتطوعين الدور الأكبر في الخروج من الكارثة بأقل الخسائر، وهو ما أسهم في إطلاق الجمعية لتكون مظلة للعمل التطوعي.
فهناك أكثر من جهة تعمل الفرق التطوعية تحت مظلتها مثل الندوة العالمية للشباب الإسلامي وجمعية البر، فيما يوجد بعض الفرق التطوعية التي تعمل بشكل ذاتي وتحت مؤسسات خاصة، وهو ما زاد من تشتت الفرق وتوقف بعض الفرق التطوعية بعد مرور فترة لعدم قدرتها على المواصلة''.
من جهته، أشار ماجد المزيني مشرف التدريب والبرامج بأكاديمية دله للعمل التطوعي إلى أن الفتيات السعوديات استطعن أخيراً تكوين فرق تطوعية حققت أهدافها بنجاح وعملت على استمراريتها وتوسع فريقها، وقال: ''مع تزايد الفرق التطوعية يبدو أن العمل التطوعي يتسرب إلى القطاعات الرسمية والمؤسسات، حيث أصبحت تتسابق لدعم المشاريع التطوعية سواء دعم مادي أو لوجستي، وتدريبهم بغرض القيام بأعمال تطوعية وتخطيطية بشكل صحيح لمشاريعهم يكفل نجاحها واستمرارها''.
وحول ضوابط العمل التطوعي للنساء، أكد عدم وجود ضوابط معينة للعمل التطوعي، فكل فريق يضع ضوابط بشكل ذاتي من تلقاء نفسه وبما يتناسب مع أهدافه وتوجهاته التطوعية، مشدداً على ضرورة وجود جهات مختصة تعمل على تقييم الفكرة، والمساهمة في بناء هيكل الفريق ومتابعته، خاصة أن الجهات المختصة قليلة مقارنة مع الطلب.
أما آسيا آل الشيخ، الرئيس التنفيذي لتمكين، فبينت أن ثقافة العمل التطوعي ما زالت غائبة وتتطلب تعزيزها بين أفراد المجتمع، فلا توجد مظلة أو جهة رسمية لهذه الفرق التطوعية، حيث يتم التواصل معهم عن طريق قنوات التواصل الاجتماعي بشكل أسرع عن الحاجة لهم.
وشددت على أن التطوع منهج لا بد أن يدرس بالمدارس لتعزيز أهميته، فالمدارس تعتبر أفضل الجهات المعنية لتعزيز العمل التطوعي واستغلال طاقات الشباب، حيث توضح معنى العمل التطوعي، وكيفية العمل التطوعي، وكيفية وضع الخطط دون تجاوز حدود مفهوم التطوع، كما أنها مطالبة بوضع منهج متخصص حتى توضح الصورة للمتطوعين للعمل بشكل منتظم.
وقالت إيمان العريفي، رئيسة فريق يد العطاء التطوعي: إن العمل التطوعي بالنسبة للفتاة يعتبر تحدياً كبيراً، خاصة في ظل عدم وجود جهة ترعاها أو مرجعية لها، موضحة أن الأمر تم اقتصاره على وجود دورات لتعزيز العمل التطوعي فقط، بخلاف الشباب الذين تتوافر لهم جهات تدريبية وتأهيلية ودعم للأعمال التطوعية، كما يوجد لهم مرجعية جمعية شباب مكة للعمل التطوعي برئاسة الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، إضافة إلى الرعاية العامة للشباب.
وأوضحت أن الفرق التطوعية لم تقتصر على فرق تطوعية للمساعدة في الكوارث، بل إن هناك فرقاً تطوعية اجتماعية وثقافية وصحية وبيئية، إلا أنها تعمل بشكل غير منظم، وهو ما عرَّض أغلب الفرق التطوعية النسائية إلى التوقف بعد تجاوزها المراحل الأولى من العمل، مرجعة ذلك لأمرين الأول عدم حصول المتطوعات على دورات تثقيفية عن أهمية العمل التطوعي وكيفية العمل التطوعي، إضافة إلى عدم وجود جهات داعمة للعمل التطوعي، خاصة أن الجهات التي تمنح التراخيص تعمل ببيروقراطية تضعف من حماس المتطوعين، حيث تعمل بشكل محبط لا مشجع، وبينت أن التطوعية تحتاج إلى الحصول على رخص من الندوة العالمية للشباب وجمعية البر عند جمع تبرعات، وفيما عدا ذلك تحتاج إلى ختم من المؤسسات فقط لإطلاق الفعاليات التطوعية.
واشتكت العريفي من أن أغلب الفرق التطوعية تعمل بشكل منفرد لا تستطيع الاستمرار، مدللة على ذلك بفريقها المكون من 15 فتاة يعملن بهدف إعادة تدوير البلاستيك.