تبادل الأدوار بين الرجل والمرأة
إحصائية مفزعة عن العنف الأسري تشير إلى أن ''سي السيد'' لم يعد له وجود في مجتمعنا، أو على الأقل تنازل عن سلطاته وجبروته الشرقي المعتاد.. إلى نصفه الآخر ''الذي كان مسالما''.. ثم انزوى إلى ركن يتلقى اللطمات والركلات والصفعات من زوجته وهو مهيض الجناح مكسور الخاطر، لا يستطيع أن يرد أو يصد.. وبالطبع لا يجرؤ على أن يغضب ويذهب إلى بيت أمه أو أبيه شاكيا طالبا من والديه أن ينقذاه من براثن زوجته المفترية أو يجد حلا.
الإحصائية تشير إلى أن 40 في المائة من الرجال المتزوجين يتعرضون للتأديب والتهذيب والإصلاح.. فالزواج أصبح تأديباً وإصلاحاً كالسجن تماما؟! التأديب يصل إلى درجة العاهات المستديمة كما لو أنهم يعيشون في إصلاحية للأحداث.
الدراسة أشارت إلى أن للزوجات المفتريات صفات، فما هي؟ أن أغلبهن أميات أو يقرأن ويكتبن بالكاد.. والقليل منهن حاصلات على مؤهلات متوسطة.. وأرجعت أسباب ذلك إلى الحرمان العاطفي والبخل والإهمال.. والتعطل عن العمل والخلافات المالية وعدم الإنفاق على البيت والعصبية والعند وأخيرا سوء المعاملة لمدة طويلة ما يدفع الزوجة إلى الاستبياع.
ولكن ماذا عن صفات الزوج الضحية.. عادة يكون الأزواج المضروبون من متوسطي الذكاء، ولا يتمتعون بشخصية قوية ويهتمون بالنساء الأخريات أمام زوجاتهم لإغاظتهن ربما أو لطبع فيهم.. صعب تغييره.. ويكونون في الغالب أصحاب أجساد ضعيفة البنية أو بدينة وثقيلة الحركة.
والسؤال الذي يطرح نفسه: ما سر الانقلاب في طبيعة المرأة من الخضوع إلى التمرد.. ومن الرضا إلى الرفض.. ومن الانكسار إلى القوة؟
وفي المقابل، برغم تعدد الرجال المضروبين بنسبة 40 في المائة، فإن نسبة الرجال الذين يضربون زوجاتهم وفقا للإحصائية تصل إلى 60 في المائة.. ولكن لماذا يضرب الزوج زوجته.. الإحصائية تقول: لأنهن عنيدات جدا.. غيورات لحد لا يطاق.. يصل لدرجة فرض الحصار والمراقبة والمتابعة لحظة بلحظة على الموبايل.
بخيلات نحو ضيوفه وخصوصا أقاربه وأسرته.. عصبيات مستفزات لرجولة أزواجهن بالتورط في أخطاء أو كلام ملتهب وجارح أمام الغرباء، وبعضهن غير متسامحات لا يغفرن الإساءة ويحملن روحا ثأرية.. تلبد الجو بالمشاكل.. تهب رياح العنف وتقتلع الباب والشباك.
الدراسة في النهاية حددت خمسة أسباب رئيسة لعنف الزوج.. أولها عصيان أوامره، الشك في سلوك الزوجة، سوء معاملة أهله، غيرتها الشديدة، وتتسم هذه النوعية من الزواج بسمة واحدة هي عدم الرضا عن هذا الزواج.. حيث ينمو ويتوحش الجانب السلبي فيه.. ويحمل كل طرف مسؤولية الفشل.. بعدها تنقطع خيوط الحوار بينهما، وبمرور الأيام ينظران لبعضهما شذرا وغضبا مقرونا بقرف وازدراء يتحول إلى كلام ساخن ثم ركلات ولكمات لنصبح أمام مؤسسة عنف متبادل.
وفي النهاية، نريد مجتمعا سليما آمنا لا يضرب الزوج ولا تضرب الزوجة، ولن يكون هذا ما لم يُعِدْ كل منهما حساباته.. ويقف أمام نفسه وقفة حق ليتبين كل واحد سلبياته وعيوبه ويكشفها ويغيرها بنفسه وإلا فإن الإحصائيات ستخرج إلينا بأعداد متزايدة.. وصفحات الجرايد ستحكي قصصا وحكايات لن تنتهي عن العنف الزوجي.
على كل حال.. الدراسة مصرية من المركز القومي للبحوث الاجتماعية.. فهل الحال نفسه ينطبق في ''السعودية''؟!