أحب ما تعمل حتى تعمل ما تحب
في إحدى الليالي الرمضانية و تحديدا بعد السحور و كعادتي في بعض الأحيان نهاية كل اسبوع أن أسهر على أحد الأفلام المسلية سواء عربية أو غربية. وقد كانت سهرتي ذلك اليوم على فيلم ليس بالحديث جدا أو القديم فقد قضيت سهرتي تلك الليلة أتفرج على فيلم "مطب صناعي" للنجم المتألق أحمد زكي.
وكعادة الفنان أحمد زكي في أفلامة فقد كانت رسالتة الهادفة و اللتي تبناها في فيلمة هي مقولة شهيرة من أحد كتب التنمية البشرية الشهيرة و نص المقولة هو كما يلي "أحب ما تعمل حتى تعمل ما تحب" بمعنى أحب ما في يديك الأن حتى تصل لهدفك و تعمل ما تحب غدا. جالت الكلمات بخاطري كثيرا و صالت، عملت بحث و إستطلاع بسيط عالجوجل إذا يعتبر المرجع التقني المفضل في الفترة الحالية ، و أصبحت أسأل نفسي هل بالفعل أنها من سمات الناجحين فهل لابد لنا أن نتحمل شيئا لا نحبة حتى نصل لما نحب.
أعتقد أن المسأله لها عدة أوجة و هي مسألة نسبية أولا و أخيرا نضرب مثلا. فعلى سبيل المثال إذا كنت شغوفا بعمل ما و كانت الطريقة المتاحة لأدائة على أكمل وجة هو الإلتحاق بمكان أقل في المميزات و الإمكانيات و لكنة سيوجهك و سيشحنك بالخبرات و العلاقات اللازمة لعمل ما تحب هنا أستطيع التكهن بأن المقولة صحيحة. فالدوافع و النوايا هيه اللتي تحدد إتجاهاتنا فإن كان الهدف مادي بحت فهنا لن تهم كيفية البداية أو نوعها ، فقد إيجاد سبيل مناسب للكسب المشروع و البداية منه بلا شروط أو قيود.
لكن إذا جئنا بخصوص ما يتعلق بخبرة ما معينة بحد ذاتها فالاعتقاد المنطقي للموضوع هو أن تعمل في نفس المجال و لو براتب أقل و في مكان أصغر حتى تحقق هدفك. لا أقصد هنا أن تتنازل عن حقوقك بأن تستغني عن نص راتبك مثلا فهو حقك و أجرة تعبك و لكن أن تقبل المكان الأقل و تنتج فيه حتى تستطيع من خلالة تحقيق مبتغاك.
وحقيقة السؤال هنا إذا كنت تعمل عملا لا تحبة حتى تصل لما تحب فهل هذا يعني أنة من حقك التقصير في حق هذا العمل اللذي لا تحبة و إهمالة، فقد نرا اليوم في بعض الأماكن من التسويف و الإهمال و الحضور على مضض فقط من أجل الراتب و الخبرة. و لكن السؤال يطرح نفسة هل هذه تعتبر خبرة.صحيح أن الخبرة هي سر بل و مفتاح الوصول لعمل ما نحب لكنني لا أعتقد أنها ستكون بمثل مستوى كهذا من الأداء. الشيء الثاني للخبرة أيضا أصول و أداب فهي لا تعطي ممارسها الحق المطلق في أن يتعلم في مال الناس أو يهمل لقولة المصطفى صل الله علية و سلم: (حب لأخيك ما تحب لنفسك).
مازلت أذكر موقف مع إحدى زميلاتي عندما كنا في التدريب الصيفي و كان تدريبها يتضمن القيام بعمل إداري بعيد قليلا عن ما جاءت للتدريب من أجلة و كانت مخلصة فيه جدا برغم أنها كانت متعاقدة في مكان ما و ستسلم وظيفتها قريبا، و بالرغم من ذلك فقد كانت تؤدي فترة تدريبها المجاني على أكمل وجة و دقة و حرص. فسألتها، و كنت مازلت طالبة جامعية حدثية وقتها، لما هذا كله؟ ما هو تدريب و السلام تروحي تجي متدربة، عادي يعني؟
فقالت : لا! إنها في وجهي، و إن كلفتي بعمل ما مهما كان فأحسنية. و مازلت أذكر والدتي حينما كيف كانت تسهر في تحضير دروسها لطلابها مهما كانت بسيطة موضيعها و عندما كنت أسألها لما يا أمي كل هذا العناء فهل انت شغوقة بالتدريس لهذه الدرجة كانت ترد تقول لي: لا! ليس الشغف و لكني إذا كلفت بمهمة أتمنى أن أؤديها على أكمل وجة فتلك مهما بلغت بساطتها أمانة.
وختاما يقول الله عزوجل في محكم كتابة: (و قل أعملو فسيرى الله عملكم و رسولة و المؤمنون) صدق الله العظيم.
* طالبة دكتوراة مبتعثة ببريطانيا