المجتمع ومسؤولية المنظومة الأخلاقية
المجتمع ومسؤولية المنظومة الأخلاقية
يتشرب الفرد أفكار وسلوكيات مجتمعه وينشئ عليها ولكن مانعايشه من واقع هو أن المجتمع تعود على إختزال أسباب الظواهر الإجتماعية المتفشية فيه في سبب واحد ألا وهو : "ضعف الوازع الديني" !
يعتبر هذا الإتهام تنصل من مسؤولية مشتركة سببها مجتمع مليء بتناقضات نشأ وترعرع فيه أفراد مجتمع عكسوا واقع مجتمع سيطرت عليه نزعة التناقض سلوكياً وعقدياً.
فهذا الإتهام الجاهز للسلوكيات وتسويغها " بضعف الوازع الديني" سببها مجتمع عجز عن تطبيق المنظومة الأخلاقية " عقيدة وسلوك ووعي" فلا زالت تُمجّد الأخلاق الفاضلة والشيم السمحة والقيم الحميدة وهي لاتزال تبحث عن أصحاب وقدوة أخلاقية لها ؟!
هيمنة الإزدواجية في المجتمع هي ما أنتجت الظواهر والإنحرافات السلوكية والعقدية وكون المجتمع من ركائز المسؤولية الإجتماعية مطلوب منه البحث عن المسببات وطرح الحلول لها وترك السطحية في النقد و معالجة الأخطاء بالأخطاء متناسين أن المعالجة ينبغي أن تبدأ من جذورها الحقيقية .
حتى تكون المبادئ والقيم إنعكاس لأفراد المجتمع عليها أن تكون واقع وجوهر وليس مجرد مظهر وكلام يُردد فقط ! فما يراه الفرد من تجاوز المبادئ والثوابت واللهث خلف المصالح دون الإعتبار للقيم وتحول الدين لمجرد وسيلة وليس غاية أفرز تمرد وسلوكيات تسيء للفرد والمجتمع سواء .
"ضعف الوازع الديني" ليس "سبب" بقدر ماهو "نتيجة" مجتمع تعود على حجب رؤيته عن عيوب نفسه وعجز عن المبادرة في إصلاح الخلل الحاصل في المنظومة الأخلاقية التي يعاني منها إلى أن أدت لنتاج هو أحد الأسباب الرئيسية فيه .