شرف البنت زي عود الكبريت
مَثَل مصري عرفناه من خلال أفلام زمان، التي تعرض الآن فنجد فيها سذاجة ملائمة لعصرها.. ولكن الممثلين الكبار مثل يوسف وهبي ويحيى شاهين وأنور وجدي وعماد حمدي وغيرهم يعيدون ذكريات الشباب لأمثالي من الكهول.
ولعل هذا المثل جاء على لسان يوسف وهبي.. و"شرف البنت" مرادف لعذريتها وعذريتها ترتبط بغشاء بكارتها.
الشرف ليس فقط معنى يتصل بالبكارة بل هو مفهوم واسع يتصل بالذمة والوفاء والصدق والاحترام ومراعاة أشياء كبيرة، مثل الإخلاص للوطن ورفض خيانته.. إلى آخره.
والفتاة يمكن أن تفعل كل شيء وتظل عذراء.. أليس كذلك؟ ولقد تم الكثير من المناقشات حول هذا الموضوع في وسائل الإعلام المختلفة في صحافة وفضائيات، وعلى "الفيس بوك" و"تويتر" وفي الصحافة الإلكترونية، والمجلات النسائية.. انقسمت فيها الآراء انقساما حادا.. في موضوع ترقيع البكارة أو رتقها أو حتى استحداثها كغشاء البكارة الصناعي الذي نزل الأسواق أخيرا.
الآراء انقسمت بين جواز الرتق أو الترقيع في حالات معينة مثل الحوادث والأخطاء الطبية، فالفتاة في هذه الحالة ضحية ظروف خارجة عن إرادتها، وبعضهم رأى جواز الرتق أو الترقيع إذا كان فض البكارة نتيجة نزوة مفاجئة أفاقت منها الضحية على الكارثة فيجب سترها.. والبعض رفض تماما الرتق أو الترقيع أو استخدام البكارة الصناعية عملا بالحديث الشريف "من غشنا فليس منا"!
وفي رأيي المتواضع - كما قلت سابقا - أن الشرف مفهوم يتسع للكثير من الفضائل التي تجعل من الإنسان شريفا، وتركيز الشرف في غشاء البكارة يعني أن بقية فضائل الإنسان لا قيمة لها.. وأرى في موضوع الترقيع أو الرتق جراحة مستحدثة يجب مناقشتها فقهيا وعلميا واجتماعيا ولا يصلح أن نكتفي بأن شرف البنت مثل عود الكبريت.. وفي الوقت نفسه لا يصبح هذا الشرف كالولاعة.. الحكاية محتاجة إلى بحث أعمق وأشمل ونظرة عصرية إلى واقع الأمور في الحدود الشرعية.
همس الكلام:
"الشرف كالظل، كلما طاردته.. ابتعد عنك".