نوادر الطيور والزواحف تجذب مرتادي سوق جدة

نوادر الطيور والزواحف تجذب مرتادي سوق جدة

اكتظ العارضون لأكثر من 50 نوعاً من الطيور والزواحف في موقع سوق الطيور الكائن في أقصى جنوب محافظة جدة، الذي جعل من نفسه كرنفالاً أسبوعياً يرتاده كل يوم جمعة عشاق وهواة وبائعو هذه الأنواع من الطيور والزواحف.
وأوضح عفيف بن غرم الله المالكي أحد مرتادي السوق منذ أكثر من 20 عاماً أن سوق الطيور والزواحف في جدة إلى جانب أنه متخصص في بيع الطيور يلفت انتباه المرتاد المقترب من بوابتها أصوات الحيوانات المختلفة بدءًا من مواء القطط وحتى عواء الذئاب.
وأشار إلى أن السوق تشهد إقبالا كبيراً من مختلف فئات المجتمع، مؤكداً حرصه على المجيء إلى السوق بصحبة أبنائه للاستجمام والاستمتاع بالتنقل بين جنبات ''حديقة الحيوانات المصغرة'' حسب وصفه ورؤية أندر الطيور وأغربها في سوق يعد مقصدًا للباحثين عن الكم الكبير من أنواع الطيور ونقطة تجمع لهواته إضافة إلى شراء المناسب منها.
وقال عبد الله الفيفي أحد زوار سوق الطيور: ''ذهبت إلى سوق الطيور للنزهة، ولم يكن في الحسبان أن أشتري أي نوع من الحيوانات، ولكن إعجابي بالمعروضات جعلني أحد المشترين''.
ويقول خالد نعمة الله شيخ طائفة الطيور: ''مجموع الباعة والزوار يصلون للسوق في يوم الجمعة خاصة وقت الذروة من بعد العصر إلى المغرب إلى خمسة آلاف شخص تقريباً، مطالبا المسؤولين بالاهتمام بالسوق أسوة بباقي أسواق الطيور في مختلف المناطق''.
ولفت إلى أنه يتم وضع الطيور الأصيلة والنادرة كببغاء الأمازون الذي يبلغ سعره 13 ألف ريال للوليف منه، وكطير القرناس، إذ يبلغ قرابة ثلاثة آلاف ريال، وأنواع مختلفة من الدجاج التي تبلغ نحو 900 ريال للواحدة، منوها إلى وجود حراج خاص للديوك، وأن المحظوظ من البائعين الذين يحصلون على الديك الكويتي الذي يتميز بالوسامة والحجم الكبير وكبر الجناح، ويبلغ سعره نحو خمسة آلاف ريال.
وأوضح محمد حسن فاهم: أن الأشهر الحالية هي أوقات تفريخ الصقور لذا سرعان ما نجد الصقور تكون في أعشاشها في الجبال ولا تستطيع أن تطير بشكل دائم فنقوم بالإمساك بها. هناك الصقر الوكري الذي يباع في أسواق خليجية بـ 40 ألف ريال, وأبيعه بألفي ريال, مشيراً إلى إمساكه بصقر العقاب وصقر الباز وكلاهما بـ 500 ريال.
وقال: ''أبيع في سوق الطيور منذ 15 عاما, واعتبرها مهنتي المحببة لي، حيث أقوم باستيراد النادر والغالي من الطيور كي يبرز اسمي بين البائعين, فهناك طائر الكروان الذي يباع الصغير منه بـ 600 ريال, والزوج من '' ذكر وأنثى '' بـ 1200 ريال, وهناك طائر درة هولندي ويباع بألفي ريال لكونه حاصلاً على شهادة ميلاد, وله نصيب من نوعية الطيور نفسها.
وشاركه الرأي أبو محمد المتخصص في شراء الحيوانات المفترسة وتوليفها، وبعض أنواع الطيور. فيقول: هناك الوبر البري الذي يعيش في جنوب المملكة، ويباع بسعر 400 ريال للزوج ''ذكر وأثنى'' وهناك القط البري الشرس الذي يسمى ''الوشق ويكون سعره 1200 ريال، إضافة إلى الضبع البري بـ 800 ريال، وقمت بشراء الثعلب ''الحصني'' بـ 400 ريال، ونوعية نادرة من البط على مستوى العالم ويسمى ''البط الاستكلندي'' ويباع بتسعة آلاف ريال، كما أعرض للبيع في محل الطيور لدي نوع طاؤوس يباع بستة آلاف ريال.
وقال: إن فرخ النعام الصغير يباع بـ 900 ريال وبيض النعام بـ 25 ريالاً. أقوم شهريًا بجلب حيوانات من مصادر الموزعين في مناطق المملكة، وذلك بدفع 40 ألف ريال شهريًا، على الرغم من أن السوق مخصص فقط لمختلف أنواع الطيور والدواجن إلا أن ذلك لم يمنع عددا من الشبان الهواة من عرض بعض أنواع أخرى غيرها كالثعابين والفئران من فئة ''الهامستر'' حيث تلقى رواجا كبيرا من قبل الرواد هناك.
وأفاد ثامر شاكر، وهو أحد عشاق جمع وتربية الثعابين، أن أنواع الثعابين الموجودة في سوق الطيور والزواحف التي تباع في السوق من نوع ''أصلات'' أي بمعنى أنها دون سم ويتم استيرادها من أستراليا وإفريقيا ومن ثم تتم تربيتها في المزارع الخاصة في جدة.
وهناك أنواع مختلفة ونادرة من الطيور معروضة في هذه السوق، فهذا دجاج فارسي وذاك ببغاء الميجر ميتشل وديك رومي وفئران ''الهامستر'' وغيرها من الأنواع المختلفة، حيث يقوم هؤلاء الهواة بتربية تلك الطيور في مزارعهم والاعتناء بها ومن ثم عرضها للبيع في هذه السوق الأسبوعية.
وفي أحد جوانب السوق يقدم البائع علي مسعود عروضا لطيوره الأليفة، فيما يحمل بيده اليمنى ببغاء إفريقيا يعرف بـ ''ذي الذيل الأحمر''، لجذب حركة المشترين إليه، ويحرص على النوع النادر من الطيور بوصفه أحد هواة جمع تلك الطيور خاصة الببغاء، ويشير إلى أن تجارة ''الطيور الأليفة'' مربحة جداَ.
ولم تعد الخيول والأحصنة بعيدةً عن الطيور، ففي الجانب الغربي من سوق الطيور يوجد سوق لبيع الخيول والإبل، ويقول أحد البائعين يوسف وكيلي: إن الأحصنة التي أجلبها ليست أصيلة، وهي عبارة عن تهجين بين الذكر ويكون ''الحمار'' والأنثى وتكون ''الفرس'' والتي تلد ما يسمى بـ ''البغل'' ويتميز برخص ثمنه.
وأشار منصور الأحمدي أحد أبرز الباعة في سوق الطيور إلى أن هناك أنواعا كثيرة نادرة من الببغاء وتباع بأسعار خيالية وترتفع إلى حدود ''30 ألفا'' خاصة النوع الذي يطلقون عليه ''الميجر ميتشل''، وهو نوع نادر يتميز بفصاحة اللسان وترديد الجمل التعبيرية بشكل واضح مبيناً أن المتاجرة في هذا النوع من الطيور مربحة جداً.

الأكثر قراءة