أهم من البترول ومن الألماس.. نقطة ماء
تعلمنا في المدارس أن أربعة أخماس الكرة التي نعيش عليها من الماء والخمس الباقي هو اليابسة.. وتبدو كمية الماء بهذا الحساب هائلة وتبعث على الاطمئنان.. ولكن هذا الاطمئنان يتبدد فورا إذا عرفت أن 97.5 في المائة من هذا الماء، هو مياه مالحة لا تصلح للاستهلاك الآدمي توفرها الأنهار والآبار والأمطار، وهي وياللعجب كمية ثابتة لا تزيد ولا تنقص.. والمشكلة أن هذه الكمية المتاحة هي نفسها التي كان يعيش عليها البشر وعددهم ألف مليون ثم ألفا مليون.. ثم الآن ستة آلاف مليون.. أي ستة مليارات.. وبالحساب الدقيق، فإن نصيب الفرد منذ نصف قرن (1950) قد تناقص إلى أقل من النصف الآن.. فقد كان عدد سكان العالم منذ 50 عاما 2.5 مليار نسمة.. والآن ستة مليارات وكمية المياه العذبة ثابتة.
ويقول الخبراء إن ثلثي البشر على كوكبنا العزيز مهددون بالموت عطشا في هذا القرن الحادي والعشرين.
وقارة آسيا ــــ ونحن منها ــــ تحوي 60 في المائة من سكان العالم، ولكن نصيبها من الماء هو 30 في المائة من احتياطي الماء في العالم.. بينما أمريكا اللاتينية فيها 6 في المائة من سكان العالم وفيها 30 في المائة من احتياطي الماء العالمي.. وهذا التفاوت يعود إلى توزع الماء توزعا غير متساو منذ نشأة الخليقة.
وفي عام 2005، انعقد مؤتمر في إسطنبول حذر فيه الخبراء من أن الأرض مهددة بالعطش في منتصف القرن الحادي والعشرين.
يطول الحديث عن كارثة العطش في العالم.. فهل لنا دور في إنقاذ العالم من العطش.. والإجابة هي نعم، فنحن يجب أن نلتفت إلى الاستخدام الأمثل للمياه.. وأن نحرص على عدم تلويث المياه الجوفية بالمبيدات والنفايات الصناعية وغيرها.
إن كل فرد على ظهر الأرض مطالب بالعمل والحرص على كل نقطة ماء، وإلا فإننا جميعا قد نموت عطشا.. وإذا كانت الحروب تقوم الآن من أجل البترول.. فستدور في المستقبل من أجل المياه.
همس الكلام:
''التاريخ: سجل لذكاء الإنسان أو غبائه''.