«فيس بوك» تحذف إعلانات العنف والجنس

أعلنت شركة فيس بوك عزمها منع الإعلانات ذات المحتوى الجنسي أو العنف, وأوضحت في بيانها أنها لن تسمح بعد الآن بنشر مثل تلك الإعلانات التي تظهر على الصفحات وتحتوي على محتويات جنسية أو عنف, مع الحفاظ على توجهها لاستمالة شركات تسويق ترفض أن تقترن إعلاناتها بمثل هذا المحتوى.
وحول هذا الموضوع، أوضح عادل الجمعان الباحث في مجال مشكلات الأسرة والسلوك الاجتماعي لـ ''الاقتصادية'' أن مواقع التواصل الاجتماعي التي دخلت مجتمعنا أو تم فرضها على مجتمعنا بحكم التقدم السريع الذي يشهده قطاع التقنية, وأن وجود مثل هذه الإعلانات بهذه الصورة المتاحة لا شك أنه طريق سهل للانحراف, خاصة إذا علمنا أن هناك عددا كبيرا جدا من مستخدمي هذه المواقع هم مراهقون من كلا الجنسين وكثير منهم لم يعتادوا على رؤية مثل هذه الإعلانات بهذه الصورة السهلة والمتاحة.
من جانبه، قال ماجد بن جعفر الغامدي رئيس رابطة الإعلاميين السعوديين في أمريكا وطالب الدراسات العليا في الإعلام، إن متوسط عمر الأطفال الذين يتعرضون للمواد الإباحية لأول مرة على الإنترنت هو 11 عاما, وأن الأكثر اعتياداً عليها هم من عمر 15 إلى 17 عاما. وتبلغ إيرادات صناعة الجنس على الإنترنت أكثر من ثمانية مليارات ونصف المليار دولار سنويا, وأن 66 في المائة من المواقع الجنسية لا تحذر الزوار من محتوى الموقع, مشيرا إلى أنه لا توجد ديانة سماوية في الأرض تشجع على المجون وفساد الأخلاق. جاء ذلك بعد شهر من قيام عدد من الشركات بسحب إعلاناتها من الموقع وسط أنباء عن وجود صفحات تشجع العنف ضد المرأة, وفي ذلك الوقت قالت شركة فيس بوك إنها في حاجة إلى تحسين نظام الإعلان وحذف المحتوى الذي ينتهك معايير المجتمع التي تحظر على المستخدمين وضع محتوى يتضمن خطاب الكراهية أو تهديدات أو مواد خليعة, مؤكدة أن هذه التغييرات لن يكون لها تأثير في أعمال ''فيس بوك'', موضحة أنها ستحتاج إلى بذل المزيد من الجهد لمنع الحالات التي تعرض فيها الإعلانات إلى جانب مواد تتعارض مع معاييرها. وتبرز هذه الخطوة التوازن الدقيق لشركات التواصل الاجتماعي التي تعرض مجموعة من المواد التي يتبادلها المستخدمون لكنها تعتمد على الإعلان لدعم نشاطها, مبينة أنها ستعمل على حذف الإعلانات وتمييز الصفحات التي تواجه اعتراضات ذات محتوى الجنس أو العنف بشكل يدوي في المرحلة الأولى وستنشئ بعد ذلك نظاما آليا لأداء المهمة في الأسابيع القادمة.
وتشكل الإعلانات نحو 85 في المائة من إيرادات موقع ''فيس بوك'' وهي أكبر شبكة للتواصل الاجتماعي في العالم والتي يصل عدد مستخدميها إلى أكثر من 1.1 مليار مستخدم. وبلغت إيرادات الإعلان على الموقع خلال الربع الأول من العام الحالي 2013م نحو 1.33 مليار دولار, وسط توقعات بحسب موقع سوشال بنمو إيرادات الإعلانات في مواقع التواصل الاجتماعي إلى 11 مليار دولار بحلول عام 2017م, والتي تحقق نسبة استجابة بواقع 55 في المائة, وأوضحت الإحصائيات أن 41-71 في المائة من وكالات الإعلانات قالت إنها تعلن عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالتنسيق مع قنوات الإنترنت الأخرى, في حين أن أكثر الفئات المستهدفة من الإعلانات هم النساء من سن 45 سنة فما فوق والرجال من سن 30 سنة وما فوق.