السواك.. فرشاة المسلمين وهدية المعتمرين
يستخرج السواك من بطون الأودية وسفوح الجبال الاستوائية في جنوب السعودية.
وتعد فرشاة طبيعية، وترتبط بالعديد من القيم الإسلامية والمعاني الاجتماعية بوصفها هدية لمن أدى فريضة الحج أو العمرة.
وبيعها يعتبر من المهن التاريخية منذ عصور الإسلام الأولى، حيث إن هناك بائعين مختصين أمضوا سنين طويلة في هذا المجال.
وحول بيع المساويك أبان البائع محمد أسعد من جدة أنه امتهن بيع المساويك منذ أن كان عمره 15 عاما، مشيرا إلى أن المساويك تختلف في جودتها من الممتاز للمتوسط والأقل جودة ولكل زبائنه، معرفا أنواعه بما يتم أخذه من ذكور شجر "الأراك" الذي يتميز باللون الأبيض الذي يطلق عليه مستخدمو السواك "الحنش".
وأوضح أن نوع الحنش من أغلى أنواع السواك؛ لأن استخراجه فيه مشقة، ويجلب من الأماكن الصحراوية ومن بطون الأودية، عادا منطقة جازان من أكثر مناطق المملكة إنتاجاً لهذا النوع وفقا لطبيعتها المناخية والجغرافية، مبينا أن السواك يؤخذ غالبا من جذور الأراك البالغة من العمر ما بين السنتين والثلاث، ويكون سعر السواك المستخرج من شجرة الأراك ذا قيمة مرتفعة؛ لأنه لين ولكن سعره ينخفض إذا أصبح جافاً.
ومن جهته، قال البائع أحمد بن عمر: "من أهم أنواع المساويك الحار، ويتميز بعدم استقامته وفاتح اللون، ويستخدم لتنظيف الأسنان من الجراثيم والميكروبات وإزالة الطبقة الصفراء على الأسنان، والبارد وهو ذو ألياف لينة ومستقيمة وأقل حرارة، ويستخدم للعناية بالأسنان وتنقيته في العادة للذين ليس لديهم مشكلات في الأسنان. وشجر الأراك من فصيلة السواك الحار يستخرج منه أجود أنواع السواك، وترتكز في الساحل الغربي وفي بطون الأودية والسهول، وتكون أغصان الأراك في هذه المناطق لينة، وهذا النوع يشهد إقبالا كبيرا من الزبائن، أما البارد فهو في الغالب ينمو في المناطق المستوية".
وتناول فوائد السواك المتعارف عليها طبيا، مفيدا بأنه يعطي الفم رائحة حلوة ومستحبة، ويقوم بتنظيف الجراثيم، ويقوم بإزالة الروائح الكريهة، ويقوي اللثة، وينشط الدورة الدموية، إضافة إلى علاج الصداع وإزالة إصفرار الأسنان.
أما بائع المساويك أبو محمد فأشار إلى أن تجربته مع المساويك استمرت منذ 45 عاما، قائلا: "تعلمت هذه المهنة من أبي الذي ورثها هو الآخر عن جدي، وأنا أحب هذه المهنة، خاصة أنها رائعة ومربحة، فدخلي من بيع المساويك يختلف حسب المواسم، وشهر رمضان يكثر فيه بيع المساويك، ويتراوح الدخل اليومي ما بين 60 ريالا و 250 ريالا".
ولفت إلى أن هناك نوعا آخر من المساويك، وهو ذو اللون الأخضر الذي يجد إقبالا خصوصا من الجاليات الإفريقية.
فيما اعتبر البائع مسعود الحارثي شهر رمضان فترة خصبة لبيع المساويك بشكل مضاعف، مشيرا إلى أن هذه المهنة لا تعدّ تجارة ولكنها تساعد الإنسان على توفير جانب من احتياجاته البسيطة، وأضاف: "يحرص الحجاج على شراء كميات كبيرة منه واستخدامها كهدايا لأهلهم وذويهم".ولفت البائع محمد عكبري إلى أن سعر عود السواك الواحد الحار يتراوح ما بين ثلاثة وخمسة ريالات، مؤكدا أن المساويك تحتاج إلى عناية خاصة، ويجب أن تحفظ في أكياس حتى لا تيبس.
وقال البائع حسن الحربي: "دخلي الشهري من خلال بيع المساويك يصل إلى 1400 ريال شهرياً، ويرتفع خلال موسمي الحج والعمرة وشهر رمضان إلى أكثر من عشرة آلاف".