لماذا نختبر طلابنا ؟

لماذا نختبر طلابنا ؟

لماذا نختبر طلابنا ؟

إلغاء اختبارات الثانوية العامة من قبل وزارة التربية والتعليم مع تعديلات لوائح الاختبارات قام بالقضاء على رهبتها التي كانت أشيه بما يسمى شبح الاختبارات وهذا شيء جيد.
ومع أن الاختبارات فقدت كثيرا من قيمتها لدى الطلاب إلا أنها لاتزال باقية تثير الرعب لدى المسئولين الذين يبدو أنهم يصدرون كثيرا من قراراتهم بأثر رجعي من مراحل صباهم.
وهذا الوضع جعل الاختبارات أشبه بجسد منتفخ بلا روح كما في شكلها القائم حاليا في مدارسنا.
وأي تربوي يتوقع من الاختبارات ما يلي:
1-أن تقيس المستوى الذي وصل إليه الطالب .
2- أن تقيس مستوى أداء المعلم .
3-وكذلك مستوى أداء إدارة المدرسة .
4-وفوق هذا ننتظر أن تقيس مستوى أداء أجهزة الوزارة والإدارات التابعة لها من حيث تعديل المناهج..وتطوير أداء المعلم وتناسب المدخلات مع المخرجات.وقس على ذلك بقية أجهزة الوزارة.
وكل ذلك قياس من أجل تصحيح الأخطاء.إذ قيمة الاختبارات أنها قياس وليست هدفاً في حدّ ذاتها .
أما حال الاختبارات اليوم في مدارسنا فهي أبعد ما تكون عن مهمتها التي يفترض أن تؤديها.
فلا هي قدمت للطالب خدمة التعلم من أخطاءه فهو يجيب إجابة لا يعرف تفاصيل تصحيحها إذ لا يعرف النتيجة إلا بعد مدة طويلة من الاختبار وبعدما ينسى جميع الأسئلة والإجابات في الغالب وهذا من الناحية التربوية خطأ إذ أن الاختبار يجب أن يعد موقفا تعليميا يستفيد منه الطالب في معرفة أخطاءه وتعديلها في وقتها وهذا ينسحب على الاختبارات الشهرية وأعمال السنة المتكررة .فكم نسبة المعلمين أو مديري المدارس الذين يهتمون بهذا؟
ثم لماذا هذا الاستنفار الضخم لجميع المدارس الثانوية والمتوسطة ؟ والاستنفار للمشرفين التربويين والمسئولين في إدارات التربية والتعليم؟
أكل هذا الاستنفار من أجل أقل من نصف درجة للمادة الواحدة يستفيدها الطالب في تأهيله للدراسة الجامعية ؟ وقد قمت مع بعض المختصين بحساب الدرجة التي يستفيدها الطالب من دخوله لاختبار نهاية العام فلم تبلغ نصف درجة لكل مادة.
أضف إلى ذلك سؤال آخر :ما هو الأثر الرجعي الذي يستفيده المعلم ومدير المدرسة من الاختبارات ومن هذه الزيارات المكثفة إذا لم يعرف خطأه ويصلحه في نفس الوقت ؛ إذ الواقع أن المعلم يكرر نفس خطأه في العام القادم وكذلك تفعل المدارس وإداراتها في تكرار أخطائها لأن الملاحظات لا تصلهم في أكثر الأحيان إلا بعد فترة طويلة يفقد فيها تعديل السلوك أثره .
وإذا كان الهدف من الاختبارات قياس مستوى هؤلاء فأين التدقيق في القياس طوال العام الدراسي؟
وهل يراد من القياس إلا التقويم و تصويب الأخطاء ؟
وإذا كان الطالب يرحل من مدرسته ويغادرها وهو لا يعلم شيئاً عن صوابه و خطئه إلا درجة إجمالية لا يعرف عنها أكثر من أرقام ليس لها أي دلالة بالنسبة له سوى ترتيبه بين أقرانه فقط فماذا تتوقع أن يكون أثرها عليه؟
كما أن المعلم لن يستفيد شيئاً وهو حقاً لا يفعل لأنه ينظر إلى الاختبارات كلها بنظرة سلبية وأنها مجرد فرصة لتصيد أخطائه.
وقل مثل ذلك في إدارة المدرسة.
ألا ليت ثم ليت وليست واحدة أن تقسم هذه الجهود التي تبذل في الاختبارات لتقسم على أيام السنة لتصحيح كثير من الأخطاء وتعديلها وقليل دائم خير من كثير منقطع وفوق ذلك يأتي متأخرا وقد نام السهارى.

الأكثر قراءة