العنف والبدانة

هل الأطفال البدناء أكثر ميلا إلى العنف من الأطفال أصحاب الأوزان الطبيعية؟ أشارت دراسة حديثة أجريت في معهد صحة الطفل في لندن، إلى أن الأطفال البدناء يميلون إلى وصف أنفسهم بأنهم أقوى من نظرائهم من غير البدناء.
وأوضحت الدراسة أن 66 في المائة من الأطفال البدناء لديهم رغبة في إيذاء نظرائهم من ذوي الأجسام النحيفة جسديا ومعنويا. أكدت الباحثة المشرفة على الدراسة أن البدانة مرض تكمن خطورته في أنه لا يؤثر فقط في صحة الإنسان الجسمانية والنفسية، بل يمتد تأثيره إلى إحداث الضرر في كثير من الدول التي فيها نسبة عالية من الأطفال البدناء، ولذلك فإن دولا كثيرة في الغرب ترصد مليارات الدولارات من أجل مكافحة مرض البدانة عند الكبار والصغار، وهو المرض الذي انتشر في السنوات الأخيرة، وبصفة خاصة بين الأطفال في أوروبا وأمريكا.
في دراسة أخرى أجريت في كندا أخيرا جاء فيها أن البدناء سواء كانوا ذكورا أو إناثا يكونون أكثر عرضة للإيذاء وأكثر ميلا إلى إيذاء غيرهم من الأطفال. الأمر الذي حدا بالمراكز البحثية إلى التنبيه على الآباء والأمهات بضرورة التخلص من أية زيادة تحدث في أوزان أطفالهم قبل أن تدمر البدانة صحتهم الجسدية والمعنوية.
كما أوضحت الباحثة لوسي غريفيث في معهد صحة الطفل في لندن، أن الأطفال في سن المراحل الأولى في المدارس الابتدائية في حاجة ماسة إلى تعلم حقيقة أن مضايقة أو إيذاء نظرائهم الآخرين يجب ألا تعتمد على حجم الجسم. وأكدت الباحثة ضرورة أن يعمل الآباء والأمهات والمشرفون في المدارس والمتخصصون في مجال صحة الطفل على محاربة مثل هذا السلوك، وضرورة التقليل من التهميش الاجتماعي للأطفال البدناء في سن مبكرة، ومسؤولية الأمهات والمدارس وأجهزة الإعلام عن العمل من أجل نشر ثقافة غذائية سليمة، من خلال عقد ندوات وحلقات نقاشية يحاضر فيها متخصصون، من أجل الوصول إلى أنسب الوسائل والأساليب التي تساعد الأطفال على الاحتفاظ بعادات غذائية صحية وسليمة.. كما يجب تعميم الرياضة في المدارس، خاصة مدارس البنات وقد قلنا ذلك قبل هذه الأبحاث كلها.. فاسمعوا وعوا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي