سيهزم الجمع ويولون الدبر

قُدر للثورة السورية أن يطول أمدها ويزداد جرحها ألماً ونزفا , وقُدر لها أيضاً أن تكون ليست ثورة عظيمة ورائعة وسيخلدها التاريخ فحسب , بل قُدر لها أن تكون الثورة الكاشفة بحق !
فقد كشفت الكثيرين الذين إختفوا خلف أستار نسجوها بأنفسهم , وإن إختلف خيوط النسيج , إلا أنهم على خط واحد من الخيانة لهذه الأمة , فالبعض نسج خيوط الدعم للثورات بكل ألوانها .. لكنه نسيجه تهاوى عند أبواب ثورة الشعب السوري العظيمة , وآخرين نسجوا أنهم صمام الأمان للأمة الإسلامية والمدافع الأول عن مظلوميها .. لكن هذا النسيج إندثر في مظلومية الشعب السوري فلم يدعموهم بقطعة قماش أو رصاصة فيما نعلم , والشعب السوري يقتل ويشرد في كل بقعة من سوريا !
و أطراف نسجت خيوطها المقاومة , المجاهدة .. التي تسعى لتحرير القدس وإستعادة الأقصى وفلسطين , لكن ما لبث هذا النسيج المهترئ الكاذب إلا وسقط أمام عظمة هذه الثورة التي كشفت كل وجوههم القبيحة , وهتكت أستارهم التي خدعوا بها الكثيرين !

فيا أهل القصور .. أينكم من أهل القصير ؟
ويا أصحاب النعم أطفال سوريا بلا مأوى , ونساؤها بلا مأمن , وشيوخها بلا مأكل
ويا ناصريّ المظاليم ويا نائحين لأجل المظاليم .. أهل سوريا ظلموا وحرقوا وقطعت رقابهم وأجسادهم
ويا أهل النفط .. أهل سوريا قد تهجروا وتدمرت مساكنهم وشردوا ومزقوا كل ممزق
ويا أهل الحقوق الإنسانية .. أهل سوريا يقتلون ويحرقون ويغتصبون ليل نهار
ويا أهل المقاومة .. أهل سوريا مقاومين ومجاهدين رفعوا راية الحرية والكرامة في وجوه أعتى طغاة العرب !
فيا كل هؤلاء .. أليس لهؤلاء حق مما لديكم , أو مما ترفعون من شعارات أو مما تنادون به من قيم ومسلمات !

الحقيقة أنه لم يعد للمتغنين بالثورات قبل الثورة السورية أي قيمة بعدها , ولم يعد للمدافعين عن أسمائهم وصورهم وألقابهم وأنهم مصدر الأمان للأمة الإسلامية قبل الثورة السورية , لم يعد لهم أي مصداقية بعدها وهم ينفضون أيدهم عن شعب سوريا ومجاهديها , وأيضاً لم يعد لعبارات المقاومة الرنانة التي يتراقص عليها المقاوميين الأشاوس قبل الثروة العظيمة في سوريا , لم يعد لها أي أهمية أو قيمة بعدها , بل أصبح الجميع يبصق على صورهم حين يراها , ويدوس على شعاراتهم حين يصادفها !

ظهر علينا حسن نصر الله زعيم مليشيا حزب الله , ظهر ليس مادفعاً عن ثورة سوريا , أو عن القتل والتشريد و هتك الأعراض الذي يقع في شعبها , و كيف يدافع من هو جزء من هذا العار وهذا الإجرام والإنحطاط !
بل ظهر حسن ليحاول إفهامنا أن تحرير فبسطين يبدأ بتحرير القصير من ثوار سوريا ! وأن سقوط بشار يعني عدم القدرة على تحرير فلسطين ! وكأن فلسطين قد ضاعت بالأمس , أو كأن بشار كان ولا زال يمطر إسرائيل بالصواريخ والقذائف منذ توليه الحكم قبل 11 عاماً !!
يا لسخافة الأفكار ,و يالسخافة العبارات , ويا لسخافة كل شيء تنتمي إليه يا حسن وتعتقد أنه سيرفع من شأنك لدينا , بل يا لسخافتنا حين نستمع إليك وأن تلوك الكلمات لتخرج لنا هذه العبارات السخيفة التي تمتلئ بالطائفية والكذب والإنهزامية !
ويالسخافة تلك الأوقات التي دافع أحدنا عنك , يالسخافة تلك اللحظات التي إعتقد أحدنا أنك مقاوم , ويالسخافة تلك الهنات التي خالجتنا فيك وانك صاحب مبدأ , ويالسخافة الأيام التي كنت تتكلم وينصت لك الكثيرين , ويالسخافة المنابر التي تعتليها ويطئطئ روؤسهم الخانعين , يالسخافة كل شيء حولنا كان يرانا ونحن ننخدع بك , ويرانا ونحن نستمع إليك بعد أن إنكشفت .. و لا يلومنا !

أتعلم يا حسن .. الان وصلت الى ختام مقالتي هذه .. ويالسخافتك إن كنت تعتقد أني سطرت هذه الأحرف فيك , فأنت لن ترقى كي نكتب فيك حرفا !
بل هذه ومضات طفيفة في كون واسع أسمه "الثورة السورية"

فيا ثروة سوريا , ويا ثوار سوريا , ويا أهل سوريا , ويا أرض سوريا .. لا أعلم بأي الكلام أبدأ ولا بأيه أتحدث ولا بأيه أختم , فكلما أردت الحديث منكم أو لكم أو حتى عنكم .. آثرت السكوت .. فالكل قد شد رحاله لحربكم وقتلكم .. أما نحن فقد آثر كل ساستنا التصاريح من قصورهم , و شعوبنا العويل في بيوتهم , فبأي وجه أتقدم لكم لأقول ولو كلمة !

لكن يا ثوار سوريا أقسم لكم أنه "سيهزم الجمع ويولون الدبر" وأقسم لكم بأن "الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر"