«مستشفى بريدة».. من مأوى «سنة الغرقة» إلى فزع «كورونا»
لم تشفع 63 سنة مضت على إنشاء مستشفى بريدة المركزي له بأن يحظى بمزيد من الاهتمام والعناية لدى المسؤولين، كما لم تشفع له مساهمته في حماية العديد من الأسر تحت سقفه في "سنة الغرقة" عام 1378هـ من الهجرة التي احتمى فيها الأهالي من الأمطار التي هطلت 20 يوما مستمرة.
ورغم أن العديد من كبار السن يتذكرون جيدا قبل نحو 63 عاما كيف كانت "بريدة المركزي" ملجأ آمنا من الأمطار الكبيرة التي شهدتها منطقة القصيم وهو ما جعل العديد يختبئون في جنباته بعد أن تهدمت منازلهم الطينية آنذاك، فهم اليوم يشاهدون المكان نفسه الذي بقي لم يتطور ولم يحظ بالاهتمام الكافي من المسؤولين في وزارة الصحة.
مستشفى بريدة المركزي كان ثاني مبنى مسلح في القصيم، حيث كانت هناك عمارة لناصر العمري يتم بناؤها في شارع الخبيب في تلك الفترة، ويعد "بريدة المركزي" الحد الفاصل بين البدء بالبناء بالخرسانة المسلحة والبناء بالطين الشائع في ذلك الوقت.
وتتذكر هيلة الصالح سبعينية تلك السنوات التي ذهبت مع أمها وأبيها واثنين من إخوتها لتحتمي بسقف لم يتم الانتهاء منه في بريدة بعد أن سقطت أجزاء من منزلهم الطيني، تقول: "خرج المئات باتجاه مبنى شارع الوحدة ومستشفى بريدة المركزي ولم يتم الانتهاء منه، حيث أقمنا أياما في جنبات هذا المستشفى بعد هطول طويل للمطر استمر أكثر من 20 يوما. وتضيف الصالح نظفنا الأرض ووضعنا بعض أمتعتنا في بعض الغرف فكانت العائلات تتقاسم الغرف والأجنحة قبل أن تعيد بناء المنازل مرة أخرى.
وما بين تلك السنوات والسنة الحالية أصبح أهالي بريدة يهربون من المستشفى بعد أن سجل أول حالة وفاة للمرض كورونا الذي ينتقل بين البشر بعدة طرق، حيث خلت العديد من المواقع والغرف في المستشفى بعد أن تم الإعلان عن حالة الوفاة.
ويعول أهالي بريدة والقصيم في البرج الجديد الذي تم الانتهاء منه منتظرين أن ينقل مستشفى بريدة المركزي لموقعه الجديد بجانب المبنى القديم.