السفارات الأجنبية .. سوق سوداء للعمالة المخالفة
غصّت الشوارع المحيطة بحي السفارات في الرياض على مدى اليومين الماضيين بالسيارات الحاملة عمالة ترغب في تصحيح أوضاعها عبر سفارات بلادها، ووقفت أمس طوابير من الجنسيات أمام السفارات في محاولة للحصول على حلول تخرجها من مأزق الإقامة غير النظامية في السعودية.
ورصدت ''الاقتصادية'' وجود سعوديين يحثون العمالة على نقل الكفالة إليهم، في وقت بدا أن العمالة- بحسب ما أبدوه- تائهون ما بين مكتب العمل والجوازات والسفارة.
واعتبر عدد من العمالة الباكستانية أن مهلة الشهرين لا تكفي في ظل تأخر سفارة بلادهم في عملية تجديد جوازات سفرهم لأكثر من عام، وأبدوا تخوفهم من انتهاء الفترة قبل الاستفادة منها.
#2#
#3#
ووقف عبد الكريم خان وهو باكستاني يعمل في السعودية منذ سنتين قضاها هارباً من كفيله، أمام السفارة الباكستانية لعمل الإجراءات اللازمة للخروج النهائي مستغلاً مهلة التصحيح'' أريد أن أتجنب العقوبات المالية لذا لجأت إلى سفارة بلادي''.
ووضح على باكستاني آخر اسمه بخت منير يعمل في السعودية منذ 18 عاما أنه لم يسمع عن إجراءات تعديل أوضاع العمالة وبدا طوال الوقت يطرح الأسئلة على الموجودين أمام السفارة ''الكلام مختلف عن الواقع'' لافتاً إلى أنه لم يترك جهه لتعديل وضعه إلا وتوجه إليها، بداية من سفارة بلاده، ثم مكتب العمل، مروراً بإدارة الوافدين وجوازات الرياض.
وقطع أمجد خان مسافة طويلة من المدينة المنورة حتى سفارة باكستان في الرياض بغية النفاذ بجلده من العقوبات التي ستطوله جراء إقامته في السعودية على نحو مخالف ''أحتاج إلى نحو ثمانية آلاف ريال موزعة ما بين رسوم نقل كفالة وأجرة مكتب الخدمات، والتأمين الطبي، وتعديل المهنة لذا قصدت السفارة''.
وبدا ذيهان ذيب حائراً وهو يتنقل بين بني جلدته ''حصلت على تنازل من كفيلي الأول ومنذ فترة وأنا أبحث عن كفيل جديد وفي حال لم تتعدل الأوضاع فسأختار الخروج النهائي''.
وفاجأت القرارات الجديدة فضل أحمد، كونه وجد في السعودية منذ 18 عاما لم يصادف خلالها وضعاً مشابهاً ''قضيت سنوات إقامتي هنا دونما منغصات ولا أدري ما الذي حدث الآن، لذا لم أستطع استيعاب المسألة ولا طاقة لي لدفع مبالغ فأنا أتيت إلى هذه البلاد من أجل جني المال لا دفعه في غرامات وما شابه''.
واستشهد أحمد، بمن حوله من الجالية الباكستانية لما يحصل لهم من تأخير، والذين رددوا بدورهم بصوت واحد: ''التأخير مشكلتنا الأولى''، لافتاً إلى أن السفارة تعطيهم مواعيد جديدة عند كل زيارة يقومون بها
ولخص أمجد خان مشكلته في النطاق الأحمر ''لم أجد بديلاً عن كفيلي الذي تخلّى عني بعد نسب التوطين فطفقت أبحث ولم أجد وها أنا هنا للخلاص''.
وفي الجانب العربي وأمام السفارة السودانية تواجد عدد كبير من رعاة المواشي الذين أقاموا لسنوات دونما أوراق ثبوتية أو ممن هرب من كفيله واستوطن الصحراء رفقة الإبل.
يقول الراعي عبد الله أحمد حسن ''المشكلة التي يعانيها أبناء جلدتي تكمن في الهروب من الكفيل'' لافتاً إلى أن سبب هروب الأغلبية من كفلائهم هو قلة الأجور.