شوارع مكة المكرّمة تدخل رحاب الحداثة
أسهمت التنمية والحداثة التي تعتمدها منطقة مكة المكرّمة في تغيير أسماء وملامح عدد من أحياء مكة المكرّمة القديمة، فهناك الكثير من الأحياء في العاصمة المقدسة لها أسماءٌ ترتبط ببعض الأحداث والمواقف غير الحقيقية.
وبدأت منظومة جديدة من التسميات لعدد من أحياء مكة مع التطوير والتنمية المكانية، حيث لم يعد هناك مجالٌ لبقاء الأحياء العشوائية وتلك الطرقات الصغيرة التي لم تعد تفي بالاحتياجات الزمنية والمكانية.
وتشهد العاصمة المقدسة، اليوم، حضوراً متميزاً في المشاريع سيجعلها تدخل ضمن أهم المدن التي تشهد تطوراً حضارياً على المستويات كافة، وكل ذلك يأتي ضمن خطط إستراتيجية ورؤى حكيمة تتجه بها نحو التطور.
وهناك بعض الأحياء قد لا يكون لها أي علاقة بالمواقف التاريخية أو الحديث عن الفتوحات الإسلامية أو أسماء الصحابة والخلفاء الراشدين، وذلك بسبب هجرة بعض الوافدين من بلدانهم ومكوثهم في مكة المكرّمة وارتباط تلك الأحياء بهم خاصة ومنها: جبل الشراشف وجبل السبع بنات وجبل غراب.
وحول هذا الأمر، يرى العم حامد الموركي من مكة المكرّمة، أن هناك أحياءً ارتبطت بجغرافية المكان كـ "الملاوي"، حيث إن أحد الحجاج القادمين من نجد بعد إنهاء مناسكه تجوّل في الحي ووجد به الالتواء والتعرجات من الكبيرة إلى الصغيرة، فأطلق عليه لقب الملاوي، مشيراً إلى أن الحي به شوارع وأزقة متداخلة ببعضها وأيضاً مرتفعات عالية ومنخفضة.
وضرب مثالاً آخر على ذلك: "ريع المسكين لقب هذا الحي بهذا الاسم لوجود شخص مسكين معروف في ذلك الوقت يسكن الحي، وكان الناس يأتون إليه بصدقات وسُمي الحي بريع المسكين".
من جهته، قال محمد الهذلي أحد كبار السن: "في مكة المكرّمة تُوجد أسماء لأحياء وحواري لا يعرف أسباب تسميتها كجبل غراب وجبل سودان وجبل السبع بنات، وكذا جبل الشراشف الذي من المتوقع أن سبب تسميته بهذا الاسم تعود إلى أن نساء ذلك الجبل كن لا يلبسن على ثيابهن غير الشراشف فسمي بذلك، ومن الممكن أن يكون استمد تسميته من كثرة الأغطية والملابس والشراشف التي كانت تنشر بعد الغسيل على أسطح منازل الإفريقيات في الحي بعد انتشار الوافدين فيه من جميع الأجناس المختلفة وكثرت فيه المخالفات". وأوضح أن هناك مخططات بدأت بترقيم الشوارع كمخططات الشرائع ولها أسماء شوارع مميزة، داعياً أن تكون أسماء الأحياء موازية للمشاريع التي تُقام في العاصمة المقدسة، حيث إن مكة قبلة العالم الإسلامي بدلاً من الأسماء التي لا ترتبط بصلة في التاريخ. أما أسامة زيتوني مدير الإعلام والنشر والمتحدث الرسمي لأمانة العاصمة المقدسة، فأكد أن هناك لجنة تضم مسؤولين من الأمانة وعُمَد الأحياء وأكاديميين من جامعة أم القرى إضافة إلى كِبار السن لوضع مسميات جديدة للأحياء والطرقات التي تنفذ حاليا في مكة، مشيراً إلى أن هناك اجتماعاً دورياً للجنة التسمية تنظر في تسميات الشوارع الجديدة والتي سترتبط أسماؤها بشخصيات تاريخية إسلامية بارزة، وشخصيات سعودية مؤثرة وقيادية، وأخرى لها قصب السبق في الإنجاز وتميُّز الأعمال.