الواسطة والفساد !!

الواسطة والفساد !!

الواسطة والفساد !!

لعل من التحديات الحقيقية التي تواجهنا كأشخاص هو التحكم بقدراتنا ومدى صلاحيتنا لاستخدام هذه القدرات بالطريقة الصحيحة. ونحن هنا نتكلم عن استخدام علاقتنا الشخصية او بما يعرف الواسطة في تبرير تصرفاتنا ومساعدتنا للأخرين.

فاستخدام الواسطة في غير محلها له الاثر الكبير على الاقتصاد والمجتمع ولابد من محاربة هذا التصرف ومعاملتها كأحدي قضايا الفساد الذي لابد من القضاء عليه. فهذه المشكلة تنضر من واجتها الأولى كمساعدة للأخرين وتنسى مؤثراتها الحالية والمستقبلية بقصد او بغير قصد.

ولكن هذه الوقائع والأثار واقعة ولابد من مناقشتها حتى وأن أردنا تجاهلها والهروب منها. فمساعدة الأشخاص شيء مفضل لكل شخص ولكن يجب أن ننضر لها من الجوانب الأخرى. فهناك استخدام لها لا يؤثر على الأخرين وهنا لا احد يمانع بالتوسط من أجل الخير ومساعدة الأخرين.

وهناك الاستخدام الذي يؤثر على الاشخاص والاقتصاد والعدالة الاجتماعية بين افراد المجتمع. ولعل من أبرز الاستخدامات هي التوسط لأخذ الشي بغير حق كوظيفه او معاملة أو حتى موعد قبل الأخرين وان كانت بهدف الخير فلها أضرار أخرى لا ننضر لها. فعندما نستخدم الواسطة للحصول على شيء ليس من مبدأ الأولوية والكفاءة وإنما من مبدأ العلاقة فنحن نهدر أموال طائلة وكذلك نؤثر على المجتمع بطرق مختلفة.

ففي حالة التوسط لوظيفة بغير حق فالهدر يكون بالأموال وقتل الطموح ونزع الفرصة العادلة للجميع. فهدر الأموال يكون من خلال عدة اشياء في مقدمتها إهدار المال من خلال عدم الكفاءة لممارسة عمل ما وكذلك عن طريق اتخاذ القرارات التي تؤثر على سير العمل وادائه. وكذلك الصرف العالي على ميزانية التدريب بسبب أن الشخص حصل على الوظيفة ليس لكفاءته انما بعلاقته ولابد من تعويض هذا النقص في الكفاءة بتدريبه.

وهناك الجانب الأخر من إزياد أعداد البطالة بالمجتمع ليس لأنه غير كفؤ أو لعدم وجود فرص العمل ولكن بسبب أنه ليس لدية العلاقة الشخصية التي تساعده على تحقيق حقه الطبيعي بالحصول على الوظيفة المناسبة لمؤهلاته. وهذا طبعا يزيد من تأثيرات البطالة بالمجتمع لان البطالة ليست لها علاقة بالعرض والطلب لسوق العمل أو الخبرة أو الشهادات لكن له علاقة بمعرفة الشخص المناسب الذي يجعلك تتخطى سوق العمل والخبرة والشهادات.

وايضا لا ننسى بأن هناك ممارسات شخصية أخرى والتي قد تكون بطرق مختلفة ومنها مساعدة من نريد ونتعذر بالنظام أو الوقت للأشخاص الأخرين. فهل عندما نقوم بالتسهيل على حساب الأخرين نضمن أنه ليس هناك حالة أشد تستدعى الحصول على هذه الفرصة ؟.

فهاذه أمثله لتصرفات نقوم بعملها من أجل الخير والمساعدة ولكن لم نراها من الجانب الاخر والتي هي عبارة عن ضرر بالأخرين وبالمجتمع وبالاقتصاد. ولعل من الحلول لمواجهة هذه المشكلة هي توعية الناس ولكن لابد ايضا من معاملة الواسطة كنوع من الفساد وتطبيق النظام لأن النظام وضع لتحقيق العدالة والحد من التأثيرات الأخرى التي قد تمارس بهدف جيد من الوهلة الأولى. فليس من حقنا كأفراد تجاوز النظام واستخدام المنصب الوظيفي والعلاقة لتحقيق غاياتنا الشخصية من دون الرجوع للنظام الذي وضع للحد من هذه التصرفات.

الأكثر قراءة