معلم التربية الخاصة .. كن خير سفير لخير رساله

معلم التربية الخاصة .. كن خير سفير لخير رساله

معلم التربية الخاصة .. كن خير سفير لخير رساله

في احدى مدارس الدمج في مدينتي يوجد طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يدعى "طلال" ، يقع هذا الطفل ضمن فئة بطئ التعلم وبسبب عدم وجود برامج مخصصة لهذه الفئة تم الحاقه بمدرسة دمج لفصول ضعاف السمع ، وفي يوم من الأيام عاد طلال من مدرسته باكيا ، هدأت أمه من روعه وسألته : (أيش فيك ياطلال ؟) فأجاب : (أستاذ مازن يقولي انت "ماتفهم شيء "و "انت ما منك فايده" ، وإذا جيت بكره وما عرفت جدول الضرب راح ترسب وما راح تروح معنا للصف الخامس).

كلمة من معلم متخصص في التربية الخاصة تسببت للطفل بالخوف والذعر جعلته يبكي طوال يومه دون الوصول الى نتيجة تمكنه من حفظ جدول الضرب وتمكنه من اجتاز الحاجز الذي علق في وجهه والذي صنعه ذلك المعلم بقوله: " انت ماتفهم شيء " فتتلاشى جميع المحاولات التي كان يبذلها طلال مسبقاً بسبب خوفه من "البقاء في الصف الرابع دون الانتقال مع زملائه للصف الخامس".

وبعد ساعات قليلة ذهب طلال مسرعاً الى والدته ليقترح عليها أن تشتري له (سماعه أذن) لاعتقاده بأن سماعة الأذن الطبيّة ستجعله يفهم مثل أقرانه ضعاف السمع الذي يدرسون معه في نفس الفصل , بعد أن لازمته الفكرة التي غرسها المعلم لديه بأنه لا يفهم.

حادثه آلمتني جعلتني أفكر كثيراً بأسباب ما حصل ، فهل يقع اللوم على المعلم الذي لم يهتم بمعرفة خصائص كل طالب من طلابه ؟ أم أعتب على جهل المعلم بالفرق بين بطيء التعلم وضعيف السمع واحتياجات كل منهما للتعلم ؟

أم أنه كان من المفترض اقتلاع المشكلة من جذورها بوجود برامج وبكوادر مخصصه تخدم فئة بطيئ التعلم ؟

منذ قديم الزمان كنَا نسمع ونردد دائماً "قمّ للمعلمّ وفه التبجيلا .. كاد المعلم أن يكون رسولا "عندما سمعتها لأول مره كنت أتسائل ماذا يقصد الشاعر بقوله " كاد المعلم أن يكون رسولا" وعرفت بأنه قرّب المعلم لمنزلة الرسول لأنه يهدي ويبدد ظلام الجهل عن الناس.

ترى هل نحن في زمن يحتاج فيه بعض المعلمين لمرشدين آخرين يبددوا جهلهم بكيفية التعامل مع الطلاب ؟

أم أن كادر التربية والتعليم بحاجة لتذكير بأن وزارة التربية والتعليم تعنى بكل من التربية والتعليم على حد سواء وليس التعليم فحسب ، فهل تكون تربية الأبناء بزرع الخوف في نفوسهم وترهيبهم و وضع حواجز توصم عليهم بالفشل !

الأطفال هم مجتمع الغدّ ويجب علينا كمربين دعمهم ومراعاة الاحتياجات الخاصة لذوي الإعاقة منهم وتكثيف الجهود لمواصلة المسير معهم ودفعهم نحو النجاح.

من هذا المنطلق وُجب وضع كل طالب ضمن برنامج تعليمي ملائم لخصائصه وملبي لاحتياجاته ، وهنا تظهر أهمية وجود برنامج تعليمي يخدم فئة بطئ التعلم يقوم بتطبيقه والإشراف عليه متخصصين بهذه الفئة ، فمن حق ذوي الإعاقة في التعليم أن يكون البناء المنهجي للبرامج التعليمية ملائم مع سماتهم ويراعي احتياجاتهم الفردية مع توفير المستلزمات الخاصة.

توفير برنامج مخصص لبطئ التعلم سيساهم بالتأكيد بتقديم تعليم ملائم لهم يدفعهم نحو الأمام ويساعدهم على تخطي العقبات التي تواجههم ، كما أن ذلك سيقلل من سلبيات وجودهم ضمن برامج غير ملائمه لخصائصهم.

رسالتي الى كل معلم مَنّ الله عليه بتعليم ذوي الإعاقة ، في كل صباح يأتيك طلاب استأمنوهم أهاليهم لديك ، فاحفظ هذه الأمانه واحذر من ايذائها وكن خير سفير لخير رسالة.

الأكثر قراءة