صعوبات التعلم بين الاحتفاء والاختفاء

صعوبات التعلم بين الاحتفاء والاختفاء

صعوبات التعلم بين الاحتفاء والاختفاء

الثالث من مايو .. في هذا التاريخِ منذُ عدةِ سنوات و حتى الآن يتمُ الاحتفاءُ بذوي صعوباتِ التعلم كلَ عام , ولهذهِ المناسبة استعداداتٌ يبذُلُها مُعلمي و مُعلِمات صعوبات التعلم ويقومون بجهدٍ مضاعف مع أنهم مطالبينَ بالتوعيةِ لبرنامجِ صعوباتِ التعلمِ طوالَ السنة , في هذا اليوم تتظافرُ الجهود و تتكاتفُ الأيدي من جميعِ المعلمين و المعلمات و مشرفيهم في أنحاء مملكتنا الحبيبة , لكي يتعرفَ المجتمع على هذهِ الفئةِ الخاصة التي تحتاجُ برنامجاً خاصاً و عملاً دؤوباً كي نرتقي بمستواها العلمي و المعرفي , في كلِ عام أرى أن الاحتفاءَ يكونُ بشكلٍ أفضلَ من السابق , , فما أجملهُ من وقتٍ تمضيه لتشرح لكلِ شخص ماهية صعوبات التعلم و ما أجملهُ من عمل أن تقومَ بالتعريفِ بتخصصكَ لأفرادِ مجتمعك , وما أجملها من مشاعر عندما يحتفي بكَ طلابكَ في هذا اليوم و تحتفي بهم أيضاً , تلك البرامجُ عندَ إعدادها بشكلٍ صحيح ومميز تؤتي ثمارها و يُجنى نتائجُها , لكن أرى في هذا العام أن النتائجَ اصبحت عكسية و أصبحت برامجُ الصعوبات للاختفاءِ اقرب , عندما نرى الجهودَ التي تبذلُ في الميدان لا ينكرها عارف و يكفي أن ترى ابتسامةً من طالبٍ لديك أو دعاءً من وليِ أمر أو شكرٌ من معلم الصف أو مديرك على جهودكَ لتطرز بها جُهدك و عَملك و ما اكثرها .

برامجُ الصعوبات لها من الفوائدِ الشيء الكثير و خصوصاً أن نسبة الطلابِ في كل مدرسة خمسة بالمئة حسبَ الاحصائيات , فمدارسُنا بحاجةٍ لمثلِ هذه البرامج و عجلةُ التطورِ في التعليم تشقُ طريقها ليتقدمَ مستوى طُلابها و ترتقي بهم .

إلا أنه في العامِ الأخيرِ شهدنا وقوفاً في عجلةِ التقدم في برامجِ صعوباتِ التعلم فكان عدد البرامجِ المستحدثةِ قليلٌ جداً , بالإضافةِ إلى وجود معلمينَ و معلمات لصعوبات التعلم مع وقفَ التنفيذ هم في عدادِ العاطلين من حملةِ البكالوريوس لم يجدوا مكاناً ليخدموا من دَرَسُوا من أجلهم مع أنّ الميدانَ محتاجٌ لهم فالواقع أننا نرى ثمرةَ هذهِ البرامج على الطلاب , و نرى أهميةَ تواجد برامج الصعوبات في كلِ مدرسةٍ لما لها من نفعٍ كبير .

نحتفي كل عامٍ مع مجتمعنا و يفرحُ بنا و نفرحُ به , ثم نتفاجأ بأنّ برامجنا التي من المفترض أن تنمو و تتزايد نجدها تختفي .

كلي أمل أن أجدَ برامجَ صعوباتِ التعلم في كلِ مدرسة , عندها ستشرقُ شمسُ الأمل لجيلٍ يبعثُ للتفاؤل , وليس هذا اليوم ببعيدٍ إن شاء الله إن وجدنا اهتماماً من المسؤولين في وزارة التربيةِ والتعليم و عملوا على تحقيق اهدافٍ بعيدةِ المدى و قصيرةٍ أيضاً و دفعوا عجلة التطور إلى الأمام بدلاً من الخلف لتستفيدَ هذه الفئة الخاصة من البرنامج المخصصِ لها.

* معلم صعوبات تعلم

الأكثر قراءة