بطاقات الدفع البلاستيكية تتلاشى والهواتف المحمولة هي البديل
بطاقات الدفع البلاستيكية تتلاشى والهواتف المحمولة هي البديل
كشفت شركة ماستركارد العالمية عن أن المستقبل سيتجاوز حلول الدفع عبر البطاقات البلاستيكية المعروفة إلى حلول جديدة بواسطة الهواتف الذكية المحمولة، إما عن طريق تقنية (اتصال المدى القريب) أو استخدام الهاتف لخدمة ملايين العمال المهاجرين لإجراء التحويلات وعمليات الدفع ذات القيمة المنخفضة.
وقال لـ ''الاقتصادية'' كاشف سهيل، مدير ماستركارد في السعودية والبحرين وباكستان، ''إن المملكة العربية السعودية تشهد زيادة كبيرة في استخدام حلول الدفع الالكتروني، وأضاف ''لاحظنا أخيرا في منطقة الشرق الأوسط ككل اتجاهاً أكبر نحو استخدام بطاقات الخصم المباشر التي حققت زيادة بنسبة ثنائية العدد، بينما يتزايد استخدام بطاقات الائتمان بوتيرة بطيئة، كما رصدنا أيضا زيادة معتبرة في التعامل ببطاقات الدفع المسبق التي ما زالت قليلة الاستخدام''.
#2#
ولفت كاشف إلى أن السوق السعودية تتميز بسلوك إنفاق صحي تدعمه تدابير مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) وإجراءاتها، والجهود التي تبذلها المصارف من أجل توعية التجار وحاملي البطاقات بأهمية ومزايا الدفع الإلكتروني.
وفيما يخص انتشار البطاقات الائتمانية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، أشار سهيل إلى أن المصرفية الإسلامية اكتسبت شعبية كبيرة خلال السنوات الأخيرة، رغم أنها لم تكن معروفة قبل نحو 30 عاماً تقريبا، وتابع ''لا ينطبق هذا على الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا فقط، بل يتعداه ليشمل أسواقا أخرى مثل المملكة المتحدة، ومن المتوقع أن يتضاعف حجم أصول المالية الإسلامية العالمية في الفترة من 2011 إلى 2015، حيث ينظر إلى هذا القطاع الجديد على نحو متزايد أنه البديل الفعلي للمصرفية التقليدية وفق ما ذهبت إليه ستاندرد آند بورز ''.
وأظهرت نتائج آخر استطلاع أجرته ماستركارد لثقة المستهلك حول الدخل الثابت وآفاق التوظيف والتوقعات الاقتصادية وسوق البورصة، أن المستهلكين في المملكة متفائلون للغاية بنسبة عامة بلغت 95.2 نقطة من أصل 100.
وفي سؤال عن تحذيرات متزايدة من أزمة في بطاقات الائتمان قد تنشأ في المستقبل بسبب الاستخدام غير السليم من قِبل المستهلكين في السعودية والديون المرتفعة، قال مدير ماستركارد في السعودية والبحرين وباكستان، ''ما نلاحظه هو أن نمو استخدام بطاقات الائتمان يحدث ببطء، بينما تنمو بطاقات الخصم المباشر بنسبة ثنائية العدد والبطاقات مسبقة الدفع بنسبة معتبرة، ولعل هذا يعكس حقيقة أن المستهلكين أصبحوا يفضلون التحكم بشكل أكبر في إنفاقهم الخاص؛ الأمر الذي تتيحه هذه المنتجات، عرفت السوق السعودية حلول الدفع المتطورة منذ سنوات عدة، ونحن نعتقد أن الوعي العام والإلمام ببطاقات الائتمان والإنفاق السليم آخذ في الازدياد من خلال الحملات التي تهدف إلى تثقيف الجمهور''.
وعبّر سهيل كاشف عن تفاؤل ماستركارد بالفرص الكثيرة التي تتيحها السوق السعودية، مضيفاً ''سنواصل الاستثمار في هذه السوق المزدهرة واستقطاب المواهب السعودية الشابة لتعزيز فريق عملنا هناك استجابة لنمو أعمالنا''.
وترى ماستركادر ـــ بحسب سهيل ـــ أن حلول الدفع من غير تماس لها مستقبل واعد، وتسعى ماستركارد بصفتها رائدة في هذا المجال باستمرار إلى دعم عملائها من المصارف من خلال تقديم حلول الدفع المبتكرة، وأردف ''الهدف الأساسي الذي نسعى إلى تحقيقه هو تعزيز استخدام بطاقات الدفع بدلا من النقود، وذلك من خلال الحملات الترويجية والبرامج التي تركز على توعية المستهلكين بالمزايا الفريدة لاستخدام البطاقات''.
واستبعد كاشف أن تكون القرصنة الإلكترونية أثرت في استخدام المستهلكين في السعودية لحلول الدفع المتعددة، وقال ''لقد شهدت التجارة الإلكترونية في المملكة نمواً صحياً مدفوعاً إلى حد كبير بارتفاع نسبة الشباب في المملكة وإقبالهم على استخدام أحدث حلول الدفع المبتكرة، ولا يبدو أن الهجمات الإلكترونية قد أضعفت هذا النمو''.
وتابع ''أصبحت عديد من الحلول الأمنية التي ابتكرتها ماستركارد معايير تبناها قطاع الدفع الإلكتروني، مثل الهولوغرام وتقنية كشف تزوير التوقيع وكود قبول البطاقة، الأمن في نظام الدفع يعتمد على مدى تعاون الأطراف المعنية بالعملية التجارية عبر مراحلها كافة من أجل تبني أفضل الممارسات وتنفيذ الحلول المطلوبة. كما أن لحاملي البطاقات دورا مهما في هذا الصدد، حيث يجب عليهم مراقبة حساباتهم وإبلاغ جهة إصدار البطاقة بأي معاملات مريبة''.
وعن نظرة ماستركارد لمستقبل البطاقات الائتمانية، قال كاشف إن حلول الدفع ستتجاوز البطاقات البلاستيكية، حيث بدأنا نلاحظ نشوء اتجاهين مختلفين للدفع بواسطة الهواتف المحمولة، يتمثل أولهما في حلول دفع تعتمد على الهواتف الذكية، وتشمل طرق دفع تعتمد على تقنية ''اتصال المدى القريب'' المعروفة اختصارا بـ''إن إف سي''، والتجارة الإلكترونية بواسطة الهواتف المحمولة، وعروض المتاجر المتاحة على هذه الهواتف. الاتجاه الآخر يكمن في الحلول القائمة على خصائص الهاتف وميزاته، التي تهدف إلى خدمة الملايين من العمال المهاجرين في إجراء التحويلات وعمليات الدفع ذات القيمة المنخفضة أو بين شخص وشخص.