ياسرف رؤية ملك وسياسة وطن
ياسرف رؤية ملك وسياسة وطن
تتميز استراتيجية المملكة النفطية ببعد النظر وبالقراءة المتأنية والدقيقة لاحتياجات السوق العالمية والتطورات المستقبلية إضافة إلى معرفتها الحقة بقدراتها التشغيلية والاستيعابية كونها من أكبر المصدرين للنفظ في العالم. الأمر الذي يحتم عليها الوفاء بألتزاماتها وعقودها المبرمة مع عملائها سواءً المحليين أو العالميين.
والمملكة ممثلة بأرامكو السعودية تتمتع بسمعة طيبة أهلتها لأن تكون مركز الثقل النفطي في سوق النفظ العالمية، مما أوجب عليها مجاراة التطورات الصناعية والتقنية العالمية المتسارعة إضافة للمحافظة على اسمها ومركزها العالمي المرموق في المجال النفطي.
ويأتي إنشاء مصفاة ينبع التبرولية كنتيجة حتمية للاستراتيجية العالية التي تمتاز بها خطط أرامكو السعودية المستقبلية والمبنية على حاجة عملائها من مشتقات النفط نظرا لما تتمتع به من خبرة في مجال النفظ والتسويق التجاري مما جعلها السفير الاستثنائي للدولة السعودية لدى عملاء السوق النفطي المحلي و العالمي.
ولا أدل على ذلك من ثقة وزير التبرول والثروة المعدنية سعادة المهندس: علي النعيمي والتي ترجتمها كلمته الكريمة في منتدى فرص الأعمال السعودي الأمريكي في شيكاغو (إلينوى) يوم الأربعاء الموافق 28/4/2010م حيث قال: (إننا مقبلون على واحد من أكثر البرامج الطموحة في مجال التكرير والمعالجة والتسويق في تاريخ صناعة النفط السعودي، كما أننا ماضون قدماً وحدنا أو بالتعاون مع شركائنا الدوليين لبناء ثلاث مصاف داخل المملكة في الجبيل وينبع وجازان).
وتجسيداً للنظريات الإدارية في مجالي الإنتاج والتسويق فإن أرامكو السعودية رأت بثاقب نظرها أن تعمل على إيجاد شريك استراتيجي يتولى تنفيذ وتشغيل هذا المشروع العملاق الذي سيعمل على معالجة 400 ألف برميل يومياً من الزيت العربي الخام الثقيل لإنتاج 90 ألف برميل يومياً من البنزين و 263 ألف برميل في اليوم من الديزل ذي المحتوى الكبريتي بالغ الانخفاض و 6300 طن متري في اليوم من فحم الكوك و 1200 طن متري في اليوم من الكبريت . وبهذا تكون هذه المصفاة أحد روافد شركة ارامكو السعودية الإنتاجية مما يعزز استراتيجة المملكة التسويقية في الوفاء بطلب عملائها في مجال الطاقة الحيوية والتزامها الدقيق بمواعيدها احتراماً وتقديراً للثقة الممنوحة لها.
وأتى اختيار شركة مصفاة ياسرف للتكرير لتولي مهمة تنفيذ مشروع مصفاة ينبع العملاقة خياراً استراتيجياً مدروساً بعناية فائقة، كيف لا وهي إحدى الشركات المنبثقة من بوتقة أرامكو السعودية بل تعود ملكيتها بالكامل لأرامكو وبهذا فهي تعد الإبنة البارة في الحفاظ على موروث ثقافة الشركة الأم في نسج خيوط نجاح أي مشروع قبل البدء به والعمل الجاد والدؤوب على سرعة الإنجاز مع الألتزام بدقة المنجز. وهذه الشراكة ليست عجزاً من أرامكو السعودية في تنفيذ هذا المشروع ولكنه إعمالاً لسياسة سعودة الوظائف والحفاظ على المدخرات الوطنية وتشجيعاً منها للشركات المحلية وفتح أبواب رزق لأبناء هذا الوطن المعطاء وتفعيلاً لرؤية ملك وسياسة وطن.
وكان تأكيد الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية سعادة المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح في يناير لعام 2010م بمثابة المصادقة على تنفيذ هذا المشروع الحيوي الوطني الكبير ومنهياً الجدل حول بزوغ نجم هذا الرافد الجديد حيث قال:(إن الشركة ماضية في الاستثمار في صناعة التكرير حيث ستستثمر أكثر من 120 مليار دولاء في غضون الست السنوات المقبلة في مشروعات نفطية وبتروكيماوية).
وإن كان هناك من متشأم فإنني أقول له كم هو جميل أن يولد الممكن من رحم المستحيل، لينبع الخير من ينبع.