دول الخليج تستفسر من إيران عن تأثير الزلازل على مفاعل «بو شهر»
كشف لـ "الاقتصادية" الفريق الركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة وزير الداخلية في مملكة البحرين أن دول الخليج تتجه إلى طلب استفسار من إيران، إما مباشرة أو عن طريق المنظمات الدولية عن مخاطر المفاعل النووي "بو شهر" ومدى تأثير الزلزال الأخير على المفاعل، مشيراً إلى أن هذه الخطة تسبق أي تحرك خليجي رسمي لشكوى إيران إلى المنظمات الدولية عن المخاطر المحدقة بالدول الخليجية من المفاعل النووي.
وأضاف أننا عندما نتحدث عن التهديد الذي تشكله إيران فإننا نعتمد على ما كشف عنه المتهمون الذين تم ضبطهم في هذه، وباعترافات المتهمين التي تضمنت أنهم كانوا على اتصال مع إيران، وقال إن الخلايا التي تم ضبطها في كل من البحرين والكويت والسعودية دليل واضح على مدى التدخل الإيراني في منطقة الخليج مؤكداً أن ذلك يتطلب إجماعا خليجيا لمواجهته.
وكشف الفريق الركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة أنه صدر قرار مجلس الوزراء البحريني بالموافقة على مشروع قانون بالتصديق على الاتفاقية الأمنية بين دول المجلس، وسوف يحال إلى السلطة التشريعية لاستكمال الإجراءات القانونية والدستورية.
وأضاف في كلمة على هامش أعمال اللقاء التشاوري الـ "14" لوزراء الداخلية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أمس في المنامة، أننا أمام قضايا ومواقف أمنية يتصدر علاج حلها القانون، ولا يمكن أن نفرط في حماية أمن البلاد، وأي جهة تفكر في التطاول على سيادتنا وسلامة بلادنا لا تتوقع منا "القبول" و"الرضوخ".
وأعتبر أن تهديد الزلازل والهزات الأرضية، يدفعنا لسرعة العمل بشكل مشترك لوضع التوصيات الجماعية المطلوبة، لما قد يترتب على ذلك الخطر من تداعيات بالغة التأثير على السلامة العامة لدول المجلس.
وأكد أنه منذ انعقاد اجتماعنا الأخير في مدينة الرياض في الثالث عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2012، والأحداث الأمنية تتوالى على منطقة الخليج التي تمثل امتداداً للأحداث التي سبقتها في الفترة الأخيرة. ففي مملكة البحرين تمكنت الأجهزة الأمنية المختصة من الكشف عن الخلية الإرهابية التي كانت تهدف إلى تأسيس تنظيم عسكري لتنفيذ أعمال إرهابية في عدد من المناطق الحيوية بالمملكة، حيث دلت اعترافات المتهمين والوقائع بتنقلاتهم واتصالاتهم والتحويلات المالية والتقنية الفنية المستخدمة في صنع المتفجرات على ضلوع إيران ومحاولتها للتدخل في شأن الأمن الداخلي البحريني، إضافة إلى استمرار أعمال العنف وتخريب الممتلكات العامة والخاصة وتنفيذ أعمال إجرامية من قبل إرهابيين ضد رجال الأمن والمدنيين.
وفي دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ألقت السلطات الأمنية القبض على تنظيم ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين. كما تمكنت في الثامن عشر من هذا الشهر من القبض على خلية إرهابية تتبع تنظيم القاعدة وتضم أشخاصاً من جنسيات عربية. وفي المملكة العربية السعودية الشقيقة تمّ الكشف عن خلية تجسس مرتبطة بالاستخبارات الإيرانية تضم عدداً من الأكاديميين وغيرهم، وما زالت الأجهزة الأمنية المختصة مستمرة في التحقيق مع عناصر هذه الخلية لاتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم. وفي سلطنة عمان الشقيقة حدثت بعض المظاهرات والاحتجاجات التي تمت السيطرة عليها والتعامل معها وفق الإجراءات القانونية. وفي دولة الكويت الشقيقة تمكنت قوات الأمن الكويتية من التعامل مع الاحتجاجات وأعمال العنف التي شهدتها البلاد والسيطرة على الوضع بما يكفل حرية التعبير وفق الضوابط القانونية.
وأكد أن مجمل الأحداث الأمنية يتطلب موقفا جماعيا والاتفاق على تحديد التهديد المشترك وزيادة التنسيق وتحديد الأولويات عند نشوء أي تهديدات جديدة.
من جانبه اعتبر الشيخ أحمد بن حمود الصباح وزير الداخلية الكويتي أن الخلايا الإرهابية التي ضبطتها أجهزة الأمن الخليجية كانت تستهدف زعزعة أمن واستقرار دول المنطقة.
ولفت في حديثه خلال اللقاء الذي ضم وزراء الداخلية في دول مجلس التعاون إلى أن المواطن الخليجي يتطلع إلى مثل هذه الاجتماعات المهمة وما يسفر عنها من قرارات من منطلق أن الشعور بالأمن يُعد حاجة أساسية وضرورة من ضروريات الحياة التي لا غنى عنها، مشيداً بالجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية في دول مجلس التعاون في ملاحقة وتعقب جميع الأنشطة الإجرامية والإرهابية وآخرها ما تم ضبطه من خلايا إرهابية في كل من الشقيقتين مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة التي كانت تستهدف زعزعة أمن واستقرار المنطقة.