نور ..
أعترف بأني لست ممن يناصرون نادي الاتحاد، وأعترف أيضاً بأن محمد نور من القلة القليلة التي تبعث الخوف في نفوس منافسي ناديه داخل الميدان لأنه يستطيع الرفع من ''روح'' فريقه مما يساهم في انخفاض المعنويات عند الآخر، وأكاد أجزم بأنه أحد أهم خمسة لاعبين في تاريخ الكرة السعودية لذلك كان من الجميل أن تكون نهايته الرياضية مع ناديه جميلة وموازية لتاريخه المرصع بالذهب حيث كان هو من أكثر المساهمين في كتابة تاريخه المونديالي بقلم حبره من ذهب تخلل ذلك الوقت اللعب وهو مريض، واللعب وهو في ظروف أسرية لا تساعد على اللعب كحالة وفاة أحد أفراد عائلته، ولعب أيضًا أدوارا كبيرة خيرية خارج الملعب فهو نور في أرض الملعب ونور على عوائل لا تستطيع العيش إلا على مساعدات أهل الخير، فنور الإنسان يستحق نهاية تليق به.
في إيطاليا لديهم أليساندرو ديل بييرو، في إنجلترا كان لديهم ألان شيرار وديفيد بيكهام، ولا يزال لديهم راين جيجز، وفي السعودية لا يزال لدينا حسين عبد الغني، وقبله سامي الجابر، وبعده محمد الدعيع والأمثلة كثيرة جداً للاعبين لا ترتبط سنين أعمارهم الكروية بسنين حياتهم العمرية بل إن رغبة الاستمرار ومدى القدرة على ذلك هي الفيصل ولأن محمد نور يعتقد أنه قادر على المضي في الملعب فكان من الأفضل أن يدرس سبب انخفاض مستواه بعيدا عن قرار اتخذ بطريقة لا تمت للوفاء بصلة.
ما يحصل لبعض من خدم كرة القدم في وطني مؤلم، فليس من الطبيعي أن يكونوا ممن ساهموا في إدخال الفرح إلى بيوتنا وساهموا أيضًا في جعل علم الوطن ''يرفرف'' عاليا في المحافل الدولية وساعدوا على جعل هيبة ''للأخضر'' في أرض الملعب ورغم كل ذلك ينتهون بمجرد انفصالهم عن الملعب، وكأن الرسالة للأجيال القادمة مفادها ''العب لتجميع المال ما استطعت'' فلا وفاء لك بعد اعتزالها لك واعتزالك لها ولنا!.