ماذا بعد !!

ماذا بعد !!

ماذا بعد !!

مرت سنوات منذ آخر مرة كتبت فيها، سنة 1431 هـ ، فقدت فيها الرغبة في الكتابة عن التعليم إذ لم أشعر بصدى لكتاباتي وبصراحة لا أحب الكتابة فهى من أصعب الممارسات. في هذه الفترة ظهرت نتائج إختبارات TIMSS و تقييم Webometrics وحدثت هزة. فكان صوت المؤسسات عاليا أعلى من صوت فرد. و نتيجة لذلك بدات مفاهيم جديدة تدخل علينا مثل الإعتماد الأكاديمي ، الISO و مفاهيم آخرى أدت إلى حماس كبير . وبدء حراك من تحديث للبرامج ، تعميم السنة التحضيرية ، مؤتمرات ، ورش عمل ، وتدريب . كما زار جامعتنا ،جامعة الملك سعود، كبار العلماء من حملة الجوائز العالمة و طرحت أفكار جديدة عن الإدارة و التعليم و التعلم.

و أنتظرت ........................ لعلّ وعسى.......... .

وكان لهذا الحرك نتائج إجابية ولكن في هذا المقال سوف أركز على بعض النقاط التي أرى أنها تعيق أى تطور: منها طريقة التقييم في السنة التحضيرية ، وبعض الممارسات ، ومعيار التعيين في الجامعة.

أولا كانت فكرة السنة التحضيرية جيدة فالجميع كان يشكو من مستوى طلاب المدارس وضعف مهاراتهم في الرياضيات (الرياضيات هي الأساس في الدراسات العلمية ). اضيف الى الدراسة الرياضيات في هذه السنة دراسة اللغة الإنجليزية و بعض المواضيع الأخرى المطلوبة لسوق العمل. كان التركيز علي اللغة فحوالي خمسون في المئة من الوقت لدراستها . لكن بعد الأنتهاء من السنة التحضيرية و عند تدريس هؤلاء الطالبات لم اجد هناك فرق في المستوى عن السابق كما كان مستواهن في الرياضيات على حاله.

في نفس الفترة تم تحديث الخطط الدراسية مما جعلني أتسأل هل العيب في الدراسة لدينا هو في المناهج أم في طرق التقيم؟ فالمناهج في الجامعة كما في المدارس لا تكون بعيدة عن تلك المقررة في جامعات ومدارس دول الأخرى . مثلا الجميع يدرس مكانيكا في البرنامج العلمي في المدرسة ثم بتعمق في جميع برامج الفيزياء الجامعية على مستوى العالم. قد يكون في برامجنا بعض الفجوات ولكن المناهج ليست هى المشكلة الأساس. فإذ لم نحدد المشكلة بطريقة سليمة لن يكون هناك حل. من وجهة نظري المشكلة الأساس في الإختبارات فهي توضع لتختبر الحفظ وليس أي من المهارات آخرى.

لقد قالت لي زميلة أجنبية أن الطالب هنا يتدرب على الحفظ ومن وجهة نظرها يجب أن يوضع الإختبار بحيث يتناسب مع البيئة ( الثقافة المحلية) . من خبرتي و قرأتي يدرس الطالب للإختبار كما يعد المعلم الطالب أيضا للإختبارليكون الإختبار الجيد هو الذي يرفع مستوى التعليم. أن المعلومة التي تحفظ تنسى ولكن المهارات التي تكتسب تبقى لفترة أطول. فما يحدث الأن كأننا نعلم الطالب قيادة الدراجة بإعطائه الخطوات النظرية ثم نختبر حفظه لهذه الخطوات في الإختبار النهائي وعندما يتخرج يتعثر عندما يطالب بقيادة الدراجة.

فالجميع يدرس جمع الكسور ولكن نسبة كبيرة من طالبات الجامعة تخطئ في حسابها.
أما المشكلة الثانية الكبرى فهى غموض الوائح والتطبيق. في الفصل الدراسي الأول لعام 1432/1431هـ كنت أدرس مقرران لكل منهما شعبتان ، فيز 110 وفيز101. في مقررفيز 110 شعبة 26747 نجحت بعض الطالبات و في الشعبة الآخرى لزميلتي رسبت جميعهن. بالنسبة للمقرر الاخرفيز101 حدث العكس في شعبة 26906 رسبت جميع الطالبات ولكن في الشعبة الأخرى نجحت نسبة منهن. من ناحيتي راعيت قواعد لوضع الإختباران وهى: اختيار ` من الأسئلة مصنفة بسيطة وحوالى 0 أسئلة مصنفة وسط و أقل من مصنف صعب (مسألة واحدة) وهى تصنيفات للمرجع المقرر. بعد وضع الإختبار بالتشاور تم قياس الوقت. فكانت زميلتي في مقرر فيز 101 وهي محاضر من قام بحل الإختباران في ثلث الزمن المحدد للإختبار.

ولكن بعد إعلان النتيجة تم إعادة الإختبار النهائي لمقرر 110 فيز ... إلى الأن لا أدري ما هو السبب.

الامرآخر المحير هو عدم استجابة القسم لخطابات لجنة ترشح المعيدات التي كنت عضوة فيها ، كان يذكر فيها أن مستوى المتقدمات ضعيف نظرا لخطئهن في الأساسيات .هذه الخطابات أستمرت على مدى عدد من السنوات ،بدأ منذ عام 1427هـ . وقد تركت اللجنة وأصبح الأختبارات الإختيار من متعدد للمتقدمات وهو اختبار لا يعطي تحليل جيد لمواطن الضعف.

الأمر الثالث وهو أيضا محيرهو معايير التعين على وظيفة أستاذ مساعد. و هنا أذكر توضيح بسيط لمن لا يعمل في القطاع الجامعي، يكون التعيين على هذه الوظيفة بنا على معايير محددة وبترشح من القسم الذي ينظر إليه أنه من الخبراء. في عام 1431هـ تقدمت لنا زميلة أنهت رسالتها من جامعة محلية ليس لها تصنيف و كانت رسالتها بالغة العربية لأنها لا تتقن الإجليزية كما أنها لم تنشر من رسالتها (نظرا لظروف الدعم المادي كما ذكر) و تم قبولها. في نفس هذه الفترة كنت أمثل قسم الفيزياء في وحدة مساندة المعيدين و المحاضرين و كان علي أن ابلغ معيدينا و محاضرينا أن الجامعة تتوقع منهن الدراسة و تشترط الإبتعاث إلى الخارج . ناقشت وكيلة الوحدة في هذا التضارب و لم أجد لديها ردا.

بعدها بفترة تم التنازل عن هذا الشرط و السماح لنسبة قليلة من المعيدات و المحاضرات نظرا لظروفهن الدراسة في جامعتنا و خاصة أنها من الجامعات المصنفة. إذا كان من يعمل في الجامعة منذ سنوات طويلة يجد غموض في النظام و عدم فهم لكيفية سير الأمور فماذا عن الطالبات. هل هذا يعطي ثقة للطالبات في الجامعة؟؟؟ ام أن هناك طالبات و زميلات يأخذن فرص أكبر نظرا لمعرفتهم و اخريات يحرمن منها . أنا إلى الأن لا أجد إجابة ..... فبماذا أجيب الطالبات إذا سألنني.
هل أقول للطالبة أنت و حظك.

الأكثر قراءة