«مغامرات قاتلة» تستهوي هواة «التفحيط» و«الترفيع»

«مغامرات قاتلة» تستهوي هواة «التفحيط» و«الترفيع»
«مغامرات قاتلة» تستهوي هواة «التفحيط» و«الترفيع»

قد تكون مغامرات مثيرة لممارسيها، لكنها قاتلة، هي تقليعات شبابية وظاهرة اجتاحت الوسط الشبابي، تعرف بينهم بـ "الترفيع"، وتندرج تحت مسمى التفحيط، كما أفاد مرور حائل.

ربما ينبهر مشاهدو مقاطع وصور "الترفيع"، التي يقدم عليها الشباب الذين يرمون بأنفسهم إلى التهلكة من أجل الاستمتاع بهواية خطيرة ربما انتهت في بعض الحالات بالموت أو الإعاقة، وهم يمارسونها في شوارع المدينة وعلى الطرق السريعة في المنطقة.

#2#

يسير أحدهم بسرعة جنونية تتجاوز الـ 140 كم في الساعة بسيارة من نوع جيب، تلك السيارة الشبابية المفضلة التي يطلقون عليها "الربع"، ويرفع جهة إطارات السيارة ويسير على إطاري الجهة الأخرى مسافات طويلة، ويخرج مرافقوه من نوافذ السيارة، ويقومون بفك إطارات السيارة من الجهة المرفوعة التي لا تسير على سطح الأرض، بل تسبح في الهواء، ومن ثم يعيدونها كما كانت والسيارة تسير بسرعتها، ومن ثم يخرج آخر ويقرأ صحيفة ورقية على جانب السيارة وتجد صديقه واضعا شيشة "المعسل" على جانب السيارة وهي تسير، والسائق يخرج من السيارة ليجلس على جانب الباب، ما يثير التساؤل: كيف تسير السيارة دون سائق؟

ويتهور أحد الشباب ليجلس في الطريق أمام السيارة وهي تسير على إطارين، ويحاول السائق تجاوزه وهو تحت السيارة.

وقد حاولت الجهات الأمنية ثني هؤلاء الشباب عن هوايتهم الخطيرة بملاحقتهم إيقاع العقوبات المتنوعة عليهم، إلا أنهم لا يزالون يمارسونها، ورغم الخطورة التي يشهدها الجميع من جراء هذه المغامرات إلا أنه وللأسف الشديد يتم تشجيع هؤلاء الشباب على هذه الهواية بدعوتهم في المهرجانات السياحية، لتقديم هذه العروض الخطيرة التي يتدربون عليها في الشوارع العامة.

وقال علي الشمري أحد الشباب المغرمين بهذه الهواية: إن هذه الهواية خطرة جدا ومغامرة بالأرواح، وهو لا ينصح بممارستها دون الخضوع لأنظمة السلامة في الأندية "أتمنى من الجهات المسؤولة في الاتحاد السعودي للسيارات صقل مهارات هؤلاء الشباب، بعيدا عن خطر الشوارع، فممارسة هذه الهوايات في الشوارع تؤدي لخسائر مالية كبيرة مثل تلف السيارة".

وأشار إلى أنه انضم إلى إحدى الشركات لصقل موهبته وممارستها تحت سقف النظامية، مشيرا إلى أن هناك عوائد مالية يحصل عليها شخصيا عبر المشاركة في المهرجانات السياحية التي توفر سبل السلامة، وحول الطريقة التي يقوم بها بالسير على إطارين، قال: "أقوم بتركيب أفضل الإطارت وتعبئتها وأقوم بالرفع عليها بشكل زائد، وأقوم بسحب مكبح القيادة "الجلنط" ليكون من الجهة المرفوعة ثابتا، بينما من الجهة التي يرفع عليها ضعيفا وبالتالي يتسنى للركاب الخروج مع نوافذ السيارة وهي تسير وفك الإطارات وقراءة الصحف، وغير ذلك من الحركات التي شوهدت في المقطع".

من جهته أكد المقدم بندر ماشع الحربي الناطق الإعلامي باسم المديرية العامة للمرور في حائل: أن هذه الهواية خطرة جدا ويعاقب عليها القانون الأمني، وتندرج تحت مسمى التفحيط، مبينا أنها لا تشكل ظاهرة كبيرة في حائل، وإنما حالات فردية تم السيطرة عليها بشكل مباشر، وأضاف أنه يتم ملاحقة هؤلاء المفحطين وتطبيق العقوبات القانونية بحقهم "في المرة الأولى التي نقبض فيها على هذا المفحط يتم حجز المركبة لمدة 15 يوما، وغرامة ألف ريال، ويتم إحالته لهيئة الجزاءات لإصدار حكم السجن حسب ما تراه، وإذا تكررت للمرة الثانية من هذا الشخص يتم حجز المركبة لمدة 30 يوما وغرامة 1500 ريال ويحال لهيئة الجزاءات لإصدار إيقاف بحقه".

وأوضح أنه إذا تكررت هذه المخالفة الخطيرة للمرة الثالثة فعلى الفور يتم حجز المركبة، والعرض لمصادرتها، إضافة إلى غرامة مالية تقدر بـ 2000 ريال وإحالته للمحكمة الشرعية للحكم عليه من قبل القاضي. وأبان الحربي أنه تم خلال عام 1433هـ القبض على 462 مفحطا بينهم من يمارس هواية الترفيع وتم الطلب بمصادرة ثماني سيارات قد تكررت مخالفة "الترفيع" و"التفحيط" من أصحابها وصدر بحقهم حكم قضائي بعقوبات متفرقة وبعضهم دفع قيمة المثل للسيارة.

الأكثر قراءة