رؤساء تحرير الصحف الورقية يحاربوننا .. والمستقبل لنا

رؤساء تحرير الصحف الورقية يحاربوننا .. والمستقبل لنا

الصحافة الإلكترونية أضحت اليوم مثار جدل بين المنتسبين إلى الحقل الإعلامي، حول دورها وتأثيراتها في الساحة الإعلامية من مختلف الجوانب، لذلك حملت أوراقي قبل منتصف الليل يوم الإثنين الماضي وذهبت إلى مقر صحيفة "سبق الإلكترونية" في الدور الخامس من برج رابطة شباب العالم الإسلامي على طريق الملك فهد، وجدت الزميل علي الحازمي رئيس تحرير الصحيفة في انتظاري، بعد موعد مؤجل.

وقبل أن أدلف إلى مكتبه لمحت صالة التحرير على يميني وفيها عدد لا بأس به من محرري الديسك، وعندما دخلت إلى مكتبه الفسيح أخذني للجلوس على كنب معد للضيوف، وأمامه شاشة بلازما تعرض أرقاما تشبه أرقام البورصة (صعودا وهبوطا) وكان خلالها الرقم يتجاوز 12 ألفا، وعند جلوسنا أشار إلي بيده على الشاشة بأن تلك الأرقام المتحركة تشير إلى عدد الزوار الحاليين لموقع صحيفته، لمست منه الثقة بالنفس والطموح نحو تحقيق النجاح، تلقى مكالمتين على الهاتف الثابت أثناء الحوار، لكنه طلب من سكرتيره فيما بعد عدم تحويل أي مكالمة،وبعد أن انتهى حوارنا، طرح علي سؤالا كان متوقعا بالنسبة لي، حيث قال لي: لماذا اخترتم أن يكون رئيس تحرير "سبق" ضيفا على صفحة حوار إعلامي، ثم أخذني في جولة على صالة التحرير، واتجه بي إلى قسم التطوير كي ألتقي الزميل سلطان المالكي الذي امتدحه في الحوار، ويبدو أنه يعتمد عليه كثيرا، غادرت المكان بالمختصر المفيد الذي تقرأونه في هذا الحوار:

كمؤسس لصحيفة "سبق الإلكترونية".. كيف انطلقت الفكرة؟

في الواقع كانت لي تجربة سابقة وجيدة في صحيفة "الوفاق الإلكترونية" التي كان يرأس تحريرها طارق إبراهيم، لكنها توقفت عام 2006، وكنت مسؤول الشؤون التقنية، ويتم نشر الأخبار والتقارير عن طريقي، ولا أخفيك أنني كنت أتعجب وأستغرب من مستوى بعض الأخبار والتقارير التي تصلني، وكيفية التعامل مع الأحداث، في حين أعمل أحيانا على صياغة بعض الأخبار ونشرها.

ماذا بعد "الوفاق"؟

تلقيت عرضا من شخص آخر (فضل عدم ذكر اسمه) وطلب مني مشاركته في تأسيس صحيفة إلكترونية أخرى، لكن ربما كان هناك اختلاف في الرؤية حول إدارة الموقع وتطويره، وبعد أربعة أشهر من العمل معه، وبينما أنا أجلس مع زوجتي شعرت كأنها شعرت بأنه أصابني نوع من الملل في العمل في تلك الصحيفة، وبادرتني بالسؤال: لماذا لا تصدر لك صحيفة خاصة بك؟ لحظتها لم أعر الموضوع اهتماما، لكن عندما كنت في السيارة في طريقي للعمل أعدت التفكير فيما قالته لي، خاصة أنني مبرمج ومصمم، فوجدت أن الاقتراح جدير بالتفكير والتنفيذ، ولحظة وصولي إلى مكتبي قمت أبحث في الإنترنت عن مواقع ووجدت ثلاثة خيارات (الحدث وخبر وسبق).

هل زوجتك لها علاقة بالمجال الإعلامي؟

لا، لكنها كانت تتابع وتقرأ.

كيف اخترت اسم سبق؟

كان اسم سبق الخيار الأخير بالنسبة لي، وكنت ميالا لاسم خبر، لكنني وجدت الموقع يحتاج إلى مبلغ عشرة دولارات، ولحظتها كنت لا أملك هذا المبلغ.

ألم تكن تعمل؟

كنت أعمل موظفا براتب 2915 ريالا في وزارة التربية والتعليم على بند العمال وأحمل الشهادة الجامعية، وبطاقة الائتمان لا يوجد فيها رصيد، أيضا sabq.com لكنني وجدت sapq.org بسبعة دولارات، فحجزتها وصممت الشعار وأطلقته، وقدمت استقالتي على الفور، وصرف لي 1300 ريال للأشهر الأربعة التي عملت فيها معه. بعد خروجي اتصلت على 13 من الزملاء الإعلاميين الذين تربطني بهم معرفة - ومع الأسف - لم يتجاوب معي سوى ثلاثة زملاء ربما مجاملة، كونها تجربة جديدة واتفقت معي الشركة المبرمجة (إنفنيتي) ونحن أول من استخدم التصميم والآن كل الصحف تستخدمه وبدأت بثلاثة متعاونين، لم يكن لدي موظفو ديسك أو تدقيق.

كيف كانت البداية؟

كنا نعتمد بنسبة 80 في المائة على الصحف المحلية والوكالات الإخبارية، وننسب الأخبار لمصادرها مع ذكر اسم المحرر، لكن كانت المرحلة الفاصلة في مسيرة "سبق" عندما نشرنا مقاطع لجنود يضربون سجناء في الحائر "بالليات" وبعدها بساعتين استدعيت من المباحث العامة، لكنها كانت الانطلاقة الحقيقية.

من أي منظور كنت تنطلق عند نشر مثل هذه المقاطع التي كانت بمنزلة خط أحمر؟

صحيح، كانت خطا أحمر وكانت أمامي مخاطرة، إما أن أعزز اسم صحيفة "سبق" أو أنها تطيح ولا يدري أحد عنها، وللأمانة استشرت محررا أمنيا اسمه سعود الشيباني قبل النشر.

قال لك انشر؟

لا.. لكنه وضعني أمام خيارين وقال لي إما أنك تحقق سمعة لصحيفتك أو أنها تكون نهايتها، وبعد أن استدعيت تلقيت بعض التنبيهات والتوجيهات والملاحظات.

من أين حصلت على المقاطع؟

كانت لي مصادر خاصة من داخل سجن الحائر، ولم أفصح عنها أثناء التحقيقات، ودائما لا نكشف عن مصادرنا. وبعد ذلك راج اسم "سبق". ثم ركزنا بعد على نشر بعض قضايا الفساد في السكك الحديدية ونشرنا بعض الوثائق، وكان ذلك أيضا مثل دفعة قوية لـ "سبق" ثم زاد عدد المحررين من ثلاثة محررين إلى 11 محررا في عام 2007 نفسه. وعلى ذكر المحررين، كان الزميل سلطان المالكي مدير التطوير حاليا في "سبق"، تسلم أول مكافأة فقط بطاقة سوا (50 ريالا) والآن يفوق راتبه عشرة آلاف ريال، إضافة إلى البدلات، ورصدنا له 250 ألف ريال بدل ابتعاث في أي وقت يختاره، ونساعده شهريا بنصف قسط السيارة لأنه بدأ معي وهو في ثاني ثانوي.

ماذا بعد؟

في آب (أغسطس) من العام نفسه أطلقنا خدمة "جوال سبق" كأول خدمة في السعودية، وكان موردا جيدا للصحيفة وساعدنا على التوسع واستقطاب محررين. لكن كنت أواجه عقبة في العمل، حيث كنت أسكن في حي الملز ولم يكن عندي إنترنت فأذهب إلى أقرب "كافيه إنترنت" وأستقبل الأخبار التي ترد من المراسلين، وأعود للبيت لصياغتها ثم أعود مرة أخرى لـ "الكافيه" لنشرها في الموقع.

متى كانت مرحلة التطوير؟

في منتصف 2008 تعرفت على رجل الأعمال المهندس عبد العزيز الخريجي رئيس مجلس الإدارة حاليا، ووجدت أن لديه رسالة إعلامية، ودخل معي شريكا وكان إضافة حقيقية أعطت الصحيفة دافعا قويا وكانت البداية لمرحلة التأسيس الحقيقية، وفي 2009 تم تعيين محمد بن حسن الشهري رئيسا للتحرير، بعد أن كانت الصحيفة تعتمد على اجتهادات شخصية.

ودخلنا مرحلة المهنية واكتمال طاقم العمل من محرري دسك ومحررين ميدانيين. وحققنا قفزات على مستوى الزائرين وتقدمنا في مراكز المواقع الإلكترونية، ودخلنا خطوة الرعاية الاجتماعية والمشاركة في رعاية المؤتمرات وفق عمل مؤسسي، لأن الخريجي بذل جهدا في التنظيم الإداري، كما نظمنا دورات لجميع منسوبي الصحيفة والآن لدينا 150 من المحررين المتفرغين والمتعاونين والعاملين.

هل كان لديكم ترخيص وقتها؟

لا.. التراخيص بدأت من 2011.

ألم تكن هناك رقابة على الصحف الإلكترونية في البداية؟

ليست هناك رقابة، لكن بعض الجهات تتابع ما ينشر، وفي 2009 بدأت وزارة الداخلية ووزارة الثقافة والإعلام عملية تنظيم ما سمي فوضى الصحف الإلكترونية، ثم سنت اللوائح التنظيمية بإشراف وزارة الإعلام، وكانوا داعمين للصحف الإلكترونية والإعلام الجديد ووجدنا الدعم من الوزير نفسه، واستدعانا أكثر من مرة ووجهنا ودعمنا.

يقال إنكم مدعومون أيضا من جهات أخرى؟

غير صحيح.. لا يوجد دعم خاص، و"سبق" مثلها مثل الصحف الأخرى، ولا أحد يدعمنا ماديا، حتى قيل إن "سبق" تتبع لوزارة الداخلية، وهذا غير صحيح.. بالعكس نفخر بأن وزارة الداخلية تدعمنا وتوجهنا وتنبهنا على أخطائنا مثل بقية الصحف.

ما المقارنة بين "سبق" والصحف الإلكترونية الأخرى، خاصة التي يرأس تحريرها إعلاميون معروفون أكثر منك خبرة؟

"سبق" تميزت لمصداقيتها، وأعترف بأننا وقعنا في بعض الأخطاء بنشر أخبار غير صحيحة، لكننا كنا نعترف ونصححها، وهذا ما ولّد الثقة لدى قراء "سبق"، خاصة أننا وسطيون ونتبع منهجا وسطيا ولا نميل إلى أي تيار.

هناك من يرى أنكم تستميلون التيار الإسلامي؟

بالعكس، نحن من انتقد بعض الإسلاميين وبعض الدعاة، لكن الحدث يفرض نفسه، وإذا طلبت جهة أن نرعى مناسباتها وفق منافع متبادلة فهذا لا يمنع في حدود الضوابط والثوابت، ورعينا كثيرا من المناسبات غير الإسلامية. وكثيرون يتوجهون لـ "سبق" بحكم أنها الصحيفة الإلكترونية الأولى. فأؤكد أننا لا نميل إلى تيار فكري دون آخر، بل "سبق" صحيفة وطنية لمختلف أطياف المجتمع، وهي تنحاز بلا تردد إلى الخبر المؤكد ذي المصداقية، الذي يهم أفراد المجتمع، ويتوافق مع ثوابتنا الدينية والوطنية، وتطلعاتنا التنموية. ولأوضح ذلك أكثر، فإن الناقد السعودي الكبير الدكتور عبد الله الغذامي وما يمثله من ثقل أدبي وتوجهات فكرية معينة أتيحت له الفرصة وكتب في "سبق" مقالات عدة ناقش فيها ما يريد من أفكار، وكذلك الشيخ الدكتور عايض القرني بما يمثله من تيار أيضا كتب في "سبق" مقالات عدة ولا يزال يكتب.. ولذا عندما تكون الصحيفة ذات انتشار واسع كـ "سبق" فإن ذلك يحمّل القائمين عليها الكثير من المسؤوليات نحو مختلف شرائح المجتمع وتياراته الفكرية، وعن توفير الأخبار المتنوعة للقراء، وإبقائهم على تواصل مع الأحداث ناهيك عن الإسهام في تشكيل وعي الناس وآرائهم وأفكارهم.

لكن البعض يستغل "سبق" لنشر أهدافه؟

ليس صحيحا، وصحف أخرى لو وجدت لها مصلحة في التعاون مع أي جهة أو رعاية مناسباتها لتعاونت معهم.

أحيانا تحرص "سبق" على السبق في الخبر، وهذا ما يجعلها تقع في أخطاء ونشر معلومات غير صحيحة كما ذكرت؟

ليس هناك اندفاع والأخطاء كانت محدودة في السابق.

لكن كان آخرها نشر خبر عن عفو ملكي عن السجناء وهو ما نفاه الديوان الملكي؟
الخبر كان مصدره أولياء الأمور الذين أكدوا تلقيهم اتصالات من جهات عليا تبشرهم بإطلاق أبنائهم ونقلنا عن لسانهم، لكن الديوان اتصل وقال الموضوع على طاولة خادم الحرمين الشريفين ونشرنا التوضيح في حينه.

لكنكم لا تعتمدون على مصادر موثوقة؟

لا، ليس صحيحا، نحرص على أن نستقي الأخبار من مصادرها، وأعتقد أن أولياء الأمور عندما يبلغون بأوامر ويعلنونها لا مشكلة في ذلك، وصحيح أننا كنا نعتمد على السبق الصحافي في البداية بحكم أننا وسيلة إعلامية، وبعد أن وصلنا إلى ثقة القارئ فنحرص على ألا نقع في أخبار خاطئة، حتى لو لم نسبق في الخبر يجب أن تكون عندنا مصداقية، وربما القارئ يلاحظ أخيرا أننا قد لا نسبق في الخبر، لكننا نغطي الحدث بموضوعية وتقارير مصورة، وحادثة الغاز في الرياض لم نسبق في نشر الخبر، لكننا كنا الصحيفة الأولى التي تميزت بالتغطية والمتابعة وحققنا عشرة ملايين صفحة لأخبار الغاز، وفي سيول جدة حققنا 200 خبر على مدى ثلاثة أيام وحققنا أكثر من 32 مليون صفحة، فنحن لا نعتمد على السبق بقدر المصداقية.

سلطتم الضوء خلال فترة سابقة على نقل أخبار هيئة الأمر بالمعروف أولا بأول.. لكن حاليا هناك فتور في العلاقة فيما بينكما؟

ليس هناك فتور وما زلنا ننقل أخبارهم سلبا أو إيجابا، وقد تكون إيجابياتهم أكثر من سلبياتهم. كما غطينا حادثة الباحة وحوادث الرياض ونقلنا أخبارهم وتطرقنا للاتهامات الموجهة للهيئة وتعدي رجالها.

ربما هذا أحد أسباب الفتور في العلاقة؟

بالعكس، لكن ربما كان لديهم توجه أو توجيه لعدم تسريب الأخبار، لكننا حتى الآن ننقل بعض الأخبار عنهم. إلا أن المتلقي الآن لديه اهتمامات أخرى غير أخبار الهيئة مثل الأحداث والتطورات العربية وأحداث الساحة المحلية.

ما سر تركيزكم على الأخبار الفضائحية؟

صحيح، ننشر مثل هذه الأخبار، حتى الصحف الأخرى تنشرها، لكن المشكلة أن العين على "سبق"، في حين أن بعض الصحف الأخرى تنشر ولا يهتم بها مثل ما ينشر عندنا، ودعنا نسمها حوادث، وهي مقروءة أكثر، كما أنها تهم البلد، والبعض يقول إنها قد تشوه سمعتنا، لكن لا بد أن نعترف بواقعنا، الأمر الآخر هناك جهات مختصة ترصد ما يكتب في الصحف سوى جهات أمنية أو رقابية وتقدم تقارير، وترصد المناطق والأماكن التي تكثر فيها المشاكل أو الجريمة، ويجب ألا ننظر إليها بمنظور سلبي، بل إيجابي، نحن نتلقى اتصالات من فتيات عن تعرضهم لابتزاز ونحولهم إلى جهات مختصة في الهيئة التي تتولى الموضوع، وبعض الأخبار تكون لها عظة. ولا أخفيك أن الأخبار الحكومية لا يكون لها قراء مثل تلك الأخبار التي نسميها حوادث أو أخبار ضبط، وليست فضائحية.

الملاحظ أن الردود على المواضيع في "سبق"من قبل الزوار لا تعتمد على ضوابط لذلك تجد الكثير من الردود الخادشة أو التجريح وبعيدة عن المهنية؟

توجد ضوابط، لكن – مع الأسف - بعض التعليقات تتم إجازتها دون قصد، والآن لدينا 30 موظفا وموظفة يختصون بعملية التعليقات على مدار 24 ساعة وخضعوا لدورات مكثفة وقدمنا لهم بعض اللوائح ومحاذير بعض المفردات، لكن الموظفين تختلف أفكارهم. كما أيضا بعض اللهجات من منطقة إلى أخرى يختلف معناها، ولا ننكر هذا الشيء، لكن الوضع الآن اختلف ورصدنا ملاحظات عدة، واستحدثنا إدارة للجودة حول التعليقات.

كيف ترى واقع الصحف الإلكترونية حاليا؟

هذا زمن الصحف الإلكترونية، حتى إن الصحف الورقية توجهت للصحف الإلكترونية، وما زالت هناك فوضى في الصحف الإلكترونية، لكن جمعية الإعلام الإلكترونية، وهي في مرحلة التأسيس، تعمل على وضع معايير وضوابط لتنظيم عمل الصحف الإلكترونية وإصدار التراخيص، وهذا ما سينظم العمل الإلكتروني من صحف أو مدونات سمعية أو مرئية.

ما التشريعات التي يتطلبها الإعلام الإلكتروني؟

الآن وزارة الثقافة تمنح التراخيص شريطة أن يكون رئيس التحرير يحمل مؤهلا جامعيا، ولدينا الآن أكثر من 800 صحيفة إلكترونية مرخصة، والوزارة تتابع كل الصحف، وكل يوم نتلقى اتصالا أو اتصالين واستفسارات حول بعض ما ينشر، وبالنسبة لي يجب أن يكون رئيس التحرير قد مارس العمل الصحافي وأن تكون الصحيفة تحت مظلة شركة أو مؤسسة كي يكون عملها مؤسسيا ويشترط على المؤسسات تدريب الموظفين، لأن أغلبية محرري الصحف الإلكترونية لا يستطيعون تحرير خبر، بل بعضهم ينسخ ويلصق من صحيفة إلى أخرى.

الملاحظ أن الصحف الإلكترونية ومنها "سبق" ما زالت تفتقد الموثوقية من المتلقي؟

لا، بالعكس، وأنت ترى الآن على الشاشة نحو 14 ألف زائر لـ "سبق"، ويوميا "سبق" تستعرض عشرة ملايين صفحة، وهي صحيفة وليست منتدى.

لكن وكالات الأنباء، خاصة العالمية، لا تنقل عن "سبق" أو الصحف الإلكترونية السعودية الأخرى؟

وكالات الأنباء الألمانية والفرنسية والإسبانية تنقل دائما عن "سبق"، واليوم خبر منقول عن السجين الذي اتهم السجناء.

هذا من الأخبار الفضائحية؟

لماذا فضائحية.. أنتم قد لا تنشرونها، لكن نحن نصل إلى أعلى سقف الحرية، ولا نتجاوز الخطوط الحمراء في حين صحف أخرى بعيدة عن الخط الأحمر. وبالمناسبة ساهمت "سبق" في شراء 17 منزلا لبعض العائلات الفقيرة نتيجة لنشر معاناتهم في "سبق" ونشرنا إلى الآن 945 حالة في شهر وتم التجاوب مع 821 سواء لقضاء ديونها أو العلاج أو إنهاء معاملتها، وجميع الجهات الحكومية متعاونة. وآخرها تجاوب الأمير متعب بن عبد الله رئيس الحرس الوطني مع حالة مرضية ووجه بنقلها إلى مستشفى الحرس الوطني.

تقولون إنكم أكثر قراءة.. لكن الإعلانات ما زالت ضعيفة لديكم؟

غير صحيح.. "سبق" تحقق إعلانات لم تحققها صحيفة ورقية أخرى من مردود الإعلان، وقبل أيام تبرعنا لجمعية إنسان بنحو عشرة ملايين ظهور وقيمتها مليون ريال، لأن الإعلانات لدينا بالظهور، والمليون ظهور بـ 25 ألف دولار، لكن المعلن يقول يريد مليونا في الشهر، واليوم وقعنا إعلان بـ 30 ألف دولار لمدة خمسة أيام.

المواقع الإلكترونية لم تجذب الشركات ورجال الأعمال حتى الآن؟

قد يكون ذلك صحيحا، لكن إعلاناتنا قوية، كما أننا وقعنا عقدا مع المسوق (شويري قروب) وهو المسوق لمجموعة MBC. ورفع الدخل خلال عشرة أشهر إلى 1200 في المائة مقارنة بالعام الماضي الذي كنا نتولى فيه التسويق، كما جددنا معهم العقد قبل أسبوع لمدة عشر سنوات بحصة تصل إلى 50 في المائة.

ما التحديات التي تواجهها الصحف الإلكترونية؟

الحرب من الصحف الورقية.

كيف؟

بعض رؤساء التحرير ما زالوا يحاربون الصحف الإلكترونية لاعتقادهم أنها سبب انخفاض المبيعات.

لكن "تويتر" اليوم يهدّد الصحف الإلكترونية؟

قد يكون "تويتر" مصدرا للخبر، لكنه في الوقت نفسه مصدر قوي للشائعات.

حتى الصحف الإلكترونية مصدر للشائعات؟

أتحدث عن "سبق"، أما الصحف الإلكترونية الأخرى فلا علاقة لنا بها.

كيف ترى التنافس بين الصحف الإلكترونية فيما بينها؟

أصغر صحيفة، نعتبرها منافسة لنا، ونحن نتابع 90 في المائة من الصحف الإلكترونية سواء كانت مناطقية أو عامة، وعندنا اجتماع أسبوعي نناقش خلاله آلية العمل، ورصد الموضوعات والأخبار التي لم نتابعها ونشرت في مواقع أخرى.

ما أصعب المواقف التي مرت على "سبق"؟

في عام 2009 حجبت الصحيفة لمدة أسبوعين، بسبب رسالة جوال عاجلة، خبر أمني عن استشهاد جندي في جازان بسبب عملية إرهابية عن طريق الفئة الضالة. وكنا متأكدين من صحة الخبر وقتها، لكن تم الحجب دون أن نعرف السبب إلا بعد فترة من رفع الحجب.

هل تراجعت عن مغامراتك لنشر الأخبار دون الرجوع إلى مصادرها؟

طبيعي.. التوجيه صائب لأن بعض الأخبار لا بد من الرجوع للجهات الأمنية لتؤكدها، ولو لم نتقيد بالتعليمات لما حققنا النجاح.

يرجح البعض أن نجاح "سبق" ينسب لرئيس التحرير السابق محمد الشهري؟

الزميل محمد الشهري نقطة بارزة في "سبق" وأعتبره مؤسسا وليس مجرد رئيس تحرير وأكنّ له كل الاحترام والتقدير، وتوجّه الآن لإصدار صحيفة إلكترونية.

بكل صراحة.. ما أسباب استقالة محمد الشهري أم أنه أقيل؟

استقال بمحض إرادته بحكم أنه سيتجه لمشروع آخر وأسّس صحيفة اسمها "المواطن"، وأتمنى أن تكون منافسة، وأنا سأدعمها، والمنافسة هي السبيل لتطويرنا.

ما طموحاتكم وخططكم المستقبلية؟

التطوير عندنا لا يتوقف، سواء تطوير الكادر البشري من حيث التدريب والابتعاث، ولدينا ثلاثة من الموظفين سيتم ابتعاثهم للماجستير في الإعلام الإلكتروني، أيضا استحدثنا مركز تدريب، وفي المجال التقني نعمل على تطوير إدارة محتوى الصحيفة، وسنطلق خدمات لاحقا وبوابتين سنفصح عنها فيما بعد، ونعمل الآن على تغطية المناطق التي نواجه فيها ضعفا مثل منطقتي الشمال والشرقية، وسنعمل على جذب كفاءات إعلامية جديدة وإطلاق قناة فضائية على الإنترنت وسنبث نشرة إخبارية محلية على رأس كل ساعة مباشرة، بجانب ميزات وظيفية لدعم استقرار الزملاء وظيفيا مثل نظام السيارات والشقق المنتهي بالتمليك، وفي 4 أيار (مايو) سيكون لدينا حفل ضخم لصحيفة "سبق" برعاية وزير الثقافة والإعلام وحضور ألف شخصية مدعوة سنكشف خلالها عن قصة تأسيس صحيفة "سبق" ورمزها وقصة نجاحها ونعلن أمورا كثيرة.

كيف ترى واقع الإعلام السعودي؟

يعيش أفضل مراحله، ولو تقرأ مقالا في صحيفة إلكترونية اليوم، لم تكن تنشر قبل سنتين.

ما ضوابط استقطاب الكتاب لديكم؟

منذ ثلاث سنوات ركزنا على الكتاب الجدد كي يتطوروا ويكونوا أحد أعمدة الصحيفة ونعمل على قياس المقالات، وهناك صعود ملحوظ. كما استقطبنا كتابا معروفين مثل أحمد الحوت من وزارة الثقافة والإعلام والدكتور سعود المصيبيح من وزارة الداخلية، والدكتور عبد الرحمن القحطاني من وزارة الصحة، وحاولنا أن ننوع الكتاب على حسب المجالات. وهم مواظبون أكثر منا وبعض الكتاب تمنح لهم مكافآت تصل إلى ستة آلاف.

ما الفوارق حاليا بين الإلكترونية والورقية من وجهة نظرك؟

الورقية عندها وقت أن تعمل على الخبر، لكن الإلكترونية تحتاج إلى سرعة التعامل مع الحدث، وهو ما يسبب لبسا لدى بعض الصحف الإلكترونية وقد يوقعها في الخطأ.

تهاجمون بعض القطاعات وميالون لقطاعات تزودكم بالأخبار؟

لم نهاجم، لكن ننتقد، وهو حق مشروع لكل جهة إعلامية وانتقدنا "الصحة" ووزارة التربية والتعليم والوزارات التي لها علاقة بالمواطن وخدماتها لا ترتقي بالمواطنين، وهناك جهات تتواصل معنا لتوضيح وجهة نظرها وبعض الجهات ترفض الرد.

القطاع الخاص لا تنتقدونه؟

بالعكس، وعلى سبيل المثال شركة الاتصالات، فلنا تواصل مع المهندس نواف الشعلاني عندما ننشر موضوعا عن "الاتصالات" ونجد منه التجاوب والرد بالتوضيح حول ما نتطرق إليه في "سبق"، وشركة الاتصالات المتكاملة نشرنا تقارير بأنها تحتجز أموال المساهمين، كما أن الاتفاقية مع الشركة المسوقة تتضمن فصل الإعلان عن الموضوعات التحريرية.

هل أنت مستمر في رئاسة التحرير؟

أنا مؤسس وتوليت إدارة الصحيفة في البداية ومكلف حاليا، وقد أستمر، أو أتنحى متى ما وجدت الشخص المناسب لرئاسة تحريرها، خاصة أن الصحيفة تمول نفسها ذاتيا.

هل لديكم محررات؟

نعم، ويعملن من منازلهن بحكم أن المقر لا يحتمل وجودهن، لكن خلال ثلاث سنوات سننتقل لبرج خاص بـ "سبق" على الدائري الشمالي، ولدينا سبع محررات و18 مشرفة للتعليقات.

الأكثر قراءة