بين مطرقة البطالة وسندان الشركات المشغلة

بين مطرقة البطالة وسندان الشركات المشغلة

بين مطرقة البطالة وسندان الشركات المشغلة

تستقيظ صباحا تستأجر سائقا لتبدأ جولتها الصباحية في البحث عن وظيفة مناسبة لمؤهلاتها العالية تتنقل بين الشركات المشغلة التي بدروها تغري هذه المسكينة بعروض مضللة وباخسة لها ولحقها ولمؤهلاتها تطير فرحا بعروضهم وتصدم بواقع مرير عند مواجهة حقيقة هذا السراب.

تقدم الشركات المشغلة لبعض الجهات من البنوك أو الشركات الكبرى بل وحتى الجهات الحكومية عروضا وظيفية تغري الباحث عن العمل وتبث الأمل في داخله ولكنها في حقيقتها كشخص يطعنك وهو يبتسم لك، بتأمل بسيط لعروض هذه الشركات والهدف من وجودها وكثرتها هذه الأيام نجد أنها بمثابة المؤامرة التي تحاك ضد هذا الموظف أو الباحث عن العمل المتأمل المسكين.

فالجهة الأولى تخلي مسؤوليتها تماما من الموظف وترمي بالمسؤولية على الجهة الأخرى (الشركة المشغلة)التي تجلب الموظف وتوظفه بعقد عمل معها بعد أن (تلهف)نصف الراتب الذي تقدمه الجهة الأولى.

التساؤل المهم الذي يجب أن يعرف اجابته الباحث عن العمل ،ماالفرق بين كوني موظف بالجهة الرئيسية أو بالجهة المشغلة ؟

أول ركن مهم يفقده الموظف لدى الشركة المشغلة (الأمان الوظيفي) فما بين الانتقال بين شركة مشغلة وشركة مشغلة أخرى قد يضيع الموظف وتضيع حقوقه الماديه والمعنويه وسنوات الخبرة التي قضاها وسيظل يركض لاهثا وراء حلم الترسيم.

الركن الثاني المهم الذي يفقده موظف الشركات المشغلة هو (التطور الوظيفي كمركز وظيفي ومادي) الهدف الأساسي من تخلي الجهة الرئيسية عن الموظف ورميه على الجهة المشغلة ضمان عدم مطالبتة بالترقية في حال استمراره مدة طويلة أو حتى في حال أنه أثبت جدارته وكفاءته وهذا غيب حافزا مهم يدفع الموظف لبذل الجهد والعطاء والابداع الوظيفي والاستمرار.

ولعل أبرز مثال على ما ذكر ما حدث للمعلمات السعوديات التابعات لاحدى الشركات المشغلة للسنة التحضيرية في أحد الجامعات السعودية حيث تم طردهن والتخلي عنهن بدون أسباب واضحة وبدون أي عقوبات وقعت على الشركة المشغلة أو على الجامعة.

ولايزال الشباب مشتتين مع الشركات المشغلة ومازالت طاقاتهم تمتص بدون أدنى رحمة ومازالوا يحلمون بالترسيم ومازالوا عالقين بين مطرقة البطالة وسندان الشركات المشغلة .
الى متى الاستغلال والتلاعب بطاقات الوطن؟ الى متى يتم هدر هذه الموارد البشرية الغنية ؟

الأكثر قراءة