الحمية والصحة

الحمية والصحة

الحمية والصحة

يُحكى أن أحد الملوك جمع أطبائه ذات يوم في مجلسه و أمرهم أن ينتخبوا أربعة منهم ليجيبوا على سؤاله. فقام الأطباء واختاروا أربعة من فضلائهم. فسألهم الملك : ما هو الدواء الذي لا داء معه ؟

فأجاب الأول : الدواء الذي لا داء معه هو حب الرشاد ، وقال الثاني : الدواء الذي لا داء معه هو الإهليلج ، وقال الثالث : الدواء الذي لا داء معه هو الماء الحار

وسكت الرابع, وكان أعلمهم, برهةً ثم أجاب : حب الرشاد يجلب الرطوبة ، والإهليلج يجفف المعدة ، والماء الحار يرخيها. ولكن الدواء الذي لا داء معه هو : أن تأتي الطعام وأنت تشتهيه و أن تقوم عنه و أنت تشتهيه. فأعجب الملك بكلام الرابع و أكرمه.

أن تقليل الطعام سرٌّ من أسرار حفظ الصحة. فمن المعروف أن الامتلاء و الشبع وقلة الحركة لها تأثير سلبي على صحة الفرد. ولنا أروع الأمثلة في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "ما ملأ ابن أدم وعاءً شرٌّ من بطنه ، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه. فإن كان لا محالة ، فثلثٌ لطعامه ، و ثلثٌ لشرابه ، و ثلثٌ لنفسه" رواه الترمذي.

فالتّخمة منهيٌّ عنها في جميع المدارس العلاجية فهي تستوجب ضرراً بالغاً. فمعها يصعب الهضم ، وتثقل الحواس ، ويتبلّد العقل و الإدراك ، ويغلب النوم والفتور ، وتضعف العزيمة ويقلّ الصبر.

وقد طغت الحياة العصرية على عدد من المجتمعات و تولّدت معها وسائل الرفاهية وقلّت الحركة وزاد النهم والأكل خاصة من الأطعمة المشبّعة و الدسمة. وقد نتج عن ذلك ارتفاع معدلات السمنة و الأمراض المرتبطة بها مثل السكري و الدهون والضغط وغيره.

وقد نشرت صحيفة الشرق الأوسط في عدد 14 سبتمبر عام 2008 أن معدلات السمنة في الولايات المتحدة تجاوزت 30%. وفي الأردن نحو 50% ممن تعدوا 25 عاماً يعانون من السمنة. أمّا في السعودية فإن معدل السمنة في المجتمع يتجاوز 35%. واحتلت المنطقة الغربية المرتبة الأولى من حيث ارتفاع نسبة السمنة تليها المنطقة الوسطى في المرتبة الثانية بينما كانت معدلات السمنة هي الأقل في المنطقة الجنوبية.

الأكثر قراءة