«جدة التاريخية» .. لؤلؤة تاريخية في قلب العروس

«جدة التاريخية» .. لؤلؤة تاريخية في قلب العروس

في قلب مدينة جدة السعودية المترامية الأطراف والمتشابكة العمران المطلة على البحر الأحمر، تكمن "جدة التاريخية"، التي تنهض لتشكل علامة تاريخية مضيئة، حيث تطلّ بمبان تعود إلى عصور موغلة في القدم. ويعود تاريخها – حسب بعض المصادر التاريخية - إلى عصور ما قبل الإسلام، وترجح المصادر أن نقطة التحول في تاريخ هذا المكان كانت في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان عندما اتخذها ميناءً لمكة المكرمة في عام 26 هجري / 647م.
تحمل المنطقة التاريخية، التي ترجع للقرن السابع، بقايا المعمار الحجازي التقليدي، بمنازلها المبنية من الطين، التي تزينها المشربيات الخشبية بألوانها وأشكالها المميزة واستعمل أهالي جدة القدماء في بناء بيوتهم الحجر المنقى الذي يجري وضعه فـي مداميك خاصة للحصول على الأحجام المرغوبة إلى جانب الأخشاب، التي يراعى فيها المتانة. وتضم جدة التاريخية عدداً من المعالم والمباني الأثرية والتراثية، من منازل ودور وحارات ومساجد وأسواق، وكانت هذه المكونات تضج بالبشر والحياة.
وتتوزع "جدة التاريخية" إلى عدة أحياء سكنية، التي كان يطلق عليها مسمى (حارات)، وقد اكتسبت تلك الأحياء أسماءها، حسب مواقعها الجغرافية داخل المدينة أو لارتباطها بالأحداث التي مرت بها ومن هذه الحارات: (حارة المظلوم) و(حارة الشام)، التي تقع في الجزء الشمالي من داخل السور في اتجاه بلاد الشام. و(حارة اليمن)، وتقع في الجزء الجنوبي من داخل السور، وكذلك (حارة البحر)، التي تقع في الجزء الجنوبي الغربي، وتقع في هذه الحارات دور سكنية بعضها يصل إلى ارتفاع 30 مترا.
كما تضم مساجد متعددة، منها (مسجد الشافعي) و(مسجد عثمان بن عفان)، ويطلق عليه مسجد الأبنوس، ومسجد (الباشا) و(مسجد عكاش) و(مسجد الرحمة) و(مسجد المعمار)، وكذلك (مسجد الملك سعود)، و(مسجد الجفالي).
كما تضم "جدة التاريخيّة" أسواقا متعددة تحتوي على محال كثيرة تحكي قصة الماضي ونشاط الإنسان المهني والتجاري، حيث تتنوع المعروضات في تلك المحال من الأقمشة إلى الملبوسات إلى الأواني إلى المأكولات وغيرها.
وتعد المملكة العربية السعودية ممثلة في الهيئة العامة للسياحة والآثار ملفا لموقع «مدينة جدة التاريخية»، كي يسجل تراثا عالميا على قائمة لجنة التراث العالمي في منظمة اليونسكو، وهو الملف الثالث عقب تسجيل موقعي "مدائن صالح" و"حي الطريف بالدرعية التاريخية"، ومن المحتمل مناقشته في الدورة المقبلة والمزمع عقدها في شهر يونيو من عام 2014.

الأكثر قراءة