لماذا الإقبال على الشعوذة؟
الشعوذة هي أم الرذائل.. وبنت عم الدجل والاحتيال وبنت خال النصب.. وهي تنتشر حيث ينتشر الجهل.. فالمتعلم لا يقع في شباك المشعوذ بسهولة.. ولكنه مع الأسف الشديد يقع أحيانا .. ويصطاد المشعوذ فريسته عندما يحس ماذا يريد وبماذا يفكر.
الزوجة العاقر نموذج للفريسة.. إنها تحلم بإنجاب البنين والبنات، ولكن الأطباء أغلقوا في وجهها باب الأمل.. فيقوم المشعوذ بفتح الباب على مصراعيه.. ويبدأ بطلبات بسيطة تنتهي بافتراس الضحية المخدوعة والاعتداء عليها جنسيا.
ورغم التقدم الملحوظ في التعليم العام، وخاصة الابتدائي في جميع أنحاء العالم العربي.. إلا أنه ما زال الإقبال على الشعوذة، والمشعوذين والدجالين، ومدعي العلاج للأمراض العضوية المزمنة، والخطيرة، والأمراض النفسية، بواسطة الوصفات الشعبية.. ما زالت تلجأ إليهم طبقات كثيرة في أنحاء الشعوب العربية. وقد وسّع هؤلاء المجرمون مجالات عملهم لتشمل الحسد، وبسط الأرزاق، وتصنيع وإنتاج أدوات السحر والشعوذة والترويج لها، باستخدام التقنية الحديثة، وكل وسائل الاتصال المباشرة، ويجلبون أموالا كثيرة من وراء هذه التجارة القائمة على الغش والخداع وبيع الأوهام، للباحثين أصلا عمّن يبيعهم الوهم، مرة باسم "السحر الأسود".. ومرة باسم "السحر الأبيض" حسب غفلة "الزبون" المخدوع، والمريض نفسيا في واقع الأمر، ويحدد السعر حسب حالة المخدوع وحسب ساعات عمل المشعوذ الدجال، وحسب نوعية المواد المستخدمة من قبل المشعوذ والساحر الدجال في واقع الأمر، ولكن هكذا يتم استغفال المرضى نفسيا، ومص دمائهم.. وسرقة ما في جيوبهم.
والملاحظ أنه يتم إنفاق أموال طائلة على الشعوذة والمشعوذين والدجالين والسحرة، كان الأولى إنفاقها لما فيه مصلحة ومنفعة حقيقية لهؤلاء المترددين على المشعوذين، لو أنهم ذهبوا للعلاج لدى أطباء في الطب النفسي، لكان أجدى وأنفع لهم.. ويكفي أن نعرف أن العرب ينفقون خمسة مليارات دولار سنويا على الدجل والشعوذة.
على الإعلام والمساجد وكل المنابر توجيه وتنبيه هؤلاء الغافلين بحقيقة هؤلاء المشعوذين الذين يستغلون ظروف الناس الصعبة هذه الأيام، وتفشي الأمراض النفسية، والأزمات الاقتصادية والبطالة، والفقر، والعنوسة، والطلاق، وعقوق الوالدين، وكل المصائب يستغلها المشعوذون المجرمون لجيوبهم.
التوعية، ثم التوعية، ثم التوعية، للحد من هذه الظاهرة!