«ثياب الكاجول» تدفع بـ 6 شركات و 12علامة تجارية متخصصة في المستلزمات الرجالية
بعد أن ظن بعضهم أن مهنة الخياطة التقليدية انقرضت أو كادت، عادت أخيرا تلك المهنة بقوة وبرز ت فيها أسماء مصممين سعوديين استطاعوا أن يكونوا مع الأيام قاعدة تجذب العملاء من مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية.
ووفقا للمصمم الشاب مهند السعيد، فإن الرغبة في التميز والأناقة لدى بعضهم، خصوصا من فئة الشباب التي أصبحت تمثل أكثر من 60 من مجموع السكان، إضافة إلى النمو في الدخل أسهمت بشكل كبير في زيادة الإقبال على اقتناء الأثواب الرجالية التي يتم حياكتها محليا عبر محال الخياطة التي بلغ عددها، وفقا لبيانات الغرف التجارية، أكثر من 20 ألف محل في السعودية.
وأضاف أن التوسع في أعداد المصممين والخياطين أصبح يشكل منافسة حقيقية لشركات صناعة الثوب السعودي التقليدي، والتي تنحصر في ست شركات؛ نظرا لقدرة الخياطين والمصممين على تلبية احتياجات كل فرد واستيعاب رغباته في توفير الفخامة واختيار الأقمشة التي يرغب فيها، مبينا أن التغيرات التي أحدثها هؤلاء المصممون والخياطون على الزي السعودي، والتي أقبل عليها الشباب، جعل سوق الملابس الرجالية تعرف أسماء جديدة تعرف بـ«ثياب الكاجول» التي ظهرت أخيرا مطرزة تارة بأشكال زخرفية، وتارة أخرى بأشكال أضفت على الثوب السعودي نوعا من الجمالية.
وقال إنه أصبح مألوفا أن تشاهد تنوعا في الثوب الرجالي في خاماته أو في شكله، وهو بخلاف ما كان سائدا في السوق لسنوات طويلة، موضحا أن أسعار التفصيل تتراوح بين 150 ريالا و700 ريال.
وأشار إلى أن مواسم الأعياد، خصوصا عيد الفطر وموسم الإجازات وافتتاح المدارس ما زالت تمثل أكثر الفترات إقبالا على الخياطين والمصممين.
من جهة أخرى، انتقد راشد الفوزان، الرئيس التنفيذي لشركة «الفوزان وشركاه» المستثمرة في قطاع الملابس الرجالية، ظاهرة تقليد المنتجات وانتشارها في السوق السعودية، مشددا على أهمية وجود حماية للملابس الرجالية، بعد انتشار فيها التقليد وبشكل كبير خلال الأعوام القليلة الماضية، مناشدا الجهات المسؤولة، ومنها وزارة التجارة، الحد من ذلك.
إلى ذلك، أوضح أحمد العقيلي، وهو تاجر في سوق الملابس الرجالية، أنه دخل سوق الملابس الرجالية خلال الأعوام الأخيرة أكثر من 12 علامة تجارية عالمية واسعة الانتشار على المستوى العالمي في عالم الأزياء والتصميم.
وأشار إلى أنه لم يقتصر دخول تلك الأسماء على الثوب الرجالي، بل امتدت إلى مكونات أخرى في الزي السعودي كالشماغ والغتر، منها «فيرزاتشي» «لمبيرغيني» و«روبرتو كافالي» و«كينزو» و«بولغري» و«ميسوني» و«باريشلينو» وغيرها.
وتشير الإحصاءات إلى أن سوق الملابس الجاهزة في السعودية فاق الـ39 مليار ريال خلال العام الماضي، وأن نسبة النمو السنوي خلال السنوات الأخيرة فاقت الـ 5 في المائة سنويا نتيجة النمو المتزايد في عدد السكان وزيادة مستويات الدخول في المملكة.
وبين أحد التقارير المتخصصة أن سوق الملابس النسائية مثّل 54 في المائة، تليها ملابس الأطفال بنسبة 15 في المائة، وهاتان الشريحتان تمثّلان غالبية السوق، في مقابل شريحة الملابس الرجالية التي لا تزيد مساهمتها على 6 في المائة، أما الأحذية فإنها تحسب على أنها تسهم بنسبة 20 في المائة في المبيعات.. أما بالنسبة لسوق ملابس الماركات، فإنها تصل إلى نسبة 25 حتى 30 في المائة من إجمالي سوق الملابس بالتجزئة. وأوضح التقرير أن الرياض تسهم وحدها بنسبة 40 في المائة من سوق الملابس الجاهزة في المملكة، تليها جدة والدمام اللتان تمثلان 30 في المائة و20 في المائة من المبيعات على التوالي. وتطرق التقرير إلى أن المصممين السعوديين وتزايد أعداد الخياطين المهرة يمكن أن يغيروا في الحصص القائمة للمتعاملين مع سوق الملابس الرجالية، ولا سيما أن الشباب من كلا الجنسين أصبح يتمسك بشكل متزايد بالموضة واللمسات الفنية في ملابسه.