جدة .. غير!
أكتب هذه السطور لا كصحافي، ولا كاتب، ولكن كمواطن يسكن ''جدة'' منذ مولده حتى الآن .. لقد شاهدت وعشت ونموت في ''جدة'' وشهدت ازدهارها .. ولكن لم أرها أبداً في مثل حالتها التي عليها الآن .. في مواجهة مشكلة ''المياه الجوفية'' التي أصبحت تهدد - حسب كلام الخبراء - أساسات المنازل، وتسهم في إضعاف التربة، خاصة أن ''جدة'' ما زالت تعاني مشاكل في شبكات الصرف الصحي، وأن بعض الأحياء في ''جدة'' مثل حي ''الحرمين'' في وضع خطير، ويجب تدارك الأمر قبل وقوع كارثة - لا سمح الله - في أحد هذه الأحياء المهددة بالغرق في الصرف الصحي، والمياه الجوفية معاً، وقد حذرت ''هيئة المساحة الجيولوجية'' (''الحياة'' - في 22/2/2013) بأن أحياء ''جدة'' التي لا تحوي شبكات تصريف خطرة، وكنت أتمنى من ''هيئة المساحة الجيولوجية'' أن تكمل معروفها وتدلنا على أحياء ''جدة'' التي بها ''تصريف''!!
عشرات المقالات كتبتها، وكتب غيري، وقد حذرنا، ونبهنا، ورجونا، ولكن لا حياة لمن تنادي .. إن خطر تعثر مشاريع ''الصرف الصحي'' وازدياد منسوب ''المياه الجوفية'' وازدياد تسرب المياه الصالحة للشرب إلى باطن الأرض، وانتشار المستنقعات في كثير من أحياء ''جدة غير'' ساهم، وساعد على انتشار ''حمى الضنك''، و''الجرذان'' و''البعوض''، و''الزواحف'' والحشرات بكل أشكالها وأنواعها، وذلك نتيجة تردي مستوى النظافة وتدهور الوضع البيئي لمدينة ''جدة'' ولبحرها - إي والله - ولشواطئ ''جدة'' التي تتعرض منذ 20 عاماً وأكثر لضخ وتسرب مياه المجاري، والمياه الجوفية، إلخ ... أما الحديث عن الخدمات الأخرى مثل الصحة والتعليم والطرق .. فلا مجال له في هذه العجالة.
بين ''الصرف الصحي''، و''المياه الجوفية'' و''المستنقعات''، وتسرب المياه الصالحة للشرب، بعض أحياء ''جدة غير'' .. تغرق .. تغرق .. تغرق!! فهل من منقذ يأخذ بيدها ويعيد لها شبابها ورونقها؟!
قرأت أخيرا .. أن هناك ''دراسة'' توصي بإغلاق جميع مصادر التلوث في شواطئ ''جدة غير''. لسة يدرسون .. يا عيني.