سلوكيات للصحة العامة
سلوكيات للصحة العامة
تتنوع أسباب الأمراض في الغالب ما بين العضوية و النفسية ويجمع بينها سلوكيات لها تأثير مباشر في تفاقم أو إنحسار شدة الأعراض. فمثلاً نزلات البرد و الإنفلونزا سببها جرثومي (عضوي) يصاب المريض معه بالخمول و عدم الرغبة في الحركة وتغير في المزاجية والحالة النفسية. و يُنصح المريض عادة بالراحة و شرب السوائل الدافئة و الطعام الصحي أملاً في تسريع الشفاء وتقليل المضاعفات المحتملة للمرض مثل التهابات الرئة والشعب الهوائية.
فسلوكيات الشخص لا تساعده في الشفاء من المرض فقط ولكنها أيضاً عامل وقائي ضد المرض. فزيادة الوزن والسمنة تتأثر كثيراً بالسلوك الفردي للشخص فالإسراف في تناول الأطعمة و السوائل خاصة غير الصحية و عدم ممارسة الرياضة بانتظام هي في الغالب أسباب رئيسية لزيادة الوزن و السمنة. وعندما يبدأ الشخص في برنامج خاص للحمية فهو أساساً يبدأ في تغيير سلوكيات محددة عنده. مثل الحرص على تناول السلطات والخضروات و الفواكه والإبتعاد عن الأطعمة السريعة والمصنعة و المشروبات الغازية و تجنب الأطعمة الدسمة والمقليات وتنظيم الوجبات وممارسة الرياضة بشكل يومي. وبذلك يتم قبول وتبنّي قناعات إيجابية وتفعيلها والإستمرار عليها وتغيير النمط السائد الغير صحي ومع الوقت تبدأ هذه القناعات في الرسوخ وتصبح سلوكاً عاما عند الشخص بل و قد يصل تأثيرها إلى من حوله.
فإذا قامت الأم أو الأب بتفعيل هذه السلوكيات في المنزل ويعيشها بقية أفراد الأسرة فهي غالباً ستتحول إلى قناعة وسلوك عام لدى بقية الأفراد. وينطبق ذلك على الأصدقاء وزملاء العمل أيضاً. فكما أن العادات السيئة مثل التدخين و المخدرات ممكن أن تعدي وتنتقل بين الأشخاص ضعيفي الإرادة. فكذلك العادات الجيدة يمكن أن تنتقل و تعدي بين الأشخاص الباحثين عن الأفضل. فالإنسان يستطيع أن يكون رمزاً إيجابياً مؤثراً فيمن حوله إذا ما هو استطاع أن يتغير في سلوكه و منهجه الصحي.
* متخصص في الطب الطبيعي و الحمية