حتى خبزة الفقراء الحافة لم ولن تنجو منهم

والله، إنني محتار من التجار؟! وأحمد الله أنني لم، ولن، أكون منهم ولم يعد، بالعمر، بقية، وأذكر قبل الدخول في المقال حقيقتين، وليست نكتتين تؤكد أن دجل بعض التجار وتدليسهم، والاستخفاف بعقول المستهلكين أولاً، والجهات المعنية رسميا ثانياً وزارتي البلديات، والتجارة، تحديداً قبل 15 عاما، كنت أقيم في الخبر كان كيس خبز الشرائح المعتاد حجماً وسعراً من 1.5 إلى ريالين "التوست حتى لا يزعل الأمريكان؛ لأنهم أول من أدخلوه السعودية لوجود جاليتهم الكبيرة"، وفجأةً ظهر كيس توست بحجم أصغر من القالب القديم ووزن أكثر قليلا وغلاف جديد كتبوا عليه (نصف الخبز الفاخر الممتاز المنقى بعناية من مزارع تسقى بالأمطار، ومعقمة بالأوزون، حجم خبز العائلة وبسعر خمسة ريالات!) كتبت للجهتين المختصتين متحفظاً ومعترضاً وسلمته بيدي لرئيس بلدية الخبر الملحم، ولفرع وزارة التجارة، ولم أجد المدير العام، وسلمته لمساعده وحتى اليوم لم أسمع تفاعلاً أو أي رد!
الحالة الثانية: تاجر الثوم يستورده ببواخر من الصين سائباً إلى ميناء جبل علي في دبي، وهذا استنتاج مني، وربما مباشرة لميناء الدمام! ويبدو أن نقله وتخزينه ليس جيداً؛ لأنه قد فقد جزءاً من خواصه؟ جاف وباهت اللون، والأدهى والأمر، وهو بيت القصيد، يكتب على الكرتون بخط كبير "الثوم الصيني الأصلي" فهل يوجد ما يستخرج من الأرض ما هو "أصلي وتقليد" - وحسب علمي البسيط أن الثوم نوع واحد هو والبصل يزرعان في التربة ولا يصنّعان ولا تتدخل يد الإنسان في تركيبتيهما وشكليهما وحجميهما ووزنيهما. إذا استويا تم قطفهما وبيعهما، فاضحكوا شر البلية ما يضحك؟!، ولم يتصد لهم أي مسؤول! لذا عاهدت الله أن أذكرهما مع ما هو أخطر وأهم (النقص، بالمكيال، والميزان، وزيادة الأسعار للمواد الغذائية الأساسية) في كل مناسبة، وسياق، وعند كل مسؤول وكلنا مسؤولون لأبرئ نفسي أمام الله؛ حتى تقتص المراجع وتوقفهم عن هذا الدجل والتدليس والتغرير والاستخفاف بعقول المستهلكين، والرسميين والمتاجرة برغيف البشر وقوتهم، وتختفي هذه الظواهر.
هذه مقدمة أملتها الضرورة، فاربطوا الحزام أعزائي: عبد العزيز الفكي، وخاصة فهد السلمان جايكم!
مش معقول، أخيراً تفاعل فرع وزارة التجارة في الدمام؟ بعد 15 عاما يحاول الرد عليَّ؟! أكثر وزارةٍ كتبت عنها هي التجارة وعن كل شيء وبنطاق اختصاصاتها الكثيرة؟ في عهد الوزراء، السابق، والأسبق والحالي!، كتبت عن الخبز تحديداً خمس مرات، تعليقات وتغريدات بموقع الوزير الحالي لتميزه بتواصله الجماهيري، غير المسبوق وناشدت الوزارة، والبلديات تحديداً عن وجود بعض الخلل والتجاوزات من بعض ضعاف النفوس من التجار؟! والتلاعب بالمكيال، والميزان، كما قال المثل لابن الوردي بمصر "فعلت كذا على عينك يا تاجر"، وحددت السلع الغذائية، الأساسية: "الخبز بأنواعه، الرز بأنواعه، القهوة بأنواعها، الشاهي، السكر، الطحين، زيوت الطعام، والقلي، وزيت الزيتون"، وكتبت عن الملحقين التجاريين، والمواصفات والمقاييس، وهيئة المحاسبين، والمنافسة، وحماية المستهلك، والمناطق الصناعية، والغرف التجارية وأزمات الحديد، والأسمنت، والدجاج، و.. و.. و..... إلخ.
قبل أيام طالعنا الزميل الأخ عبد العزيز الفكي من الدمام؛ بهذا الخبر أو التقرير، الملغوم، كأنه مرتب له ليمهد ويصب لندب ونواح رئيس قسم (الخبازين) في الغرف التجارية وتوجهه لتعديل الأسعار، بالرفع والأوزان بالعكس، وإن لم يقلها فقد نفذها بعضهم؟! وهذا التقرير هو الذي حرك شجوني لأستدعي شيئا من الذاكرة؟! وفي المقطعين الأول والثاني يلحظ القارئ التناقض الواضح العجيب! ولست متأكداً أو لم أفهم حتى اللحظة من الأسطر السبعة الأولى أهو كلام وقول الفكي؟ أم المصدر المسؤول؟ وإن كان الأخير فهل هو في فرع التجارة في الدمام؟ أم في المركز في الوزارة في الرياض؟! حيث قال إن هامش الربح الذي تحققه المخابز يعد جيداً، ثم عاد وقال إن وجود منتجات غير الخبز لا تخضع لتسعيرة محددة من الوزارة كالفطائر والكريك والمعجنات، ونسوا أنواع الشابورة ما يحبها وتحقق ربحية جيدة، تأملوا الدقة في الدراسة وتعريف الربحية؟! كيلو الطحين، المدعوم، من الحكومة، باعتراف المصرح المسؤول، يكلف 90 هللة ويباع معجنات وشابورة وهي لعبتهم المفضلة! بأرباح من 700 إلى 900 في المائة، ويقول أرباح جيدة وهي فلكية فوق ممتازة عدة مرات حتى أنا لا أجيد تعريفها "ركزوا هذا اللغم الأول وضوء أخضر للخبازين، لا سقف لها ارفعوا..؟!"، ويؤكد المصرح والصحافي بالربحية الجيدة، ودليلهم اقتبس "إن زيادة عدد المخابز العاملة دليل على العوائد التي تجنيها"!
وفي الجهة المقابلة، الفقرة التالية يفصح الأستاذ فهد السليمان رئيس قسم الخبازين في مجلس الغرف قائلاً:
اقتباس 2: "إن 5400 مخبز يعمل في السعودية، ويستغيث بأنها مهددة وتواجه خطر الخروج من السوق بسبب ارتفاع تكاليف التشغيل وثبات الأسعار والأوزان منذ 35 عاما، وأن المخابز تواجه أوضاعا مالية صعبة؛ لعدم تحقيق هوامش ربحية!؟ وتكبدوا خسائر.
اقتباس3: "ويطلب الاستنفار وتحركاً سريعاً من الجهات المعنية لمعالجة أوضاع المخابز لتتمكن من الاستمرار!).
مساكين تسونامي قادم يكنسكم؟ لن أشكك بدوافعه وأقول أنه وأقرباؤه أصحاب منافع ومصلحة؟
لأني لا أعرفه، وليس بيدي أدلة علمية على ادعائه بالخطر الداهم! ولكن أقول كلاماً مرسلاً ومبالغة وتهويلاً حتى المحاسب الذي قام بالدراسة يملكها حسب الطلب؟! وأهمس في أذن السليمان إن معشر الخبازين يتمتعون بمزايا نسبية لا يحصل عليها أي خباز في الكرة الأرضية، الحكومة سخية معكم الكهرباء، والماء، دعم الدقيق، من أرخص البلدان في العالم وأجور العمال المستوردين العاملين في المخابز من أقل الأجور في الدول النامية؟! ولا ضرائب تذكر والله أعلم بنصاب الزكاة العشر الذي يدفع 2,5 في المائة من صافي الأرباح، ومعدات الخبز الأوتوماتك ونصف أوتوماتيكي الأرخص؛ لأنها معفاة من الرسوم الجمركية و.. و.. و.. و... تعبت كلامك مردود عليه حتى تثبت العكس، والله أعلم ومن وراء القصد،،

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي