منوعات

سوق الأغنام في مكة.. هايبر كبير لبيع «النشوق»

سوق الأغنام في مكة.. هايبر كبير لبيع «النشوق»

لم تكن "أم فيصل" على علم بما يحتويه أحد الأكياس المخبأة في أغراض أبنائها وظنت أنه "بخور معمول" يستخدم في تبخير المنزل كعادتها، وبعد أن أعدت الجمر ارتابت من الرائحة التي سكنت المنزل وأصرت على أن هذه المادة ليست عادية وأنها تخبئ في ثناياها خطأ جديدا ارتكبه الأبناء وذهب ظنها إلى أن هذه المادة ليست للاستخدام الآدمي، ولم تكتف أم فيصل بالفرجة، ولكن بعد التحقيق مع أبنائها اكتشفت أنه "النشوق" وهو مادة مخدرة تستخدم كبديل للتدخين توضع داخل الفم تحت الشفاه. وتكثر موارد هذه المواد في مكة، حيث ينشط باعتها في أماكن بيع الجراك والمعسل، ويتجولون في المناطق المفتوحة على مشارف مكة، ويستهدفون الرعاة والمراهقين وفئات عمرية مختلفة، وفي بعض الأحيان يتم صناعتها وترويجها في أسواق الأغنام والحظائر المتناثرة في مراعي مكة، ويتم ترويجها هناك كنقاط للتوزيع، وتراوح أسعارها ما بين ريال وريالين. وللنشوق مخاطر عدة والأرجح منها هو سرطان الفم، حيث ذكرت تحذيرات طبية أن هذه المواد تحتوي على مواد تؤثر بشكل مباشر على الجهاز التنفسي والهضمي والمستخدم يتجه لها بغرض تعديل المزاج واستجابة لنداء الإدمان يُرجع إليها التأثير الفارماكولوجي الإدماني لنيكوتين عبارة عن مادة شبه قلوية شديدة السمية، والجرعة القاتلة منها لشخص بالغ تقدر بنحو 40-60 ملليجراما فقط ويؤدي إلى تهيج وتنبيه يتبع ذلك تهبيط لوظائف العقد العصبية، وتنتج عنه أعراض التسمم بالنيكوتين تشمل الغثيان والتقيؤ وزيادة في إفراز اللعاب وإفراز الدموع، والشعور بالحرقة في الفم والحلق والصداع وارتفاع ضغط الدم، وسرعة حركات القلب، وسرعة وزيادة معدل التنفس. وفي السياق ذاته طالب تجار الأغنام في السوق بضرورة تدخل الجهات الرقابية وخصوصا أمانة العاصمة المقدسة، للقضاء على ظاهرة تصنيع "النشوق" في السوق، التي أضرت روائحها بمرتادي السوق، وصغار السن الذين يأتون ويغرر بهم ببيع هذه الآفة الضارة لهم. يقول محمد النفيعي، تاجر مواشٍ، بدأت ظاهرة بيع النشوق وتصنيعه في السوق على العيان، وانتشار ذلك بشكل ملفت منذ سنوات قليلة فقط، حيث كان في السابق يباع في الخفاء ولا يجرؤ أي مصنع أو بائع له بالبوح به سواء داخل السوق أو خارجها. وأضاف النفيعي، ولكن الآن أصبح البيع علنا في السوق، وهناك كبار المصنعين له من الجالية السودانية، التي تختص بهذا النوع من المنتج، ولا بد من تدخل فرق صحة البيئة أو الجهات الأمنية لضبط السوق من المتاجرة بـ "النشوق" الذي يعد أخطر من جميع أنواع الدخان، نظرا لاحتوائه على مكونات خطيرة جدا ومضرة على صحة الإنسان. من جهته أكد الدكتور محمد فوتاوي، مدير إدارة صحة البيئة، في أمانة العاصمة المقدسة، أن هناك جولات رقابية وميدانية تجوب أسواق الأنعام في مكة المكرمة، وذلك لرصد جميع الظواهر السلبية التي من ضمنها ظاهرة بيع "النشوق"، مطالبا في الوقت ذاته من المواطنين أو من الذين يعلمون بالأشخاص الذين يصنعون أو يبيعون ذلك "النشوق" بسرعة الإبلاغ عنهم لرصدهم والقبض عليهم. وأبان فوتاوي، أن هناك إحصائية تصدر من إدارة صحة البيئة، تتضمن الإنجازات التي حققتها الإدارة في القضاء على عدد من الظواهر السلبية، وهذه الإحصائية تصدر على شكل أسبوعي وشهري، ومما لا شك فيه أن الإحصائية تتضمن عدد المقبوض عليهم بسبب تصنيع وبيع "النشوق".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من منوعات