البحث عن المصرف صائد الجوائز
لم أفاجأ بخلو ''الأجواء'' الصحافية من الإعلانات المدفوعة الثمن لبعض المصارف السعودية، التي انتشرت في السنوات الأربع الماضية، واختفت فجأة مع هبوط الأرباح، فقد كان هناك تنافس محموم بين بعض المصارف السعودية في الحصول على ''جوائز'' المجلات المعروفة .. وغير المعروفة، التي تعتبر عالمية لدى الجهة الفائزة بالجائزة، وبالطبع لا يتطلب الحصول على هذه الجوائز معايير، ولجنة تحكيم .. وخلافه .. وكم كنت أتمنى - وما زلت - من المصارف التي تتفنن في الجوائز إياها أن تحسن خدماتها المقدمة للعملاء، وأن تجد حلولا عملية لما يسمى ''تحديث البيانات''، بحيث يتم إخطار العميل قبل إقفال حسابه، وأنا شخصياً عندي حساب لدى أحد مصارف الجوائز، يتم قفله سنوياً مرتين دون إنذار، مع قيامي بالتحديث في كل مرة!
لهذا تمنيت من مصارف ''الجوائز'' تحسين خدماتها كي ''تكيد الحسّاد'' من أمثالنا .. خصوصا المصرف ''صائد الجوائز'' الذي لم يترك جائزة عالمية إلا حصدها، العام تلو الآخر .. حتى لو تغير اسمها، فتارة ''أفضل مصرف سعودي'' .. وتارة ''أفضل ما في الشرق الأوسط'' .. مع الأسف في حال متابعة المصارف الخليجية أيضا تجدها تفوز بالجوائز نفسها، وفي الجهات نفسها .. وطبعاً في العام نفسه. وحتى المصارف – حديثة الإنشاء – عندنا تحصل على أرفع الجوائز، والشهادات العالمية .. ولا جائزة أو شهادة وحدة ''محلية'' يا سبحان الله! أحد هذه المصارف الحديثة حصل في عام 2007 على جائزة ''أفضل بيئة عمل'' .. وفي عام 2008 أعلن المصرف نفسه إعادة تعريفه لاستراتيجيته المعرفية. وإعادة تطوير، وترتيب البنية التحتية لمجموعة نشاطاته وخدماته المعرفية، والاستشارية والاستثمارية، عجيب والله .. أليست الاستراتيجية السابقة كانت هي السبب وراء الحصول على الجوائز؟ّ!
المشكلة لدى البعض هي الرغبة في الظهور، بأي وسيلة، والاستخفاف بعقول العملاء، والقراء والمراهنة على ذاكرتهم القصيرة، وعدم وجود حساب .. وأتمنى من مؤسسة ''النقد'' المعروفة بصرامتها وجديتها .. أن تحرص كل الحرص على عدم تكرار ''إعلانات الجوائز'' غير المعترف بها، والصادرة في إحدى المجلات طبعا مقابل الإعلان فيها.
إن ما تفعله بعض المصارف عندنا قد يصلح للدعاية ''لفيلم'' أو ''مسرحية'' .. ولكنه لا يصلح دعاية للمصارف التي يجب أن تتصف بالرصانة، والجدية، والاحترام!