وزير المياه: لا ضرر من وجود محطات المعالجة داخل التجمعات السكنية
كشف المهندس عبد الله الحصين وزير المياه والكهرباء عن عدم وجود نية لدى الوزارة لنقل محطة معالجة مياه الصرف الصحي جنوب الرياض، مضيفاً أنه كانت هناك دراسات سابقة في عام 1422، حيث اقترح وضع بدائل لمواقع محطات الصرف الصحي المقترحة في المخطط الإرشادي للصرف الصحي للعشرين سنة المقبلة، وتأثيراتها البيئية، وتم التوصل إلى قرار الموافقة على إبقاء محطة معالجة الصرف بمنفوحة، وعلى ضوء ذلك استبعد مقترح نقلها في حينه.
وقال"إن وجود محطات المعالجة داخل التجمعات السكنية لم يثبت وجود أي ضرر منها وجميع المواطنين الذين تذمروا من انبعاث الروائح منها يعلمون ذلك، حيث أنشئت المحطة قبل 40 عاماً، وهذا يسبق وصول التمدد العمراني إليها، وتعمل شركة المياه على التحكم بالروائح المنبعثة من محطات المعالجة والتقليل منها".
وقال الوزير لـ "الاقتصادية" أن هناك توجها لتقليل استخدام صهاريج نقل الصرف الصحي داخل مدينة الرياض، من خلال تنفيذ شركة المياه لأكثر من 100 مشروع صرف صحي تصل تكلفتها إلى 2600 مليون ريال، عن طريق تمديد شبكات جديدة يصل طولها إلى 2.300 كيلومتر، ويقدر إجمالي أطوال الشبكة 5800 كيلومتر تسهم في ربط التوصيلات المنزلية بمحطات المعالجة، ويتوقع أن تغطي 68 في المائة من المناطق المأهولة بالسكان، وسيصل عدد العملاء حينها إلى 270 ألف عميل من نحو 400 ألف عميل في مدينة الرياض.
وأوضح الحصين أن شركة المياه الوطنية تعمل على تنفيذ محطة للمعالجة البيئية، في الحائر جنوب الرياض بطاقة استيعابية تبلغ 400 ألف متر مكعب لليوم الواحد وبتكلفة إجمالية تقدر بأكثر من 293 مليون ريال، وتجاوزت أعمال الإنشاء بها نسبة 80 في المائة، وستخدم هذه المحطة أحياء شمال وجنوب شرق وغرب مدينة الرياض.
فإلى الحوار..
#2#
يشتكي سكان جنوب الرياض من تزايد انبعاثات الروائح من محطة الصرف الصحي منذ سنوات، ما الخطوات التي اتخذتها الوزارة لمعالجة الأمر؟
- كانت المرحلة الأولى من محطة المعالجة البيئية جنوب مدينة الرياض قد أنشئت قبل نحو 40 عاماً، وتصل الطاقة الاستيعابية للمحطة حالياً إلى 600 ألف متر مكعب في اليوم. وكانت المحطة في ذلك الوقت على أطراف المناطق المأهولة بالسكان وبعيدة عن التجمعات السكنية لكن مع التوسع الجغرافي الذي شهدته الرياض، بشكل متسارع أصبحت المحطة في قلب العاصمة، وهناك العديد من المشاريع التي تهدف إلى تقليل انبعاثات الروائح من محطة المعالجة. كما يتم العمل على التحكم بالروائح المنبعثة من وحدات المعالجة بالمحطة من خلال أنظمة جمع ومعالجة الغازات.
أسهم وجود محطة معالجة جنوب الرياض في انخفاض أسعار العقارات القريبة منها، سواء كانت تجارية أو سكنية، هل تمت مطالبة شركة المياه الوطنية بتعويضات نتيجة ذلك؟ وما موقف الوزارة إذا تقدم المتضررون بشكوى تطالب بتعويضات؟
- أول مرحلة من محطة معالجة الصرف الصحي تم تشغيلها قبل نحو 40 عاماً، وبالتالي فإن وجودها يسبق بسنوات عديدة التمدد العمراني ووصوله إليها كان في السنوات الأخيرة، هذا إضافة إلى أن الروائح المنتشرة في المنطقة لها عدة مصادر مثل سوق الماشية ومسلخ البلدية وعدد من المصانع، والمواطنون الذين تملكوا عقارات في جنوب الرياض بشكل عام على دراية تامة بظروف المنطقة ووجود هذه الأنشطة فيها، وكما هو الحال في جميع مدن العالم فإن مثل هذه المحطات توجد داخل نطاقات التجمع السكاني ولم يثبت وجود أي ضرر منها.
ماذا عملت شركة المياه لتطوير المعالجة البيئية للمحطة؟ ولماذا لا يتم نقلها خارج النطاق العمراني؟
- منذ تسلم شركة المياه الوطنية مهام قطاع المياه والمعالجة البيئية في مدينة الرياض نهاية عام 2008 وضعت خطة تطوير المحطة ضمن أولوياتها، ولا سيما أن نقل المحطة بالكامل يحتاج إلى العديد من الإجراءات الفنية المعقدة والمبالغ المالية الكبيرة، فنفذت الشركة حلاً مؤقتاً تمثل في بعض المبادرات الهادفة لتقليل الأثر البيئي الناتج من المحطة وفق المواصفات العالمية والمحلية.
ما أبرز المشاريع التطويرية التي قامت بها الشركة أخيراً للتقليل من تلك الانبعاثات؟
- أبرزها مشروع وحدات تجفيف الحمأة بالطرد المركزي الذي بدأت الأعمال الإنشائية فيه بداية العام الماضي 2012 وتصل تكلفته إلى 37 مليون ريال، ومن المتوقع بدء التشغيل التجريبي له في منتصف العام الجاري، ويهدف إلى زيادة كفاءة أحواض الترسيب الأولية وتطوير كفاءة أحواض التهوية التي تسهم في معالجة الحمأة بالبكتيريا الهوائية، فتمنع تكون الروائح وزيادة كفاءة خزانات هضم الحمأة التي تسهم في تحسين عمليات تثبيت الحمأة، إضافة إلى تقليص حجمها والتخلص منها، كما يهدف المشروع إلى إيقاف تدوير الحمأة التي تساعد على انبعاث الروائح وإحلال تقنيات بديلة تمنع انبعاث تلك الروائح.
هل هناك مشاريع أخرى للمعالجة البيئية لمياه الصرف الصحي؟
- طرحت شركة المياه الوطنية مشروع للترسية يهدف إلى تطوير سعة محطة منفوحة في مرحلة أولية بمقدار 100 ألف متر مكعب في اليوم، كما يهدف إلى رفع طاقة الجزء الشمالي والشرقي منها وتحسين كفاءة المياه المعالجة إلى مستوى المعالجة الثلاثية بتكلفة تقديرية تصل إلى 100 مليون ريال ومدة تنفيذ 12 شهراً، وهذا المشروع من المشاريع النوعية والخاصة ويسعى إلى الاستخدام الأمثل للمنشآت والوحدات التابعة للمحطة، علماً أن الشركة أخذت في الاعتبار تنفيذ هذه المشاريع التطويرية للمحطة بشكل متوازٍ مع تنفيذ أعمال معالجة مياه المشاريع الكبرى في مدينة الرياض.
هل سيتم تنفيذ مشروع لمحطة معالجة أخرى غير محطة منفوحة الحالية؟
- تعمل شركة المياه الوطنية على تنفيذ محطة الحائر للمعالجة البيئية جنوب مدينة الرياض بطاقة استيعابية بلغت 400 ألف متر مكعب لليوم الواحد وبتكلفة إجمالية تقدر بأكثر من 293 مليون ريال، وتجاوزت أعمال الإنشاء بها نسبة 80 في المائة وستخدم هذه المحطة بمشيئة الله أحياء شمال وجنوب شرق وغرب مدينة الرياض، ومن المقرر تشغيلها بجاهزية كاملة في شهر أيلول (سبتمبر) من العام الجاري.
كيف ستتم آلية تنفيذ مشروع محطة الحائر لمعالجة مياه الصرف الصحي، وكم بلغت تكلفته الإجمالية؟
- المشروع الآن في صدد الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى للخط الناقل من محطة منفوحة إلى محطة الحائر بقيمة إجمالية تصل إلى 147 مليون ريال وبأطوال بلغت 24 كيلومترا وبأقطار أنابيب تصل إلى 1400 ملم، وبلغت نسبة الإنجاز في المشروع 70 في المائة، وهو الآن في المرحلة الثانية وهي الجزء الأهم من حيث طريقة التصميم والتنفيذ، نظراً إلى التقنية المستخدمة، إذ سينفذ 13 كيلومترا بطريقة الثقب الأفقي وبقيمة تقديرية بلغت 400 مليون ريال وتعد شركة المياه الوطنية حالياً عدة دراسات بهدف تقليل الأثر البيئي الناتج من محطة منفوحة من خلال دراسة جدوى استخدام وسائل الرش أو التضبيب الهوائي حول مصادر الروائح لتقنية الهواء، وكذلك دراسة نقل مكب الصهاريج الحالي في منفوحة إلى مواقع أخرى بعيدة عن النطاق العمراني.
ترددت أنباء عن عزم الجهات الرسمية نقل محطة معالجة مياه الصرف الصحي إلى أماكن بعيدة عن المخطط العمراني منذ سنوات طويلة، هل تمت مخاطبة وزارة المياه والكهرباء بهذا الشأن؟
- بالفعل كانت هناك دراسات سابقة وفقاً لخطابات من إمارة الرياض ومصلحة المياه والصرف الصحي في منطقة الرياض عام 1422، حيث وافق مجلس إدارة مصلحة المياه في ذلك الوقت على اقتراح بدائل مواقع محطات الصرف الصحي المقترحة في المخطط الإرشادي للصرف الصحي للعشرين سنة المقبلة وتأثيراتها البيئية، وعطفاً على قرار الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بشأن المخطط الشامل لإعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في مدينة الرياض فقد تضمن القرار الموافقة على إبقاء محطة معالجة الصرف بمنفوحة وعلى ضوء ذلك استبعد مقترح نقلها في حينه.
هل حددت وزارة المياه والكهرباء جدولاً زمنياً لنقل محطة المعالجة خارج المخططات العمرانية وعلى أطراف المدن الرئيسية؟
- لا توجد خطة زمنية لنقل المحطة في الوقت الحالي وأكتفي بالحلول التي ذكرتها سابقاً.
هل يوجد تنظيم معين لتنقلات صهاريج الصرف الصحي وسط مدينة الرياض بالتنسيق مع الإدارة العامة للمرور؟
- تنظيم تنقل صهاريج الصرف الصحي لا تقل أهمية عن غيرها من الخدمات الطارئة التي لا يمكن الاستغناء عنها كصهاريج الدفاع المدني، ولذلك تم التنسيق مع عدة جهات حكومية معنية بانسيابية الحركة المرورية للسماح بدخول تلك الصهاريج تقديراً للمصلحة العامة، وفي المقابل عملت شركة المياه الوطنية على استكمال منظومة الخدمات البيئية في مدينة الرياض للحد من صهاريج الصرف الصحي، وذلك من خلال المشاريع الحالية الهادفة لزيادة تغطية أحياء مدينة الرياض بالخدمات البيئية بما تشمله المنظومة من محطات معالجة وخطوط رئيسية وفرعية وتوصيلات منزلية.
ما أهم المشاريع للحد من استعمال صهاريج الصرف الصحي وتقليل انتشارها في شوارع العاصمة؟
- نفذت الشركة أكثر من 100 مشروع صرف صحي تصل تكلفتها إلى 2600 مليون ريال، وذلك بتمديد شبكات جديدة يصل طولها إلى 2300 كيلومتر ويقدر إجمالي أطوال الشبكة 5800 كيلومتر تسهم في ربط التوصيلات المنزلية بمحطات المعالجة، ويتوقع أن تصل بمشيئة الله نسبة تغطية مدينة الرياض بعد اكتمال منظومة الخدمات البيئية إلى 68 في المائة من المناطق المأهولة بالسكان، وسيصل عدد العملاء في حينه 270 ألف عميل من بين نحو 400 ألف عميل في مدينة الرياض.
أكد مختصون في الصحة المخاطر الناتجة عن وجود محطات معالجة مياه الصرف الصحي وسط المدن وما تسببه من أمراض وتلوث.. ما تعليقكم حيال ذلك؟
- تحرص شركة المياه الوطنية على التأكد من المعايير والمواصفات الفنية للمحطة والحد من التلوث الذي تحدثه، لذلك فوضت الشركة في عام 2008 أحد المكاتب العالمية المتخصصة في الاستشارات البيئية للقيام بتقييم بيئي شامل لمحطة معالجة الصرف الصحي بمنفوحة وإجراء مسح ميداني لجمع البيانات والمعلومات عنها، وخلصت الدراسة إلى العديد من الأمور الإيجابية المتوافقة مع المعايير الفنية العالمية والمحلية الخاصة بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، ووضعت الدراسة بعض التوصيات التطويرية التي أخذت في الاعتبار المشاريع التطويرية اللاحقة، ومن واقع الدراسات والتوصيات، فالمحطة ولله الحمد لا توجد منها مخاطر بيئية محتملة.