الاراضي الخاوية .. استثمار تطوعي

في أحد الأيام وأنا في طريقي إلى أحد المواعيد فاجأني سائقنا الهندي بقوله- وهو يشير إلى مساحات كبيرة فارغة من الأراضي التي نمر بها- ( نحن في الهند لا يكاد يوجد لدينا أراضي فارغه كما عندكم ) قالها بلكنته المكسّره ووصف بتعبيراته البسيطة -التي تكاد تفهم من حركات يديه أكثر من كلامه - العدد المهول الذي يسكن الهند وأخذ يهذر بكلام لم أستوعبه ربما لأني انشغلت بالتفكير في كمية الاراضي الفارغة وسط مدننا بدون أدنى استثمار.. وبدون أن يحرك فيها ساكن ..رغم مرور الزمن !

ألا تعتبر الاراضي الفارغة أحد الموارد الطبيعية التي يمكن استثمارها في شيء يخدم المجتمع وبما يحفظ به حقوق أصحاب الأراضي.

وبما أنني مهتمة بالتطوع فسأشارككم فكرة تدور في خاطري هو حل مقترح لاستثمار هذه الأراضي في منظومة التطوع ، ولكن قبل ذلك أليس التطوع هو تبرع بالمال أو الوقت أو الجهد أو الممتلكات؟
وبناءا على هذا اقترح أن يتكون فريق تطوعي من مراكز الاحياء المختلفة بالتعاون مع ائمة المساجد ونشطاء الحي وأهل الحي بشكل عام ويعملون على تحويل الاراضي الفارغة في الاحياء إلى أحد المشاريع الصغيرة التالية :
١- ملاعب متنوعه للصغار، وأخرى المراهقين (بأبسط مقومات الملاعب ) من كرة سله وكرة قدم وتنس وطاوله.. ألخ بناءا على مساحة الارض الفارغة ( وعلى الاقل تنظف من بقايا الزجاج المكسور وتعالج مسألة التراب بحيث تصبح الارض مؤهله للعب .
٢- اماكن للزراعه ( لا اطلق عليها حدائق ، لكن اماكن يتعلم فيها أبناء وبنات الحي الزراعة البسيطة وتكون كتطبيق مبسط لما تعلموه في المدرسة)
٣- تسور بعض الاراضي بالالومينيوم- بعد موافقة أصحابها) وتصبح اماكن للتشمس ( للنساء وأخرة للرجال) كل بضوابطه .. فبالرغم من أن أرضنا من أكثر دول العالم تعرضا للشمس إلا أننا نعاني جميعا نساءا ورجالا من آمراض العظام والمفاصل، ومن سن مبكرة ، بسبب ندرة تعرضنا للشمس و شبابيك البيوت لا تكاد تدخل أشعة الشمس.
٤- أماكن لتجمع المتقاعدين وكبار السن بالحي وأخرى للشباب، حيث من الملاحظ قلة اجتماع الناس بسبب نظام الحياة الجديد وظروف المعيشة ، من خلال نصب الخيم أو التيازير والكنب والكراسي المستعمله الفائضه عن حاجة أهل الحي.
٥- تخصص أراضي لوضع الأثاث المستعمل وغير المرغوب فيه فتأتي الجمعيات الخيرية وتأخذها وتوصلنا إلى مستحقيها
٦- تخصص أراضي لصناديق اعادة تدوير المستهلكات، فتخصص ارض مثلا لقطع الحديد والخشب والألومنيوم والزجاج ...الخ ، وأخرى للورق والقوارير والكراتين والعلب الفارغة ..الخ

ويكون تنظيم العمل مثلا : أصحاب الاراضي يسمحون باقامة المشاريع على اراضيهم بالشروط التي يتوافقون بها مع اهل الحي عبر مراكز الاحياء( يتم توقيع اتفاقيات او بمجرد التفاهم) ، أهل الحي يقدمون المواد لتنفيذ الأفكار ، أئمة المساجد يقودون تنفيذ الأفكار ، اولاد وبنات الحي ينفذون الأفكار من خلال تكوين فرق تطوعية متخصصة للمشاريع المختلفه