أرامكو ومنافذنا وإستمارة السيارة !!

أرامكو ومنافذنا وإستمارة السيارة !!

أرامكو ومنافذنا وإستمارة السيارة !!

في بعض الحالات نحتاج الى بعض الوخزات كي ننتبه الى أين نتجه والى أين نسير وماذا وكيف يُفترض أن تتم بعض أمورنا وخططنا على مختلف المستويات والأصعدة , حتى على المستوى الشخصي نكون بحاجة الى هذه الوخزات والتي غالباً ما تأتي بدون موعد أو ساتبق إنذار.

و تخالجنا في بعض الأحيان تساؤلات ملَحة جراء مواقف معينة ونحتاج الى إجابات عديدة وصريحة لها , على سبيل المثال حين نسافر .. لماذا نجد كل الموظفين الذين في خارج حدودنا متواجدين في أماكنهم ومبتسمين ولبقين ويؤدون أعمالهم بكفائة وحرص وتركيز , في حين أن أول خطوة نخطوها في مطاراتنتا ومنافذنا سنشاهد بوضوح ذلك العبوس والتسيب والإهمال والفوضى التي عليها كل تلك الأمكنة والتي يفترض بها أن تكون واجهة لبلادنا , فضلاً عن الشبابيك والمكاتب التي تخلوا من الموظفين والتكدس المعتاد من المسافرين وأصحاب الشأن !

صديقي .. لماذا نحمل كل تلك الأوراق والوثائق وهي في الحقيقة ليست ذا أهمية ؟
لماذا نتكلف ونجددها بمبالغ ليست بالقليلة وتنتهي ولا أحد يكلف نفسه بالنظر اليها طيلة فترة حملنا لها , يبدو أنها تماماً كالمؤتمرات والمراكز الحوارية التي تُنشأ لدينا , لـ التفاخر والإستهلاك الإعلامي والمظهر الخارجي ليس أكثر !

لسبب أو لآخر قررت أن أذهب الى الأمن الصناعي بشركة أرامكو السعودية بعد أن حجزت موعد الكتروني على أمل الحصول على بطاقة دخول المركبات الى مرافق الشركة , وتحسباً مني لهذا الطارئ فقد قمت بتجديد رخصة القيادة لدي بعد أن علمت بأنها ضرورة للحصول على بطاقة العبور تلك , ورغم إنتهاء الرخصة منذ فترة فقد تغلبت على كل عقبات الإهمال والتسيب والبيروقراطية في إدارة المرور وقمت بتجديدها , وبصراحة تامة , لم يكن لدي الدافع أو المحفز لتجديدها قبل قدوم هذا الطارئ , فلو كان لرخصة القيادة أهميتها الحقيقة التي وضعت من أجلها لما شاهدنا شوارعنا غارقة في المركبات التي يقودها المراهقين و "المفحطين" والذين دائماً ما يشكلون خطراً على الاخرين وعلى المجتمع بأكمله , فضلاً على عمالة تتعلم القيادة على أشلائنا وحطام مركباتنا .

وبعد أن قدمت طلبي عن طريق الإنترنت , ذهبت للموظف وشاهدت ذلك الجو الهادئ والمكان النظيف والترتيب الرائع , فطلب مني الرخصة وبطاقة العمل وإستمارة السيارة , ولا أخفيك يا صديقي أني إستغربت لطلبه إستمارة سيارتي !! ولم أحسب أن أحداً سيطلبها سوى المنافذ الحدودية لدول الخليج والتي أتردد عليها في أغلب الإجازات ! فلبيت رغبته وأعطيته الإستمارة , وهنا كانت المفاجأة , فردها لي وأخبرني أن إستمارة سيارتي قد إنتهت منذ ما يفوق العام !!

خبر كان أشبه بالصاعقة عليّ لأسباب أهمها أن الإهمال وعدم إعطاء الأهمية لهذا الشيء وصل بنا أن ننسى ماذا نحمل في جيوبنا كل يوم , وسبب لا يقل أهمية وهو سفري بالسيارة والإستمارة ذاتها الى كل دول الخليج (بإستثناء عمان) على سيارتي ولم ينتبه موظفي حدود كل تلك البلاد (وبلادنا بالطبع) الى أن الرخصة منتهية الصلاحية !
أكثر من عام من التنقلات داخل وخارج المملكة ولا يكلف أحدهم النظر الى تاريخ الإنتهاء ! أيُ عمل يقدمه هؤلاء ؟

لا أخفيك أني شكرت موظف الشركة وشكرت الشركة على هذه النباهة والعمل الجاد بل وشركت العم سام لتأسيسه هذه الشركة قبل عقود على أُسُسه الإدارية والتنفيذية.

لا أعلم ماذا أقول لهذا الصديق الذي سرد قصته عليّ , سوى جملة نطقت بها بعفوية (ردد .. ياليل ماأطولك)

فهذه القصة وغيرها الكثير والكثير من القصص والمشاهد شواهد ودلالات على مدى التسيب والإهمال والفوضى التي تعج بها دوائرنا ومراكزنا الحكومية , فالنظام لدينا وُجد ليُعلق على الجدران و يُتباهى به في الصحف ليس إلا !

الأكثر قراءة