مأمورات التحرّي يُعانين التهميش وغياب «بدلات الخطر»

مأمورات التحرّي يُعانين التهميش وغياب «بدلات الخطر»

تعاني مأمورات البحث والتحري ومفتشات الأمن العام في منطقة المدينة المنورة، التهميش وعدم تهيئة مكان مستقل لهن أثناء المناوبة مع السجينات في المراكز، إضافة إلى عدم منحهن البدلات المُستحقة رغم مطالباتهن المتكررة عبر خطابات رفعنها لمدير شرطة المنطقة.
وقالت لـ ''الاقتصادية'' إحدى المأمورات – اللاتي أجمعن على عدم ذكر أسمائهن – إنها تعمل مأمورة بحث وتحرٍّ منذ سنوات عدة، وإن مشكلات وعقبات عدة تواجههن أثناء أداء العمل، فحاولن طرحها على مدير شرطة المنطقة بلقاء معه إلاّ أنه تعثر ذلك.
وتضيف: ''لم يكن أمامنا سوى الخطابات التي لم تأتِ بجدوى هي الأخرى''. وطالبت المأمورات بمنحهن بدلات عدوى وخطر، مشيرات إلى أن حياتهن مُعرّضة للخطر أثناء تأدية عملهن، وتحديدا كمرافقتهن في المستشفيات لسجينات يعانين أمراضا معدية، وكذلك تعرضهن لمحاولات الضرب والعنف من بعض السجينات.
وقالت: ''تعرضتُ ذات مرّة إلى محاولة الخنق من قبل إحدى السجينات الوافدات إلاّ أن أحد الأفراد الموجودين أنقذني''، لافتة إلى عدم منحهن خارج دوام أثناء عملهن يومي الخميس والجمعة والأعياد.
واتفقت معها زميلة أخرى لها مؤكدة أن مأمورات البحث والتحري يواجهن تهميشاً في مقار عملهن في المراكز من حيث عدم تخصيص قسم أو مكتب مستقل لهن عن الأقسام الرجالية، مما أدى إلى حالة من الحرج وعدم الاستقرار النفسي – حسب قولها - أثناء العمل، وكذلك أثر في أداء فروض الصلاة وتأخيرها عن وقتها لحين العودة للمنزل.
وأضافت أن عدم تخصيص دورات مياه لهن رغم أن فترات المناوبة مع السجينات تمتد لساعات طويلة في بعض الأحيان، وكذلك نقلهن أثناء مرافقتهن للسجينات عبر سيارات ''جيب'' تفتقر للتكييف وفتحات التهوية، إضافة إلى تعرض بعضهن لمشكلات صحية بسبب ضيق مساحة الجيب خاصة عندما يُقل أكثر من سجينة في وقت واحد.
وحاولت مأمورات البحث والتحري في المدينة المنورة مراراً طرح المشكلات التي تواجههن على اللواء سعود الأحمدي مدير شرطة المنطقة إلاّ أن عقبات عدة واجهتهن حالت دون ذلك، مشيرات إلى أن أبرزها منعهن من دخول المديرية إلاّ بوجود محرم، مؤكدات الصعوبات التي واجهنها في مرافقة محارمهن جميعاً.
وطالبت مأمورة بحث وتحرٍّ، مدير شرطة المنطقة بعقد لقاء لهن ولو مرة واحدة في العام، لسماع ومناقشة ما يواجهنه من صعوبات وعقبات في العمل، حتى يتمكنّ من أداء مهامهن في يسر وسهولة، وكذلك منح موظفات الأمن العام مزيداً من الاستقلالية في العمل عن زملائهن، بحيث يخصص لهن مكتب خاص في كل مركز، إضافة إلى إعطائهن دورات تدريبية على أخذ البصمات للسجينات حيث إن تأخر الموظف المختص أحياناً يتسبب في مكوثهن مع السجينة في المركز لساعات طويلة.
من جانبها، نقلت ''الاقتصادية'' تذمر مأمورات البحث والتحري عبر خطاب تم إرساله لشرطة المدينة المنورة قبل شهرين تضمن جميع مطالبهن، إلاّ أنه لم يتم الرد عليه حتى نشر الخبر.

الأكثر قراءة