عنتريات ابن شداد تعود لقصيباء بتأهيل 8 أحياء قديمة

عنتريات ابن شداد تعود لقصيباء بتأهيل 8 أحياء قديمة

تعود قصة الحب والحرب من جديد عبر تأهيل مواقع تاريخية وتراثية في قصيباء 60 كيلومترا شمال بريدة التي تحتضن أطلال قصر عنترة بن شداد في مرتفع الجال الغربي لقصيباء الذي يسمى بالعنتريات.
وتعمل السياحة مع بلدية قصيباء لتطوير وإعادة مسار تاريخي أسفل الجبال الذي يمر بثمان حارات قديمة مترابطة مع بعضها بعضا بأبراج مراقبة موزعة في سبيل إعادة تأهيل الموقع الذي يحوي مزروعات ونخيلا ومواقع لتربية الطيور.
وكانت جولة ضمت الدكتور جاسر الحربش المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار في القصيم والمهندس عبد الكريم المشيقح رئيس بلدية قصيباء وصالح الراضي مرشد ومهتم في المجال التراثي قد حددت معالم انطلاق تأهيل البلدة القديمة في قصيباء التي تعد من أكبر متحف طبيعي مفتوح.
واطلع فريق العمل على بداية انطلاق التأهيل في تلعة العنتريات التي تضم بقايا قصر عنترة معلق في أعلى جبل، إضافة لبرج مراقبة يقع بالقرب من القصر الذي بني من الحجر.
فيما شاهد الفريق ثلاث بلدات تراثية تقع بالقرب من قصر عنترة بن شداد تحوي كامل عناصر الحماية والحياة في السابق، حيث تحوي كل بلدة سور حماية وبرج مراقبة يقابله برج آخر أعلى الجبل، إضافة لحقول النخيل المحيطة في البلدة.
وقام الفريق بزيارة ثلاث مزارع يمتلكها مزارعون محليون تم تجهيز بعضها بعدد من مقومات المزارع، حيث تحوي حيوانات تربية وحقول نخيل ومزروعات مختلفة، حيث استمع الفريق لشرح مفصل عن مشروع تربية الطيور في أحد الحقول الصغيرة التي يتملكها مزارع محلي في قصيباء والطريقة الممكنة لتحويل الحقل لمشروع سياحة زراعية.
ويشير الدكتور جاسر الحربش إلى أن السياحة يجب أن تثري وتكون مصدر دخل للمزارعين المحليين في قصيباء، مضيفا: "سنعمل مع الشركاء في البلدية لتحويل قصيباء إلى موقع مهم في خريطة المواقع التاريخية والتراثية على مستوى السعودية"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنهم سيعملون مع المجتمع المحلي لتبني مبادرات وإطلاقها من هناك، لجذب مواقع إيواء مختلفة في قصيباء.
وأضاف الحربش من المهم توفير مواقع يذهب لها الزائر في قضاء يوم متكامل وسط حقول النخيل ومعايشة تجربة زراعية مختلفة بالقرب من مواقع تاريخية وتراثية توفر خيارات متعددة في هذا الموقع.
وبين الحربش أن التأهيل سينطلق من قبل بلدية قصيباء عبر وجود مجتمع متفاعل مع إعادة الحياة للمواقع من خلال حماس المزارعين المحليين في إعادة تأهيل مزارعهم بالتزامن مع إعادة الحياة لهذه المواقع.
فيما يشير فهد الراضي رئيس مركز قصيباء إلى أن المنطقة تعد موقعا مهما على خريطة الباحثين والمهتمين في الأدب العربي لورود مواقع مهمة في معلقات الشعراء وهي تصف مواقع لا تزال موجودة وقائمة.
وقال الراضي: إن مشروع إعادة تأهيل البلدة القديمة سيكون بمساعدة المجتمع المحلي الذي يعد مضيافا ويجيد الكثير من الفنون.
وتعد قصيباء منخفضا جيولوجيا ضخما ينتصف فيه أرض سبخة تتجمع فيها المياه التي كانت تضخ عبر أكثر من 24 عينا جارية في السابق، وتحوي قصيباء قصورا طينية مبنية بطرق هندسية تتعايش مع الوضع في السابق، حيث روعي فيها الحماية الأمنية للماء والتمر التي تشتهر بهما المنطقة.
وتعد قصيباء أحد ممرات الحج الشهيرة في الجزيرة العربية في السابق ومحطا من محطات تجار العقيلات الذين ينطلقون من مدينة بريدة باتجاه العراق والشام.
ويشير الباحثون إلى وجود حياة في قصيباء منذ زمن بعيد وتحوي مواقع في قصيباء غابات الأشجار المتحجرة، كما يذكرها الباحث الدكتور عبد العزيز بن لعبون أستاذ الجيولوجيا في جامعة الملك سعود الذي يعتبر قصيباء مهمة في خريطة السياحة الجيولوجية.

الأكثر قراءة