بين النصيحة والقذف
بين النصيحة والقذف
لعلي ابدأ بسرد وقائع لقصة حقيقة ..
أحداثها جرت في المدينة في عهد الإمام مالك.
يروى بانه في وقت الظهيرة طُرق الباب على مغسلة الأموات .
أخبروها بوفاة امرأة من هذاالحي ...
طلبت المغسلة وضع الجثة في مكان الغسل
تجهزت لغسل الجثة..
أزالت الثياب عن الجثة...
جهزت الماء والكافور.
من واجبات الغسل تنجية الجثة ثم الوضوء فالغسل
وعند تنجيه الجثة لم تشعر إلا ويدها ملتصقة بفرج المرأة !
ما تفعل حاولت وحاولت ...
لاجدوى .
تأخر الوقت .
فدخلت قريبه للميتة.
ذهلت عندما رأت هذاالوضع
صرخت بأهل المرأة...
وخرجوا يبحثون عند العلماء والمشايخ عن حل.
اجتمع العلماء..
ولكن هذه المسألة لم تمر علينا ولم يحدث أن سمعنابمثلها.
وذهبوا إلى قولين:
تقطع يد المغسلة.
يقطع فرج المرأة.
لكن الحلين كلاهما صعب.
أشارعليهم رجل بالذهاب إلى مفتي المدينة الإمام مالك
فلايفتى ومالك في المدينة
سألوه فقال :
أريد اسمع من المغسلة
وقف الإمام مالك عندالباب
وسأل المغسلة: ماذا حدث ؟
المغسلة: دون أجابه
قال :
اصدقي حتى يفرج الله كربك
المغسلة:
عند غسلها قلت : كم قد زنا هذاالفرج
نظرالإمام مالك لمن حوله وكأنه وجد الحل
وأمر امرأة بأن تجلدها 80 جلدة
بعدالجلدة الثمانين..
انفكت يد المغسلة
قالوا للإمام رحمك الله ما يدريك ..؟
قال وجدتها في قوله تعالى :
{والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوابأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلد}
أراد الله سبحانه أن يأخذ بحق هذه المرأة وهي ميتة.....
---
هذه قصة اوردتها لكم لما كثر القذف والسب والشتم والبهتان في زمننا هذا وفي اغلب مواقع التواصل الاجتماعية تحديداً
حتى وصل الأمر إلى قذف المحصنات الغافلات التي تعد من السبع الموبقات
وللأسف فإن تفشي هذه الألفاظ هو بيئه لخلق المجتمعات السيئة وعلامة من علامات الإفلاس الخُلقي والخواء الديني . وكبيرة من أكبر الكبائر بنص القرآن والسنة.
ولهذا ثبت في الصحيحين عن رسول الله أنه قال (( إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب))
مااُريد قوله فقط بأن هنالك فرق كبير بين النصيحه في الدين وبين القذف الذي تفشى في اغلب المواقع من ألفاظ لاتليق بمسلمين ، فنصيحه الاخرين هي معاونتهم على الحقّ وطاعتهم فيه وتذكيرهم به وتنبيههم في رفق ولطف ومجانبةُ الوثوب عليهم، والدعاء لهم بالتوفيق وليس التزمت وقذف بعضهم بعضا ، نحن فقط لنا حق النصيحه والتذكير والوعظ في حسن خلق ولهم الأخذ بها أو تركها وعندئذ {لاتزر وازرة وزر أخرى } .
وفي النهايه النفس لا تحمل حمل غيرها، كل إنسان محاسب عن عمله، مسؤول عن خطئه ..