الإعلام الرياضي والدور المفقود

الإعلام الرياضي والدور المفقود

الإعلام الرياضي والدور المفقود

هل يمكن أن يكون إعلامنا الرياضي بكل مكوناته وأطيافه وميوله الرياضية مصدر وعامل جذب وتحفيز للمنتخب السعودي ، ويلعب دوراً محورياً لتحقيق الانجازات الرياضية؟

إن ما نشاهده ونتابعه يومياً ، مما يعرض عبر الوسائل الإعلامية الرياضية المكتوبة أو المرئية من لقاءات وبرامج وحوارات وتصريحات لبعض الإعلاميين والنقاد والمسئولين ، أمراً يثير الدهشة والاستغراب معاً ، ويرسخ لدينا كجمهور سعودي محب لوطنه ومنتخب بلاده القناعة باستمرار الحال على ما هو عليه.

فالدهشة والاستغراب يكمنان في عدم قدرة إعلامنا الرياضي على تصنيف المتحدثين من خلاله تصنيفاً مهنياً تبعاً للمجال الذي يمارسونه ، فالناقد أصبح محللاً والعكس صحيح ، والكاتب مدرباً واللاعب إعلامياً ، ظلمات بعضها فوق بعض. أصبحنا كجمهور مجبرين على الاستماع إلى كل ذلك الضجيج ببساطه لأنه لا يوجد غيره.

إعلامنا الرياضي بكل أسف أصبح أرضا خصبة لزرع الفرقة والتناحر بين الجميع لاعبين ومسئولين مدربين وجماهير ، فالكل أصبح يتهم الكل لهم غثاء كغثاء السيل ، وكل هذا يتم تحت ستار الحرية الرياضية والتي بمرور الوقت تحولت إلى شظايا رياضية شخصية.

ففي كل دول العالم تجد كل أعلامي رياضي يتمتع بمؤهل علمي وفني ليمارس من خلاله دوره في المجال الرياضي سواء تحليلاً أو نقداً أو كتابة. بينما لدينا يحدث العكس فالإعلامي الرياضي يتمتع بالقدرة على التحليل والنقد والتدريب والإدارة والكتابة يعني باختصار إعلامي بخلطة سرية وماركة عالمية مسجلة باسمنا.فالمنتخب يدور في حلقة مفرغة منذ فتره طويلة ، وإعلامنا الرياضي يسابق الزمن ويحشد الجهود لاستمرار دورانها.

النقد الهادف والبناء خصوصاً عندما يتمتع الإعلامي بالحيادية في الطرح ، مطلب أساسي لكل منظومة رياضية ترغب في استمرار نجاحها ، فالنقد الهادف يشكل مصدراً مهما لمعرفة مواطن الخلل أو التطوير ولكن ما نشاهده حالياً لا يرقي إلى هذا المستوى بل هو مجرد تصفيات للحسابات الشخصية وتعارك بالألسن وفئات منقسمة على بعضها ومؤيدين ومعارضين.

ولعل ما حدث مؤخراً بين الهريفي وياسر وصالح الحمادي خير دليل على المعارك الرياضية التي يخوض غمارها أعلاميننا الرياضيين في مواجهه لاعبينا ، ويظل الخاسر في هذه المعادلة هو المنتخب السعودي والرياضية السعودية بشكل عام.

ولا يزال هناك مساحة من الأمل في ظل وجود بعض الإعلاميين الرياضيين أصحاب القلم الهادف والنظرة الثاقبة التي تقوم على احترام المهنية الرياضية ، ولكن ما نريده حقيقة هو أن يرحمنا ممن لا يمتلكون الأدوات اللازمة للنجاح في هذا المجال وذلك بابتعادهم أو على الأقل تطوير قدراتهم ومهاراتهم.

الأكثر قراءة